أفريقيا

الرئيس الغيني: متضامنون مع تركيا في حربها ضد الإرهاب

خلال مقابلة مع الأناضول في أنقرة حيث يقوم الرئيس ألفا كوندي بزيارة رسمية

28.12.2016 - محدث : 28.12.2016
الرئيس الغيني: متضامنون مع تركيا في حربها ضد الإرهاب

Ankara

أنقرة/ الأناضول

قال الرئيس الغيني، ألفا كوندي، إن "غينيا متضامنة مع تركيا في حربها ضد الإرهاب عامة، وبالأخص ضد منظمة فتح الله غولن الإرهابية".

وخلال زيارة رسمية للعاصمة التركية أنقرة، أضاف الرئيس كوندي، في مقابلة مع الأناضول، أن "الإرهاب لا علاقة له أبدا بالإسلام، فالإسلام في الواقع هو دين السلام والتعايش المشترك والتسامح.. أما التطرف فلا علاقة له بالإسلام".

وانتقد الرئيس الغيني مواقف الدول الغربية، التي اعتبر أنها "مسؤولة عما يحدث اليوم"، مستشهدا بـ"الفوضى السائدة في ليبيا".

وتابع: "لقد حذرنا القوى العظمى من مغبّة التدخّل في ليبيا، وقلنا إنه سيقود إلى نتيجتين سلبيتين، وهما صوملة (نسبة إلى الحالة الصومالية) هذا البلد، ونشر الأسلحة والإرهاب".

وقال الرئيس كوندي إن التحذير "لم يلق آذانا صاغية من قبل الغرب، الذي تدخّل وقتل (العقيد الليبي معمر) القذافي، والنتيجة أنه اليوم لا توجد دولة في ليبيا، مقابل تنامي التهديدات الإرهابية".

وأطاحت ثورة شعبية بالقذافي عام 2011، ومنذ ذلك التاريخ تعاني ليبيا من أزمتين سياسية وأمنية، حتى بات في البلد العربي حكومتين وجيشين، تعترف الأمم المتحدة بإحداها، وهي حكومة الوفاق الوطني.

علاقات ممتازة

الرئيس الغيني تطرق إلى العلاقة التي تجمعه بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قائلا: "أعتقد أننا أقمنا، أنا والرئيس أردوغان، منذ زيارته غينيا في مارس/ آذار الماضي، علاقات ممتازة على الصعيد الشخصي، حتى أننا نجري مكالمات هاتفية ونتبادل الرسائل القصيرة".

وفي القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، استقبل الرئيس أردوغان، أمس الثلاثاء، نظيره الغيني والوفد المرافق له، حيث أجروا مباحثات بشأن سبل دعم التعاون الثنائي، وقضايا ذات اهتمام مشترك.

وتابع الرئيس كوندي أن "تركيا بلد عظيم ومتطورة تكنولوجيا.. والعديد من الأتراك ينشطون في غينيا في مجالات متنوّعة، أبرزها البناء، وليس أدل على ذلك من أن عددا كبيرا من الفنادق في بلادنا شيدها الأتراك".

وفي تظاهرة هي الثالثة من نوعها، شارك الرئيس الغيني في منتدى الأعمال بتركيا، الذي جمع رجال أعمال أتراك وغينيين.

ومشيدا بالعلاقات مع تركيا، قال الرئيس كوندي إن "مجالات التعاون بين كوناكري وأنقرة واسعة للغاية"، ومنها "الحرب على الإرهاب، وقطاعات البناء والبنية التحتية، إضافة إلى الطاقة والزراعة والمناجم".

وبشأن الخطط المستقبلية، أوضح أن بلده "يطمح للحصول على موافقة بنك أكسيم (التركي)، بما يمكن الشركات التركية من الاستثمار في غينيا.. لدينا الكثير من المعادن، ونأمل أن يتمكن المستثمرون الأتراك من الوصول إلى المواد الأولية، بما في ذلك البوكسيت والحديد والنفط، وربما الذهب أيضا".
مرارة الحرب الأهلية

إلى الوضع في بلده تطرق الرئيس الغيني، معتبرا أن "مرارة الحروب الأهلية التي تكبّدتها جعلت المعارضة تدرك أن الصراع السياسي ينبغي أن يجري في البرلمان، وعبر النقاش حول برنامج، وليس عن طريق القتال المسلّح".

تلك التجربة المريرية، أضاف الرئيس كوندي، "جعلتنا ننجح في إقناع الساسة على اختلاف انتماءاتهم بالالتفاف حول طاولة واحدة، والاتفاق على قواعد اللعبة، التي ينبغي على كل طرف احترامها".

"إيبولا تحت السيطرة"

بشأن الأزمة الصحية التي هزت غينيا في السنوات الأخيرة، عقب تفشي فيروس "إيبولا" القاتل، قال الرئيس الغيني إن "المرض تحت السيطرة حاليا.. أصبحنا أكثر دراية بالفيروس وقدرة على السيطرة عليه، فلدينا الآن أطباء قادرون على مواجهته، ونحن نصلي لله كي لا ينتشر المرض مجددا".

وعن التدابير الوقائية المتخذة في هذا الاتجاه، أوضح الرئيس كوندي: "افتتحنا العديد من المراكز الصحية في جميع المدن، وهناك مستشفيات تحت الإنشاء، بل ونخطط مع تركيا لبناء مستشفى".
"مطاردة الساحرات"
في غامبيا، المجاورة لغينيا، تتصاعد أزمة على خلفية رفض رئيسها المنتهية ولايته، يحيي جامع، الذي يحكم منذ 22 عاما، تسليم السلطة رغم هزيمته في الانتخابات الرئاسية؛ وذلك بدعوى وجود خروقات في العملية الانتخابية.

تلك الأزمة أعرب الرئيس الغيني عن أمله "أن تحل عبر الحوار"، موضحا أن "الرئيس جامع اعترف بهزيمته عقب الاقتراع، وهنّأ الفائز، غير أنّ لجنة الانتخابات أعلنت في هذه الأثناء عن وقوع مخالفات، وإطلاق تهديدات ضد الرئيس المنتهية ولايته بشأن محاكمة محتملة له أمام المحكمة الجنائية الدولية".

وهي معطيات اعتبر الرئيس كوندي أنها "تطرح ضرورة طمأنة الرؤساء الأفارقة الذين يغادرون الحكم في بلدانهم، وتجنّب مطاردة الساحرات، التي تستهدفهم إثر رحيلهم عن السلطة".

رسالة إلى الشعب التركي

مجددا الإعراب عن اعتزازه بتركيا، بعث الرئيس الغيني برسالة إلى الشعب التركي، شدد فيها على التزامه بالوقوف إلى جانب تركيا وشعبها.

وختم الرئيس كوندي مقابلته مع الأناضول بقوله "شخصيا، أنا معجب بما قام به الرئيس أردوغان؛ فتركيا شهدت ما لا يقل عن 3 انقلابات، ولقد تابعنا التطورات في هذا البلد، ونعرف جميع إنجازات الرئيس أردوغان الاقتصادية، وتلك المتعلّقة منها بتعزيز استقلالية وسيادة الدولة التركية".

وخلال زيارة الرئيس التركي لغينيا، في مارس/ آذار الماضي، وقع البلدان اتفاقيات في مجالات متنوعة، أبرزها الصحة والسياحة والتعاون العسكري.

وواصفا غينيا بـ"الدولة الصديقة والشقيقة"، قال الرئيس أردوغان، خلال مؤتمر صحفي رئاسي مشترك آنذاك، إن "تركيا تريد أن تأتي إلى غينيا بروابط الأخوة، على عكس الطرق التي جاء بها المستعمرون في الماضي من أجل استغلال ما تملكه غينيا من موارد كبيرة، ولا سيما الطاقة والمعادن".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.