دولي, التقارير

حرب البوسنة قسَّمت أفراد الأسرة الواحدة على جبهات مختلفة

زوران : كان ينتابني دائمًا الخوف من إمكانية أن أتصادم مع أخي في إحدى المعارك

13.12.2017 - محدث : 13.12.2017
حرب البوسنة قسَّمت أفراد الأسرة الواحدة على جبهات مختلفة

Mostar

موستار/ كمال زورلاق/ الأناضول

إلى جانب ما خلفته من مآسٍ إنسانية ودمار في البنى التحتية، تسببت حرب البوسنة (1992-1995) بتفتت العائلات وانقسام أبنائها على الأطراف المتقاتلة.

لم تكن عائلة "لاكيتا" الأرثوذكسية المكونة من أب وابنيه استثناءً، فقد مزقت حرب البوسنة أوصال تلك العائلة التي كانت تعيش في مدينة موستار (جنوب)، وجعلت كل واحد من أفرادها يقاتل في أحد الجيوش الثلاثة المتقاتلة على أرض البوسنة.

ومع بدء الحرب، قاتل رب الأسرة ويدعى "راتكو لاكيتا" في صفوف جيش ما يسمى جمهورية صرب البوسنة، فيما قاتل الشقيق الأكبر "غوران" ضمن قوات جيش جمهورية البوسنة والهرسك الذي أسسه البوشناق (مسلمو البوسنة)، أما الشقيق الأصغر "زوران" فقاتل ضمن قوات مجلس الدفاع لكروات البوسنة.

فقد زوران شقيقه الأكبر (غوران) خلال الحرب، فيما توفي والده راتكو بعد أن وضعت الحرب أوزارها، ليبقى الشاهد الوحيد من تلك العائلة، على تلك الحقبة القاتمة والمأساوية من تاريخ البوسنة.

وخلال حديثه لمراسل الأناضول في البوسنة، قال زوران أنه لا يفهم حتى الآن ماهية الأحداث التي جعلت من عائلة بسيطة تسعى لتأمين لقمة العيش، تدخل في غياهب وضع معقد على هذا النحو.

وأضاف زوران: قبل الحرب كان حلمي أن أصبح فنيًا في مصنع للطائرات بمدينة موستار، لكن الحرب حطمت كل أحلامي.

وأشار أن شقيقه غوران، لقي مصرعه في هجوم بقذائف الهاون شنته القوات التابعة لمجلس الدفاع لكروات البوسنة، استهدف موكب تشييع جندي بوسني في 6 أغسطس/ آب 1993، وأنه علم بمقتل أخيه بعد أسبوع عن طريق المذياع.

وأكّد أن الحرب التي سمَّاها "انتفاضة الفلاحين" قد دمرت عائلته، وقال: "قبل الحرب، كان جميع سكان موستار يحترمون عقائد بعضهم البعض. ويزورون بعضهم البعض في الأعياد والمناسبات الدينية أيضًا. لقد تحولنا فيما بعد إلى أخوة يقتل بعضنا الآخر. أما ووالدي وشقيقي. حاربنا في جيوش مختلفة ضد بعضنا بعضًا".

وتابع: لم أكن أعرف أنني أرثوذكسي حتى بدأت الحرب. كان من المفترض أن أقاتل إلى جانب الصرب لأنني أرثوذكسي. لكن كيف أن أفعل ذلك. فقد شيوعيًا أؤمن بالأخوة والمساواة بين جميع الناس.

ولفت زوران أنه حضر في 8 مايو/ أيّار 1993 حفل زفاف صديق له، برفقة أحد أصدقائه البشناق، وخلال عودته رأى عربات مدرعة تقل جنودًا وأسلحة فأدرك أن هناك شيء غير طبيعي يجري.

وتابع: في اليوم التالي، بدأت عمليات التطهير العرقي في موستار. لقد وقفت شاهدًا على فظائع لا يمكن أن يتخيل أحد أن تحدث في البوسنة. في وسط أوروبا. الجيران بدأوا يخونون بعضهم البعض.

وأشار زوران أن مدينة موستار، كانت من المدن الوديعة والهادئة في البوسنة، وكانت تشتهر بجمالها ونظافتها، وسنوات الحرب أوغلت فيها جروحًا بالغة وتركت ذكريات أليمة على الجدران وفي كل مكان.

واستدرك زوران قائلًا: كان ينتابني دائمًا الخوف من إمكانية أن أتصادم مع أخي في إحدى المعارك. إن هذه الشعور تسبب لي صدمة نفسية كبيرة. ما شهدناه في سنوات الحرب لم تكن أحداثًا فقط، بل ذكريات مليئة بالألم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın