أفريقيا

في البحيرات العظمى الإفريقية..انتفاضة شبابية من أجل تعايش مشترك

(تقرير)

İman Sehli  | 26.10.2016 - محدث : 26.10.2016
في البحيرات العظمى الإفريقية..انتفاضة شبابية من أجل تعايش مشترك

Congo, The Democratic Republic of the

غوما/ فستون ماهامبا/ الأناضول

نشر قيم التسامح والتعايش السلمي المتأصلة في الإسلام، يشكّل الهدف المنشود لـ 150 شاباً مسلماً من منطقة البحيرات العظمى، خلال اجتماع عُقد مؤخرا بمدينة "غوما" شرقي الكونغو الديمقراطية.

وفي إطار الدورة الأولى من المؤتمر الإقليمي للشباب المسلم بمنطقة البحيرات العظمى، اجتمع شباب من رواندا وبوروندي وتنزانيا والكونغو الديمقراطية، لبحث الأنشطة الملائمة سعياً إلى تهدئة الأجواء المتوترة والخلافات، خصوصا الطائفية منها التي تعصف بعدد من بلدان المنطقة.

اختيار مدينة "غوما" الكونغولية، عاصمة إقليم شمال-كيفو، لم يكن "اعتباطياً" وهي التي تشهد منذ عقدين من الزمن أعمال عنف طائفية، وفق عدد من منظمي المؤتمر.

وفي تصريح للأناضول قال منسّق التظاهرة "صالح سعيدي" إن "البحيرات العظمى وخصوصا المناطق الشرقية بالكونغو الديمقراطية شهدت عقدين من الاضطرابات، كان لابدّ وأن تؤثّر على العلاقات بين مختلف العرقيات، وتنذر بتنامي مشاعر الكراهية الدينية في المنطقة".

وأشار عدد من المنظّمين في تصريحات منفصلة للأناضول إلى أن واقع مدينة بيني (شرقي الكونغو الديمقراطية)، والمتّسم بالمجازر المتواترة بحق المدنيين، عمّق مشاعر الخوف والشك والوصم.

وتستند نظرة السكان "التمييزية" إلى مزاعم تروّج لوجود "تواطؤ" بين مسلمين وبعض المجموعات المسلحة الناشطة في المنطقة، والمسؤولة عن الهجمات والانتهاكات التي أثقلت يوميات السكان وأقضّت مضاجعهم.

وازداد وضع المسلمين سوءا في "بيني"، بعد أن طفت قضية متمردين أوغنديين قالوا إن تجنيدهم تم على أيدي أئمة، إلى سطح الأحداث في المنطقة، ما نجم عنه تعرّض العديد من المسلمين للمضايقات وسوء المعاملة.

ومن هذا المنطلق، يعتبر بعض القائمين على المؤتمر الذي تواصلت أعماله من الجمعة حتى الأحد الماضيين، أنّ الوقت حان لـ "ترسيخ قيم العيش المشترك في نفوس الشباب، باعتبارهم أبرز الفاعلين وضحايا انعدام الأمن، فمن دونهم يستحيل ترسيخ سلام دائم"، وفق المصدر نفسه.

جملة من الأسباب دفعت إلى التفكير في تنظيم مؤتمر "غوما"، بحسب الموقع الرسمي للمؤتمر.

وشكّل التصدي لجميع أشكال التمييز بحق المسلمين، علاوة على بقية الممارسات، من قبيل حملات التشويه التي يفرزها الواقع الحالي الذي تعيش على وقعه مدينة "بيني" ومناطق أخرى من البحيرات العظمى، أبرز محاور النقاش ضمن الورشات، وحلقات النقاش وبقية ندوات مؤتمر "غوما".

وانكب المشاركون على البحث عن الحلول الملائمة، من أجل ضمان تعايش سلمي بين مختلف مكونات المجتمعات المحلية بالمنطقة.

"جافات سانغارا" شاب مسلم من "غوما" وهو أحد المشاركين في أعمال المؤتمر قال للأناضول: "طوال النقاشات، توصلنا إلى خلاصة مفادها أن الإجابة عن جميع هذه الأسئلة تكمن في القيم التي يدعو إليها ديننا الإسلامي على وجه الخصوص".

وأدان الشباب المشارك في المؤتمر بشدة "المجازر" التي تشنها المجموعات المسلحة الناشطة شرقي الكونغو الديمقراطية، أبرزها "تحالف القوى الديمقراطية"، المتكونة من المتمرّدين الأوغنديين.

و"تحالف القوى الديمقراطية" هو مجموعة مسلّحة أوغندية تأسّست عام 1995 في الكونغو الديمقراطية، ويطلق عليها، أيضًا، اسم: جيش تحرير أوغندا.

ويجمع هذا التحالف تحت لوائه الحركات المعارضة للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وبينها: "الحركة الديمقراطية المتحدة"، "الجيش الوطني لتحرير أوغندا"، و"جيش تحرير أوغندا المسلم"، ويتمركز في سلسلة جبال "روينزوري" وسط إفريقيا، على الحدود بين أوغندا والكونغو الديمقراطية.

وقرر المشاركون خلال المؤتمر، توطيد أواصر الأخوة والعلاقات بين مسلمي بلدان المنطقة، من أجل التوصّل لحلّ للأزمات والحفاظ على الوحدة رغم حملات التشويه التي تستهدفهم، إضافة إلى سوء المعاملة.

كما دعوا جميع عرقيات وطوائف منطقة البحيرات العظمى بشكل عام، ومحافظة شمال كيفو على وجه الخصوص، إلى زرع بذور قيم التعايش السلمي والتسامح الديني، كسلاح أمثل لتحقيق السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.

ويأمل المشاركون في أن تبدي السلطات تعاوناً مع مختلف مكونات الجمعيات في كافة المناطق، بهدف الإشراف على أنشطة تأطير الشباب المسلم.

ـــــــــــ

أعدته للترجمة العربية:إيمان الساحلي

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.