الثقافة والفن

"لعبة الدبوس" الموريتانية.. رقصة تراثية تقاوم الزمن بالعصا (تقرير)

تقام هذه الرقصة الشعبية في المناسبات الاجتماعية السعيدة، ومنها الأعراس. وهي "مستوحاة من تاريخ الفروسية، ومن المعارك التي كانت تخاض عند الآبار، حين كان الرعاة من العبيد السابقين يتنافسون على سقي ماشيتهم".

24.02.2018 - محدث : 24.02.2018
"لعبة الدبوس" الموريتانية.. رقصة تراثية تقاوم الزمن بالعصا (تقرير)

Novakşot

نواكشوط / محمد البكاي / الأناضول

لقرون عديدة، ظلت "لعبة الدبوس" إحدى أشهر رقصات الفلكلور الشعبي الموريتاني، لا سيما في المناطق الريفية، لكن خطر الاندثار بات يهدد هذه الرقصة المستوحاة من تراث الفروسية، ما أطلق جهودا لإنقاذها باعتبارها وسيلة للتسلية والتدريب على الدفاع عن النفس.

تقام هذه الرقصة في المناسبات الاجتماعية السعيدة، ومنها الأعراس، حيث يتم اختيار شخصين مختصين في اللعبة، لتبدأ بينهما مبارزة شبيهة إلى حد كبير بالمبارزة بالسيوف، لكنها تتم باستخدام العصي.

ويمارس المتنافسان "رقصة الدبوس" على وقع قرع الطبول وزغاريد النساء وتصفيق الحاضرين وصيحاتهم بشكل متزامن.

** معارك الآبار

عن هذه الرقصة التراثية قال المسؤول الثقافي والإعلامي في مركز ترانيم للفنون الشعبية (غير حكومي) المختار ولد محمد يحيى، للأناضول، إن "لعبة الدبوس هي إحدى الفنون الشعبية التي مارسها الموريتانيون الأقدمون، وخصوصا شريحة الحراطين (العبيد السابقين)".

وأضاف أن هذه الرقضة "اشتهرت في الأرياف، وهي تمارس في المناسبات الاجتماعية، مثل الأعراس والحفلات الشعبية".

وأوضح أنها "رقصة شعبية مستوحاة من تاريخ الفروسية ومن المعارك التي كانت تخاض عند الآبار، حين كان الرعاة من العبيد السابقين يتنافسون على سقي ماشيتهم، حيث كانت تنشب معارك بالعصي، وكانت النسوة من الفئة نفسها يصفقن ويزغردن ويغنين، لتشجيع الرجال خلال تلك المعارك".

ومضى ولد محمد يحيى قائلا إن "هذه اللعبة تحولت مع مرور الزمن إلى رقصة فلكلورية شعبية لهؤلاء (الأرقاء السابقين) تصاحبها الزغاريد والتصفيق والأغاني وقرع طبل كبير".

** تسلية ودفاع

الحسن ولد دمبة، وهو لاعب دبوس مختص، قال للأناضول إن "هذه الرقصة أو اللعبة مفيدة من جوانب عديدة".

وتابع موضحا: "فعلاوة على كونها وسيلة تسلية، فهي وسيلة تدريب أيضا على كيفية الدفاع عن النفس، وبناء عضلات".

وأردف أن "هذه اللعبة بدأت تختفي وتندثر، وعلى المهتمين بالشأن الثقافي بذل جهود للحفاظ على هذا الفلكلور الشعبي التراثي الأصيل".

وتابع بقوله: "سأظل احترف هذه اللعبة.. إنها وسيلة تسلية رائعة، ووسيلة للتدريب على الدفاع عن النفس.. إنها فن أصيل لا يجب أن نتركه يضيع".

** محاولات للإنقاذ

وفي محاولة منه لإنقاذ هذه الرقصة التراثية التي توشك على الاندثار، قرر "مركز ترانيم للفنون الشعبية" الموريتاني تنظيم مهرجانات في العاصمة نواكشوط للتعريف بهذا الموروث الشعبي.

وقال مدير المركز محمد عالي بلال، للأناضول، إن "المركز خصص جانبا كبيرا من النسخة الخامسة من مهرجان ترانيم للفنون الشعبية السنوي هذا العام (أقيم أول أمس السبت) للتعريف بهذه الرقصة الشعبية، وقد تفاعل معها الجمهور كثيرا".

وحذر من أن "هذه الرقصة الشعبية أوشكت على الاندثار.. المركز نظم احتفاليات للتعريف بها في نواكشوط، لإطلاع الشباب في المدن الكبرى على هذا الموروث الشعبي".

وختم بلال بالتشديد على أن "رقصة الدبوس تعد من أقدم الأنماط الفنية التي عرفها المجتمع الموريتاني عبر تاريخه، والحفاظ عليها هو حفاظ على هوية البلد وتراثه الثقافي والفني".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın