الحياة, الدول العربية

نواكشوط.. أمطار الخريف تحاصر السكان

العاصمة الموريتانية تنتظر شبكة للصرف الصحي مقرر اكتمالها عام 2019.. والمتضررون يريدون حلولا سريعة

05.09.2017 - محدث : 05.09.2017
نواكشوط.. أمطار الخريف تحاصر السكان

Mauritania

نواكشوط/ محمد البكاي/ الأناضول

مع بداية كل خريف تتجدد معاناة سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط مع الأمطار؛ لغياب شبكة الصرف الصحي التي من المنتظر الانتهاء من إنشائها بعد عامين من الآن في المدينة الشاطئية.

وخلال الأيام القليلة الماضية سقطت أمطار بغزارة على المدينة؛ ما أغلق عددا من شوارعها وطرقها الرئيسية.

وانتشرت برك مياه الأمطار أمام منازل ومحال تجارية ومبان حكومية في العديد من أحياء العاصمة، كما حاصرت المياه أسواقا وأحياء وسط نواكشوط.

** شبكة في 2019

نواكشوط، ومنذ تأسيسها في خمسينات القرن الماضي، تعاني من غياب شبه كامل لشبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار والمستنقعات والبرك الناجمة في معظمها عن أمطار موسم الخريف.

وبتمويل مشترك بين موريتانيا والصين، يبلغ 45 مليون دولار أمريكي، جاري العمل على تنفيذ مشروع للصرف الصحي في نواكشوط.

وأعلن وزير المياه والصرف الصحي، يحيى ولد عبد الدايم، في يونيو/ حزيران الماضي، أن نسبة إنجاز هذا المشروع بلغت 25%، ومن المتوقع اكتمال تنفيذه خلال النصف الأول من عام 2019.

وسيمّكن المشروع، المكون من شبكة تزيد مساحتها عن 15 كم، من تجميع مياه الأمطار من المناطق المنخفضة والمحاور الرئيسية في العاصمة، وصرف 225 ألف متر مكعب يوميا، وفق وسائل إعلام محلية.

ولحين اكتمال المشروع، أعلنت الحكومة أنها جنّدت إمكاناتها لشفط مياه الأمطار من الأحياء، التي تتضرر كل خريف، عبر مضخات في الطرق الرئيسية، وصهاريج تابعة للمكتب الوطني للصرف الصحي والحماية المدنية.

** حلول سريعة

الخبير الموريتاني في مجال البيئة، فاضل ولد محمد فاضل، قال للأناضول إن "أزمة الصرف الصحي من الأزمات الجوهرية في العاصمة؛ بسبب عجز الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حل لها".

ولفت فاضل إلى أن "الحكومة شرعت منذ فترة في تنفيذ مشروع للصرف الصحي في البلاد، لكن المدينة بحاجة إلى خطط سريعة لشفط المياه بشكل منتظم إلى حين اكتمال المشروع عام 2019".

وأضاف أن "معاناة المواطنين تتجدد كل خريف مع بداية تساقط الأمطار؛ والأمر بات بحاجة إلى حلول سريعة".

** بعوض وأمراض

"عبد الله"، وهو صاحب محل في نواكشوط، انتقد طريقة تعاطي الحكومة مع أزمة الصرف الصحي في العاصمة.

وقال المواطن الموريتاني للأناضول إن "أسواقا عديدة في نواكشوط تضررت جراء محاصرة البرك المائية لها".

وزاد بأن "المستنقعات المنتشرة باتت تتسبب في انتشار البعوض والأمراض بين السكان المدينة، التي يقطنها حوالي مليوني نسمة"، من أصل سكان البلد العربي (غربي إفريقيا)، البالغ عددهم قرابة 4 ملايين نسمة.

** مدينة مُهددة

ووفق عمدة بلدية نواكشوط، اماتي بنت حمادي، في 28 يوليو/ تموز الماضي، فإن العاصمة مهددة بالعديد من الأخطار البيئية، أبرزها خطر غمر مياه البحر.

وخلال افتتاح ورشة حكومية لانطلاق مشروع "دعم الصمود البيئي والتنمية المستدامة"، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، أوضحت "بنت حمادي" أن نواكشوط باتت من المدن الهشة والمهددة بأخطار بيئية، بينها الفيضانات وغمر مياه البحر وزحف الرمال.

وتأسست نواكشوط في خمسينات القرن الماضي، واختيرت مع بداية الاستقلال عن المستعمر الفرنسي، عام 1960، لتكون عاصمةً للبلاد.

وتسبب الجفاف الذي ضرب موريتانيا، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، في هجرة واسعة لآلاف الأسر نحو نواكشوط، بحثا عن فرص عمل وخدمات حكومية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.