تركيا, الثقافة والفن, التقارير

15 جائزة يمنحها العالم لمعاناة اللاجئين في فيلم "آفاق بنفسجية" (مقابلة)

فيلمٌ عندما يشاهده الإنسان،تتشكل في مخيلته لا إراديا صورة السماء فوق مياه البحر وهي تتحول من لونها الأزرق المعهود إلى لون بنفسجي داكن،وكأنها حانقة من كثرة القوارب الغارقة،مع آلاف من الأرواح أسفلها

10.12.2017 - محدث : 11.12.2017
15 جائزة يمنحها العالم لمعاناة اللاجئين في فيلم "آفاق بنفسجية" (مقابلة)

Ankara

أنقرة/ عائشة شنصوي/ الأناضول

فيلمٌ عندما يشاهده الإنسان، تتشكل في مخيلته لا إراديا صورة السماء فوق مياه البحر المتوسط وهي تتحول من لونها الأزرق المعهود إلى لون بنفسجي داكن، وكأنها حانقة من كثرة القوارب الغارقة، مع آلاف من الأرواح أسفلها.

ولصدق المشاعر التي ينقلها الفيلم التركي "آفاق بنفسجية" عن الأزمة السورية ومعاناة اللاجئين، تمكن خلال فترة وجيزة من حصد 15 جائزة على الصعيد المحلي والدولي في عدد من المهرجانات السينمائية.

لعل آخرها جائزة المركز الأول في مسابقتي "أفضل فيلم أجنبي" و "أفضل سيناريو، في مهرجان ميلان السينمائي الدولي بإيطاليا، فضلا عن حصوله على المركز الأول أيضا في مسابقة "أفضل فيلم" بمهرجان LUMS السينمائي الدولي في نسخته الثامنة في باكستان.

الفيلم يُجسّد مآسي اللاجئين السوريين الهاربين من ويلات الحرب التي تشهدها بلدهم منذ أكثر من 6 أعوام، واضطرارهم السفر عبر "رحلات الموت" في البحر المتوسط، بحثًا عن ملاذ آمن يقيهم شرّ القنابل والصواريخ، ويوفر لهم ولأطفالهم حياة كريمة.

أمواج البحر تأكل اللاجئين

وفي معرض حديثه عن نجاح فيلمه قال المنتج التركي عثمان سوباشي: "سعينا في آفاق بنفسجية إلى توصيل آهات اللاجئين بالصوت والصورة إلى كافة ربوع العالم".

وأضاف في مقابلة مع "الأناضول": "كان هدفنا جذب انتباه الملايين إلى الحجم الكبير للموتى الذين راحوا ضحية التهام أمواج البحر لقواربهم، تاركين وراءهم أشلاءً وواقعا مزريا".

وتابع: "بذل السوريون تضحيات كبيرة خلال السنوات الماضية، وكان على الإنسانية بأسرها أن تعي ذلك".

وزاد: "كما سعينا إلى تصوير معاناة وآلام تقع يوميًا أمام أعين الآلاف من الناس، دون أن تُحدث أي صدى أو ضجيج، وإلى تسليط الضوء على تركيا التي فتحت قلبها وأبوابها دائمًا لاحتضان ملايين اللاجئين السوريين وسط تجاهل دولي.

ويروي فيلم "آفاق بنفسجية"، قصة لاجئة سورية تدعى "مريم" فقدت أفراد عائلتها في البحر المتوسط، واللاجئة "ربيع"، ارهقتها ظروف اللجوء الصعبة، وأصبحت لا تستمتع بأي شيء حولها بعد أن شاهدت جثث الأطفال السوريين، وأمواج البحر تلفظها على سواحل تركيا.

تاريخ مشرف يربط بين تركيا واللاجئين

وعن دور تركيا في أزمة اللاجئين، أشار سوباشي إلى أن تركيا سطرت تاريخا مشرفا من خلال تعاملها مع الأشقاء السوريين الفارين من بلدهم نحو الحدود، وقال: "أشعر بالفخر كوني أحد أبناء الشعب التركي".

وأضاف: "مدت تركيا حكومة وشعبا يد العون إلى كافة اللاجئين، دون التمييز بينهم على أساس الدين أو المذهب أو اللغة أو العرق".

وأكد أن تركيا ستواصل أداء واجبتها تجاه اللاجئين، وستبقى أملا لجميع المظلومين والمهمشين في كافة أنحاء العالم.

تحدي جديد في لندن

ولدى سؤاله عن خطواته التالية، أوضح المنتج التركي أن فبراير/ شباط المقبل سيشهد منافسة كبيرة لفيلم آفاق بنفسجية مع أفلام مهمة أخرى في مهرجان لندن السينمائي الدولي، وقال: نأمل تواصل النجاحات، وتحقيق نتيجة طيبة" .

وتابع: "كما ستشرع دور العرض السينمائي في تركيا وأوروبا في عرض الفيلم، مطلع أبريل/ نيسان المقبل".

وفي ختام اللقاء أعرب سوباشي عن كامل ثقته في تحقيق الفيلم مردودا إيجابيا كبيرا لدى المشاهدين، لاسيما في تركيا؛ نظرا للأجواء الأخوية الحالية التي يعيشها السوريون مع أشقائهم الأتراك هناك.

وإلى جانب المنتج سوباشي، قام المخرج التركي "أولغون أوزدمير" بإخراج الفيلم وكتابة السيناريو، أمّا أدوار البطولة فكانت للفنانين، "زينب سيفيل يلماز"، و"نعمان تشاكر"، و"إيجه أوزيكيجي"، و"ديلك سربست"، و"آدم يلماز"، و"باكي تشيفجي"، بالإضافة إلى عدد من اللاجئين السوريين.

وتدور مشاهد الفيلم في مدن آيدن، وموغلا (جنوب غربي تركيا)، وعدد من أحياء مدينة إسطنبول (شمال غربي تركيا).

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.