الثقافة والفن, الحياة, التقارير

كمنجة عثمانية.. رحلة عمرها 150 عامًا (تقرير)

بعد رحلة دامت أكثر من 150 عامًا، تمكنت عازفة الكمنجة التركية أمينة بستانجي، من إعادة آلة كمنجة خرجت من القصور العثمانية إلى تركيا بعد أن وصل بها المطاف إلى كندا.

24.09.2017 - محدث : 25.09.2017
كمنجة عثمانية.. رحلة عمرها 150 عامًا (تقرير)

Istanbul

إسطنبول/موسى ألجان/الأناضول

بعد رحلة دامت أكثر من 150 عامًا، تمكنت عازفة الكمنجة التركية أمينة بستانجي، من إعادة آلة كمنجة خرجت من القصور العثمانية إلى تركيا بعد أن وصل بها المطاف إلى كندا.

في حديثها للأناضول تبين أمينة شغفها الكبير بتعلم الموسيقى، منذ الصغر وتعلقها بآلة الكمنجة، وبمعزوفات الموسيقار التركي جميل بيك الطنبوري، الذي ترك أثرًا على الموسيقى الشرقية برمتها.

وقالت بستانجي، "بدأت رحلتي مع الموسيقى مبكرة مع البزق ثم مع الغيتار ثم الطنبور وعندها تعرفت على آلة الكمنجة في سن 16 بعد سنتين التحقت بجامعة يلدرز الفنية، وتخصصت على آلة الكمنجة، والآن أدرس الماجستير بقسم الموسيقى العالمية في معهد روتردام للموسيقى بهولندا".

وأعربت بستانجي عن فضولها الكبير بعد استماعها للمقطوعات الموسيقية التي لحنها جميل بيك الطنبوري، وبدأت بالبحث عن أسلوب عزف الكمنجة في السنوات الأخيرة من عمر الدولة العثمانية وصناع هذه الآلة للتوصل إلى صانع آلات الكمنجة للموسيقار جميل بيك الطنبوري، ويدعى "بارون".

تجدر الإشارة أنّ الموسيقار جميل بيك الطنبوري، له أثر كبير على الموسيقى الشرقية والعربية بشكل خاص، هو صاحب مقام "سماعي شد عربان" والتي تعد بصمة فارقة في تاريخ الموسيقى الشرقية، وهو يتقن العزف على آلات الطنبور الفيولونسيل (تشيلو) والكمنجة.

وقبل 4 سنوات تعرفت بستانجي، على أحد صناع الكمنجة، الذي أخبرها بوجود آلتي كمنجة أثريتين للبيع في كندا، من صنع الأرمني "بارون" قد صنعهما لجارية السلطان العثماني عبد العزيز (1830 - 1876).

وأعربت بستانجي عن حماستها، قائلة: "تحمست كثيرًا عند سماعي بوجود كمنجة من صنع مواطن عثماني أرمني يدعى بارون، فامتلاكي لآلة كمنجة من صنعه كان بمثابة حلم بالنسبة لي".

وأضافت إن "آلة الكمنجة كانت بحوزة رجل عراقي اسمه فاروق فتاح، جاء إلى تركيا في ستينيات القرن الماضي واشترى الكثير من الآلات الموسيقية النادرة، حملها معه إلى كندا، وهو ابن رجل غني يعمل في تجارة النفط، واشترى آلة الكمنجة من السيدة فاخرة فرسان، وكانت طالبة عند جميل بيك الطنبوري".

وقالت إن "الكمنجة التي أملكها صنعت خصيصًا لجارية السلطان عبد العزيز، أي أنها خرجت من القصور، وهي مكسية بعاج الفيل".

وأوضحت بستانجي كيف صممت على شراء الآلة الموسيقية، وكيف بدأت بتجميع النقود لدفع ثمنها دون أن تخبر أحدًا، قائلة: "في تموز/يوليو الماضي تمكنت من جمع النقود، وتواصلنا مع فتاح من أجل شراء الكمنجة، إلا أنه طلب ضعف السعر الذي كان يطلبه، وعبر وسيط تركي يعيش في كندا ويعرف فتاح عن قرب، تمكنت بنهاية المطاف من شراء الكمنجة".

وأشارت إلى أنّ فتاح يمتلك تشكيلة واسعة من الآلات الموسيقية التي حملها معه في سيتينيات القرن الماضي إلى كندا.

وذكرت بستانجي أنّها كانت تخشى عدم وصول الكمنجة التي يبلغ عمرها 150 عامًا، لتركيا، بسبب أنها مكسية بعاج الفيل، الذي يحظر نقله في مطارات العالم، لكني نجحت بالنهاية في إعادتها لموطنها الأصلي.

وقالت: "عندما أعزف على الكمنجة في البيت أشعر بسعادة كبيرة وفخر لامتلاكي هذه الآلة القيمة في هذا السن المبكر. أنا ممتنة جدا لتعلمي على هذه الآلة التي تشكل انعكاسًا للثقافة والتراث الذي نشأت فيه على هذه الأرض، عندما نحترم تراثنا ونتبنى ثقافتنا، ونضيف عليها، عندها فقط بإمكاننا أن ننتقل إلى رقي فكري يليق بنا".

تجدر الإشارة أنّ آلة الكمنجة الخاصة بإسطنبول، ظهرت في القرن السادس الميلاد، زمن البيزنطيين، إلا أنها أخدت شكلها النهائي الحالي زمن الدولة العثمانية، ومع ظهور الكمان في القرن الرابع عشر، خفت صوت الكمنجة.

ويتراوح طول آلة كمنجة إسطنبول بين 45-50 سنتيمترًا، ومعروفة بصوتها الحزين القريب من صوت الإنسان.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.