تركيا, الحياة, التقارير

في "وان" التركية.. رحلة شاقة لحلب الأغنام فوق ارتفاع 3 آلاف متر

تضطر النسوة للخروج صباح كل يوم في إحدى مراكز الولاية، ممتطيات بغالهن، في رحلة شاقة تمر خلالها بوديان عميقة، ومناطق صخرية وعرة، ليصلن إلى حيث ترعى أغنامهن، فيحلبنها، ويعدن باللبن لبيعه في الأسواق لتأمين احتياجات أسرهن

22.08.2017 - محدث : 22.08.2017
في "وان" التركية.. رحلة شاقة لحلب الأغنام فوق ارتفاع  3 آلاف متر

Van

وان (تركيا) / علي إحسان أوزترك، خدائي غموش / الأناضول

على عكس العادة، يعتبر حلب الأغنام مهنة شاقة في ولاية "وان"، شرقي تركيا.

إذ تضطر النسوة للخروج صباح كل يوم في إحدى مراكز الولاية، ممتطيات بغالهن، في رحلة شاقة تمر خلالها بوديان عميقة، ومناطق صخرية وعرة، ليصلن إلى حيث ترعى أغنامهن، فيحلبنها، ويعدن باللبن لبيعه في الأسواق لتأمين احتياجات أسرهن.

النسوة في منطقة "بيلغي" التابعة لمركز "تشاتاق" بالولاية المذكورة، يقصدن في رحلتهن، سهولًا وهضابًا تبلغ ارتفاعاتها 3 آلاف متر فوق سطح البحر، ترعى فيها أغنامهن.

الرحلة قد تستغرق من النسوة 3 ساعات على الأغلب في الذهاب فقط، ورغم أن بعضهن سقطن من فوق ظهور البغال، وأصبن بجروح، إلا أن ذلك لم يثنيهن عن مواصلة الرحلة، أو تكرارها، بشكل يومي، لرغبتهن في الحصول على المقابل المادي لما يحلبنه من ألبان.

وفي حديث للأناضول، قالت "ليلى يانكي" إحدى هذه السيدات، إنها سقطت من فوق البغل في واحدة من هذه الرحلات، وأن ذراعها تعرض لكسر تطلب 20 غرزة جراحية، في حادث اضطرها للجلوس في البيت بدون عمل لعدة أيام.

بدورها قالت زميلتها في المهنة الشاقة، "شادية ياواش"، إنهن يخرجن من بيوتهن في السادسة صباحًا، ولا يعدن إلا عن الثامنة مساء، حسب ما قالته لمراسل الأناضول.

وتابعت "ياواش" القول: "نذهب إلى السهول والهضاب، لنحلب الأغنام، وهذا عمل نقوم به رغم صعوبته، فقد تعرضت للسقوط من فوق البغل مرات عديدة، وأُصبت، والأصعب هو أنه لا يستطيع أحد مساعداتنا في هذه المناطق الوعرة، كما أن شبكات الهواتف النقالة لا تعمل هناك".

"غولجان باي" ذهبت أيضا إلى الحديث عن صعوبة هذه الرحلة اليومية، كزميلاتها، وأنها في إحدى المرات تعرضت لكسر في قدمها لسقوطها من فوق ظهر البغل، وفق ما تحدثت به للأناضول.

مختار المنطقة، "إحسان أورو"، تحدث للأناضول، وذكر أن البلدة، والمزرعة التابعة لها، تتكون من 200 منزل، وأن هناك ما يقرب من 14 ألف رأس حيواني صغير(الأغنام) لدى سكان المنطقة.

واستطرد متحدثا عن الرحلة اليومية التي تقمن بها النسوة لحلب الأغنام، قائلا: "نسائنا يخرجن كل صباح، ولا يعدن إلا عندما يسدل الليل ستائره كل مساء، لذلك يبقى أطفالنا في المنزل بدون أحد يرعاهم".

وتابع في ذات السياق: "كما أن الألبان تفقد قيمتها وميزتها، نظرًا لحملها على البغال التي سقط من فوق ظهورها نصف النساء العاملات في هذا المجال".

ولفت إلى أنهم تحدثوا إلى الجهات المعنية، وتلقوا منهم وعدوًا بتعبيد الطرق لهم، وإنقاذهم من هذه المعاناة، على حد تعبيره.

أما "حسن باغي" أحد سكان البلدة، فذكر للأناضول، أن النسوة منذ 50 عامًا وهن يذهبن إلى السهول المرتفعة، والهضاب لحلب الأغنام.

وتواصلت الأناضول مع قائمقام المنطقة "حاجي عاصم أقغول" الذي أكد أن هناك عمليات إنشاء جارية لتعبيد طريق بمسافة 25 كم بالأسفلت في البلدة المذكورة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın