اقتصاد, أفريقيا

بلدان إفريقية.. النفط في أراضيها بكرا وتستورده ساماً (إطار)

İman Sehli  | 28.09.2016 - محدث : 06.10.2016
بلدان إفريقية.. النفط في أراضيها بكرا وتستورده ساماً (إطار)

Tunisia

عواصم / مراسلون / الأناضول

5 بلدان من أصل 8 إفريقية ورد اسمها، مؤخرا، في تقرير لمنظمة "بيبلك آي" السويسرية (غير حكومية) كدول تستورد وقودا ساما تصدّره شركات سويسرية.

وتنتمي هذه البلدان الخمسة، وهي بنين وكوت ديفوار ومالي والسنغال وغانا، إلى منطقة غرب إفريقيا، والمفارقة انها تستورد هذا الوقود السام رغم ما تزخر به هذه الرقعة الجغرافية من ثروات نفطية هامة من شأنها تغطية متطلباتها من الذهب الأسود، لكن إما ثروتها النفطية غير مستغلة، او تحتاج إلى تعظيم الإنتاج المتوفر بالفعل.

وكشف تقرير "بيبلك أي" أن المحروقات المصدرة إلى غرب إفريقيا تحتوي على نسبة كبريت أعلى بـ300 مرة من تلك المسموح بها في القارة الأوروبية؛ ما أثار جدلا واسعا تصدر أغلفة وسائل الإعلام الإفريقية والدولية.

وفي عام 1982، انطلق الإنتاج النفطي في بنين بحقل النفط الساحلي المكتشف في منطقة "سيم" المطلة على المحيط الأطلسي، ليتمكن بشكل سريع من إنتاج 8 آلاف برميل في اليوم، قبل أن يتقلص العدد إلى 1900 برميل عام 1996، وفق دراسة أعدتها "المجموعة الدولية للبحوث والمعلومات حول السلام والأمن" (مركز أبحاث بلجيكي عن السلم و الأمن والحروب في العالم).

ورغم اكتشاف موقع نفطي في عرض سواحل "سيم" في أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، قدرت طاقته الإنتاجية بـ87 مليون برميل، إلا أن هذا البلد يواصل استيراد جزء كبير من إحتياجاته النفطية من هولندا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والبرازيل والإمارات.

وفي كوت ديفوار، التي بلغ إنتاجها النفطي 10.7 ملايين برميل نهاية ديسمبر/كانون الأول 2015، بمعدل 29 ألفا و411 برميلا في اليوم الواحد، وفق البنك الإفريقي "إيكو بنك"، تأتي 76% من وارداتها النفطية من نيجيريا لتغطية حاجتها المقدرة بـ75 ألف برميل يوميا.

ورغم انطلاق أعمال التنقيب عن النفط في منطقة "إيبويندا" الساحلية بكوت ديفوار، منذ ستينات القرن الماضي، إلا أن الإنتاج الفعلي بدأ في منتصف التسعينيات، وترافق مع اكتشاف مخزون نفطي ذو قدرة إنتاجية عالية بحوض "تانو" البحري، الواقع في عرض البحر على عمق 5 آلاف متر.

وفي غانا أصبح النفط يحتل المركز الثاني من صادراتها بعد الذهب منذ 2012.

ويمتلك هذا البلد الإفريقي عدة أحواض نفطية بحرية تم اكتشافها منذ نهاية سبعينيات القرن العشرين، وحقق طفرته الإنتاجية عقب إكتشاف حقل "جوبيلي" من قبل شركة أمريكية في 2007، ليقفز إنتاجه النفطي من 8 آلاف برميل يوميا عام 2010، إلى نحو 80 ألف برميل في 2012.

ويبلغ احتياطي النفط المؤكد في حقل "جوبيلي" 660 مليون برميل، وفق أرقام رسمية.

ويقتصر الإنتاج النفطي في غانا، حاليا، على موقع "جوبيلي"، في وقت لم تنطلق فيه أعمال التنقيب ببعض الحقول الأخرى التي توصف بـ "الواعدة"، وفق "المجموعة الدولية للبحوث والمعلومات حول السلام والأمن".

وبلغت واردات مالي من المنتجات النفطية أكثر من مليون طن متري (وحدة تستعمل في قياس الوزن والسعة)، السنة الماضية، مسجلة ارتفاعا بـ8% مقارنة بعام 2014، وفق "ديوان المنتجات النفطية" (حكومي).

ولسد متطلباتها من الذهب الأسود، تلجأ مالي إلى السنغال وكوت ديفوار وتوغو وبنين وغانا والنيجر، بالأساس، وفق المصدر نفسه.

وفي يناير/كانون الثاني 2013، كشفت شركة إيطالية نجاح حفرياتها الإستكشافية بالمنطقة البحرية "كاب ثري بوينتس" النفطية، والتي قدرت طاقتها الإنتاجية بنحو 450 مليون برميل.

رقم يعزز الاحتياطي النفطي في مالي والبالغ 660 مليون برميل.

وتهتم عدة شركات أجنبية بقدرات مالي النفطية، بينها شركة "سوناتراك" الجزائرية التي يتركز نشاطها في حقل "تاوديني 50"، شمال غربي البلاد، فيما تتواصل جهود تنقيب مؤسسات أخرى عن هذه الثروة الطاقية في حقول "غرابن" بمنطقة غاو و"أوليميدن" بـ "تامسما" و"فوس نارا 5" (شمال)، وفق "المجموعة الدولية للبحوث والمعلومات حول السلام والأمن".

أما السنغال التي تصل احتياجاتها من النفط إلى "مليون و800 ألف طن في العام"، فهي تستورد النفط الخام من نيجيريا وفرنسا وهولندا والصين، وفق "وكالة الإحصاء والديمغرافيا السنغالية" (حكومية).

ولم يلتحق السنغال بركب البلدان المنتجة للنفط، رغم الاكتشافات الهامة من الذهب الأسود في الفترة الأخيرة، من بينها إعلان شركة "كرن إينرجي" البريطانية زيادة المخزون النفطي بسواحل هذا البلد، والكشف عن وحدة من النفط الخام يبلغ سمكها 325 قدم وتقدر طاقتها الإنتاجية بـ 385 مليون برميل.

ووفق تقارير صحفية، يمكن أن تصبح السنغال وموريتانيا من بين "المصدرين للطاقة عام 2020، بفضل ثرواتهما الجوفية البحرية من النفط والغاز الطبيعي فقط".

وإضافة إلى موريتانيا، التي باتت منتجة للنفط منذ 2006، باحتياطي مؤكد يقدر بـ 20 مليون برميل، نجد النيجر التي تمكنت من ضمان موقع لها بين البلدان المنتجة للذهب الأسود منذ سبتمبر/أيلول 2011 بفضل 4 أحواض رسوبية نفطية تغطي 90% من أراضيها؛ ما يعزز آمال منطقة غرب إفريقيا في تحقيق اكتفائها الذاتي من هذه الطاقة.

أمل من شأنه أن يتعزز من خلال تشجيع التنقيب عن النفط في دول أخرى، على غرار غينيا كوناكري وليبيريا وتوغو، وفق تقارير صحفية.

------------------------

(شارك في إعداد التقرير: محمد عبدلاوي، موسى بولي، سيرج دافيد زومي، فولبارت ياو، أليون بدارا)

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.