تركيا

خبيرة تركية تحذر الأزواج: لا تدفعوا بأطفالكم إلى "التنمر" (تقرير)

الأطفال الذين "يتنمرون" على أقرانهم، يأتي معظمهم من عائلات تقل فيها المحبة والحنان والرحمة، وترتفع فيها نسبة العنف.

Khadija Al Zogami  | 08.11.2016 - محدث : 09.11.2016
خبيرة تركية تحذر الأزواج: لا تدفعوا بأطفالكم  إلى "التنمر" (تقرير)

Istanbul

إسطنبول/ سفيل تشليك/ الأناضول

أوضحت طبيبة نفسية تركية، أن الأطفال الذين "يتنمرون" على أقرانهم، يأتي معظمهم من عائلات تقل فيها المحبة والحنان والرحمة، وترتفع فيها نسبة العنف.

وقالت الطبيبة النفسية في المعهد الأمريكي للطب النفسي، أمينة ذي النور قليج، في حوار مع الناضول، إن الدراسات أشارت إلى أن الأطفال الذين ينشأون في عائلات ترتفع فيها نسبة العنف، ينزعون إلى التنمر على أقرانهم، لأن مفهوم الاحترام لديهم يتكون بشكل خاطئ.

وأشارت قليج أن التنمر هو استخدام العنف بشكل منهجي ومتكرر ضد ضحية لا تتمكن من الدفاع عن نفسها، ويكون العنف المستخدم جسدي أو لفظي أو عاطفي.

وتظهر مشكلة التنمر بشكل أكبر بين المراهقين كما توضح قليج، لأن في فترة المراهقة يولي الشخص أهمية كبيرة لاكتساب المحبة والاحترام في إطار مجموعة، ويتخوف المراهقين من التعرض للتحقير داخل المجموعة أو الإقصاء عنها.

وتضيف قليج أنه في حال كان قائد المجموعة يميل إلى العنف، تصبح المجموعة ذات نزعة عدوانية، ويقوم أعضائها بالتحقير من شأن أي عضو لا يوافق على النهج العدواني للمجموعة، والسخرية منه أو إقصائه، وهو ما يسبب العديد من الأزمات النفسية للضحية.

وتحذر قليج من أن العنف قد يأخذ شكل عنف وإيذاء جسدي، أو تتعرض الضحية للتهديد، وقد يتم ابتزاز الأموال منها عبر التهديد.

ويأخذ التنمر شكل العنف الجسدي، عند الذكور بشكل أكبر، وفقا لقليج، وكثيرا ما يتم استهداف الأطفال الأقل قوة بشكل متكرر، أو الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية كالمصابين بالتوحد، وعند الفتيات تقع ذوات الوزن الزائد، ضحايا للتنمر.

وتشير قليج أنه قد يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للممارسة التنمر، عبر الحديث عن الضحية بشكل غير لائق على هذه الوسائل، أو حذفه من قائمة الأصدقاء، أو نشر معلوماته الشخصية أو صوره.

وفيما يتعلق بالسمات المشتركة للأطفال الذين يمارسون التنمر، قالت قليج، إنهم يتصفون بميل عالٍ للعدوانية، كما يعتبرون أن العنف وسيلة ناجعة للحصول على القوة والتأثير.

ويمارس الأطفال التنمر كوسيلة للحصول على القبول، إذ أنهم يحصلون على أفضلية على أقرانهم من خلال التخويف، إلا أنهم يعتبرون ذلك نوعا من إظهار أقرانهم الاحترام لهم، كما تقول قليج.

وتؤكد قليج على ضرورة أن لا تسمح العائلة بالعنف والتنمر بين أفرادها، وأن يعامل الوالدان بعضهما البعض باحترام، حيث أنه في حال كان القوي يضطهد الضعيف جسديا أو لفظيا داخل العائلة، فإنه لا مفر من تبني الأطفال لنفس النهج.

وتضيف قليج أن العلاقات بين أفراد العائلة لابد أن تقوم على التراحم والمسؤولية، وأن يعتمد الوالدين على الوسائل التربوية وليس على العنف والتخويف، لتربية الأطفال.

كما تنصح قليج الأهالي بمراقبة كيفية تعامل الأطفال مع أقرانهم، وتوجيههم في حال لاحظوا تعاملهم بعنف مع الأطفال الآخرين، مشيرة أن الأطفال الذين ينشأون في عائلات تتبع نهج الوقوف بجانب الضعيف، يكونون أكثر لطفا مع أقرانهم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın