دولي

المجلس الأوروبي للروهينغا يؤكد استمرار الظلم بحق مسلمي أراكان (مقابلة)

جاء ذلك في تصريح أدلى به للأناضول، بخصوص أزمة مسلمي الروهنغيا، حيث قال "إن مسلمي الروهنغيا الذين لم تسنح لهم فرصة اللجوء إلى بنغلاديش، وما زالوا في إقليم أراكان، يرسلون لنا أخبارا حول استمرار ظلم السلطات الميانمارية ضدهم"

01.03.2018 - محدث : 01.03.2018
المجلس الأوروبي للروهينغا يؤكد استمرار الظلم بحق مسلمي أراكان (مقابلة)

Ankara

أنقرة/ ديلدار بايكان/ الأناضول

أكد إبراهيم محمد، أحد مؤسسي المجلس الأوروبي للروهنغيا، على استمرار ظلم السلطات الميانمارية بحق المسلمين في إقليم أراكان.

جاء ذلك في تصريح أدلى به للأناضول، بخصوص أزمة مسلمي الروهنغيا، حيث قال "إن مسلمي الروهنغيا الذين لم تسنح لهم فرصة اللجوء إلى بنغلاديش، وما زالوا في إقليم أراكان، يرسلون لنا أخبارا حول استمرار ظلم السلطات الميانمارية ضدهم".

وأضاف أن انتهاكات السلطة الميانمارية تشمل حسب نفس المصادر، عمليات حرق للمنازل، وحالات اغتصاب، وقتل، وتهديد لمسلمي الروهنغيا.

وفيما يخص الاتفاقية المبرمة بن بنغلاديش وميانمار، وصف محمد الاتفاقية بـ "المثيرة للقلق"، مضيفا "قبل كل شيء يجب علينا التفكير حول الأسباب التي دفعت مسلمي الروهنغيا للجوء إلى بنغلاديش، حيث تخلى هؤلاء عن منازلهم وقراهم وهربوا لإنقاذ أرواحهم فقط".

وأشار محمد إلى أنه لا يرى من الصواب إعادة اللاجئين إلى مناطق الجرائم مرة أخرى، مشددا على أن "عودة اللاجئين إلى ديارهم أمر جيد، لكن بشرط أن تشارك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مثل هكذا اتفاق".

وأوضح أن المسلمين في بلاده ما زالوا يتعرضون لظلم السلطات الميانمارية، حسب إفادات البعض ممن يجري الاتصال معهم.

وقال في هذا الصدد أن أخاه يعيش إلى الآن في قرى أراكان، وأنه يتحدث إليه كل يوم، وأن الكثير من القرى تعرضت للهجرة من قِبل أهاليها.

وأضاف "إن الحكومة الميانمارية تواصل هدم المنازل والمدارس التي هجرها المسلمون"، لافتا إلى أن السلطات تريد لمسلمي الروهنغيا العيش في المخيمات لدى عودتهم.

وأشار إلى أن نحو 120 ألف من مسلمي الروهنغيا يعيشون في المخيمات على خلفية أحداث العنف التي نفذها البوذيين عام 2012، موضحا أن "الاتفاق الأخير يشمل عودة هؤلاء أيضا، لكن لم يرجع حتى الآن أي أحد منهم، كيف سنثق بهذه الاتفاقية؟".

ومن جانب آخر، أفاد محمد أن أياما عصيبة تنتظر اللاجئين الروهنغيا في بنغلاديش مع اقتراب هطول الأمطار الموسمية، معربا عن أمله في تحرك السلطات البنغالية لإيجاد أماكن إقامة أكثر أمانا للاجئين.

وفي سياق آخر، عبّر محمد عن بالغ امتنانه لتركيا جراء مساعيها الدبلوماسية ونشاطاتها الإنسانية تجاه مسلمي الروهنغيا منذ بداية الأزمة.

وأوضح أن "تركيا هي الدولة الوحيدة التي دعمت مسلمي الروهنغيا من كامل قلبها، حيث بذلت جهودا على مستوى الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، كما أنها تتعاون مع الحكومة البنغالية في سبيل دعم اللاجئين".

وأردف محمد أن شبكة "تي آر تي" التركية تقدم لهم خدمات التعليم في مجال الإعلام، بهدف منحهم الفرصة للمطالبة بحقوقهم بواسطة وسائل الإعلام.

كما انتقد محمد موقف المجتمع الدولي من أزمة مسلمي الروهنغيا، داعيا إياه للتحرك بالسرعة القصوى واتخاذ التدابير اللازمة بحق مرتكبي الجرائم والقتلة.

ووفقا للإحصاءات الأخيرة للأمم المتحدة، يبلغ عدد مسلمي الروهنغيا اللاجئين إلى بنغلاديش هربا من ظلم السلطات الميانمارية اعتبارا من 25 أغسطس/ آب الماضي، 665 ألف لاجئ.

وحسب ذات الإحصائية، يُقدر عدد مسلمي الروهنغيا في فترة السبعينات من القرن الماضي بـ 2 مليون شخص، إلا أن هذا الرقم انخفض إلى ما دون 300 ألف شخص، جراء الهرب من عمليات القتل الممنهج.

من جانب آخر، يتجاوز عدد قرى مسلمي الروهنغيا التي تم حرقها 350 قرية، وفقا لصور الأقمار الصناعية التي التقطتها عدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية.

ووقّعت الحكومتين الميانمارية والبنغالية على اتفاق لعودة لاجئي الروهنغيا بتاريخ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يشترط على الراغبين بالعودة إلى ميانمار وثائق تؤكد عيشهم فيها قبل لجوئهم إلى بنغلاديش، لكن يبدو ذلك صعبا للغاية مع سحب السلطات حق المواطنة من أيدي أقلية الروهنغيا منذ عام 1982.

كما ينص الاتفاق على ضرورة موافقة السلطات الميانمارية على الوثائق التي منحتها الأمم المتحدة لمسلمي الروهنغيا اللاجئين في بنغلاديش.

وحسب الاتفاقية، كان من المقرر البدء بترحيل اللاجئين بعد شهرين من التوقيع، إلا أن ذلك تأجل فيما بعد، وحتى الآن لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الشأن. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.