تركيا, السياسة

مدير مركز "أورسام": إيران ليس لديها خطة من أجل مستقبل سوريا

أحمد أويصال مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في أنقرة قال إن الإيرانيين "يريدون فقط أن يضغطوا على زر إعادة الضبط لتثبيت حكم النظام السوري القديم، كما لو أن شيئًا لم يحدث"

01.03.2018 - محدث : 01.03.2018
مدير مركز "أورسام": إيران ليس لديها خطة من أجل مستقبل سوريا

Istanbul

عبد الجبار أبوراس/ الأناضول

رأى أحمد أويصال، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في أنقرة (أورسام)، الأربعاء، أن إيران ليس لديها خطة لمستقبل سوريا، وليس لديها المقومات ولا الموارد لإصلاح وإعمار البلاد.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها أويصال، خلال ندوة نظمها مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية، في جامعة صباح الدين زعيم، بمدينة إسطنبول.

وقال أويصال، وهو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول، إن "إيران (حليفة النظام السوري) ليس لديها خطة من أجل مستقبل سوريا، هم (الإيرانيون) يريدون فقط أن يضغطوا على زر إعادة الضبط لتثبيت حكم نظام (بشار) الأسد القديم، كما لو أن شيئًا لم يحدث".

وأضاف أن "إيران ليس لديها المقومات ولا الموارد لإصلاح سوريا أو إعمارها. ليس لديهم الشرعية، لا الأدوات المعنوية ولا حتى المادية".

وتطرق أويصال إلى روسيا (حليفة النظام السوري أيضا) قائلا إنها "لم تتمكن من حسم المسألة (السورية) لصالحها تمامًا، فهي تريد حلها في نهاية المطاف، لذلك هي بحاجة إلى تركيا، سواء من حيث الشرعية أو التخطيط أو حتى الضغوط التي تواجهها من الغرب".

وشدد على أن "تركيا أدركت أن الصراع طال كثيرًا، وأن الغرب والقوى الكبرى الرئيسية ليس لديها أي خطة لإيقاف سفك الدماء والصراع الدائرة في سوريا (منذ 2011)".

وتابع: "تركيا بعد أن أدركت ضرورة وضع حد لسفك الدماء في سوريا، دخلت في عملية سياسية لإيجاد حل سلمي للصراع".

واعتبر أن "إيران انضمت لتلك العملية بدون رغبة أو مترددة تحت ضغوط، وذلك قبل فوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمنصبه (تولى السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني 2017)".

وتابع: "إلا أنه بعد نجاح ترامب، أبدت طهران رغبة في العملية السياسية وإيجاد حل للصراع، وهي الآن أكثر انفتاحًا على التعاون".

ومضى أويصال، قائلا إن "إيران تريد أن تتوسع لبيع غازها، وسبق أن قالت إنها تستطيع الوصول إلى البحر المتوسط عبر الهلال الشيعي (مرورًا بالعراق وسوريا) حتى تصدر غازها (إلى أوروبا)".

ومنذ 20 يناير الماضي، يستهدف الجيشان التركي و"السوري الحر"، ضمن عملية "غصن الزيتون"، المواقع العسكرية لتنظيمي "داعش" و"ب ي د/ي ب ك/بي كا كا" الإرهابيين، في عفرين شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.

وحول هذه العملية، قال البروفيسور التركي إن "الإعلام الإيراني انتقد العملية، واعتبرها تعديًا على السيادة السورية، متجاهلًا في الوقت نفسه التدخلات الأجنبية في المنطقة".

ومضى قائلا إن "تركيا تعاونت مع روسيا أكثر من إيران بشأن عملية غصن الزيتون".

وشدد أويصال على أن "هذه العملية أثبتت أن إيران ما تزال ترى أن لديها خلاف ومشاكل كثيرة مع تركيا".

وأضاف أن "طهران عندما شعرت بتهالك تنظيم (ب ي د/ بي كا كا) الإرهابي، تحت وطأة الضربات التركية، أرسلت، إلى جانب النظام السوري، ميليشيات شيعية إلى منطقة عفرين، بدعوى وجود سكان شيعة فيها، لكن الهدف الحقيقي هو دعم ميليشيات (ب ي د/ بي كا كا).

وأردف أن ذلك "يُظهر أن إيران لم تتغير، وما تزال تحاول أن يكون لديها نفوذا في كل سوريا تقريبا".

وتحدث أويصال عن "وجود خلاف بين إدارة (ب ي د) في سوريا، وبي كا كا في (منطقة) قنديل (شمالي العراق).. الجانب القنديلي يحتمل أن لديه علاقات جيدة مع إيران".

وتابع أن "قيادة (ب ي د) الحالية رحّبت بخطوة إرسال إيران مليشيات شيعية لإنقاذهم (من العملية التركية)، إلا أن صالح مسلم (الزعيم السابق لتنظم بي ي د) انتقد هذه الخطوة، وقال إنه لا يريد تواجد مليشيات إيرانية أو شيعية في عفرين".

وعزا البروفيسور التركي هذا الخلاف في التنظيم الإرهابي إلى "وجود (ب ي د) مرتبط بالغرب (في إشارة إلى التنظيم الإرهابي في سوريا) و (ب ي د) مرتبط بإيران (يقصد بي كا كا في قنديل)".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.