الدول العربية

جاويش أوغلو يكشف ملامح سياسة بلاده الخارجية في 2018 - (القسم الأول)

تناول قضايا شمال العراق وسوريا وقرار ترامب حول القدس

03.01.2018 - محدث : 03.01.2018
جاويش أوغلو يكشف ملامح سياسة بلاده الخارجية في 2018 - (القسم الأول)

Ankara

أنقرة/ توغرول جام/ الأناضول

أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الأربعاء، أنّ بلاده ستستمر في اتباع سياسة خارجية مبنية على أساس رفع القيم الإنسانية ونصرة المظلومين في المنطقة وكافة أرجاء الأرض.

جاء ذلك في معرض سرده للسياسات الخارجية التي ستتبعها تركيا في العام الجديد، وذلك خلال لقائه مع ممثلي وسائل الإعلام التركية في العاصمة أنقرة.

وفي هذا السياق قال جاويش أوغلو إنّ تركيا تعدّ بوابة اقليم شمال العراق إلى العالم الخارجي، وأنّ إدارة الاقليم ترغب في تحسين علاقاتها مع أنقرة مجددا.

وأوضح جاويش أوغلو أنّ تركيا كشفت منذ البداية، عن أسباب رفضها للاستفتاء الباطل الذي أجرته إدارة الاقليم في 25 سبتمبر الماضي، وحذّرت رئيس الاقليم مسعود بارزاني من عواقب الإقدام على هذه الخطوة.

وأكّد جاويش أوغلو أنّ أنقرة ترغب في حل الازمة القائمة بشمال العراق، عن طريق الحوار بين إدارة الاقليم والحكومة المركزية في بغداد، مشيرا في هذا السياق أنّ تركيا لم تتبع سياسة من شأنها الحاق الضرر بالمدنيين.

وتابع قائلا: "في المرحلة القادمة ستلعب تركيا دورا مهما لحل الأزمة، فكلا الطرفين يرغبان في إنهاء الخلافات، وأنقرة مستعدة لتقديم الدعم اللازم لتحقيق الاستقرار في العراق، ولن نترك أشقاءنا التركمان في العراق لوحدهم، وسنستمر في الدفاع عن وجودهم في هذا البلد".

وأردف: "الإدارة الكردية في شمال العراق، أدركت بأنّ الدولة الوحيدة التي تعاملت معهم بصدق وقدّمت لهم النصائح، هي تركيا، فمن دون تركيا لا معنى لوجود إدارة اقليم شمال العراق، لأن الإقليم مرتبط بتركيا".

أوضح جاويش أوغلو أنّ بلاده تتبع سياسة خارجية مبنية على تعزيز القيم الإنسانية في العالم، وتطبّق مبدأ باني تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك الداعي إلى نشر السلام في الداخل والخارج.

وفيما يتعلق بالأزمة القائمة في اليمن، قال جاويش أوغلو إنّ الحرب في هذا البلد تحولت إلى مأساة إنسانية حقيقية، وأنّ العالم بات يدرك بأنّ الحرب لن تكون وسيلة لإحلال السلام في اليمن.

وأضاف جاويش أوغلو أنّ بلاده ستتبنّى سياسة فعالة تجاه اليمن خلال العام الجديد، وستعمل على تفعيل الحل السياسي فيه.

وذكر جاويش أوغلو أيضا أنّ أنقرة ستستمر في دعم الحلول السياسية للأزمة الخليجية الحاصلة بين قطر وعدد من الدول العربية، ودور الوساطة الذي تقوم به الكويت.

أما عن الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات، فأوضح وزير الخارجية التركي، أنّ بلاده ستصب اهتمامها لإحلال الحل السياسي في سوريا، معربا عن اعتقاده بأنّ العام الجديد سيحمل معه خطوات إيجابية كثيرة.

وأشار جاويش أوغلو إلى النتائج الإيجابية للجهود التي بذلتها تركيا خلال العام الماضي، سواء على الصعيد الإنساني أو وقف الاشتباكات عبر إنشاء مناطق خفض التوتر.

وفي هذا السياق قال الوزير التركي: "صحيح أن بعض الخروقات وقعت في مناطق خفض التوتر، إلّا أنّ حالات القتل والقصف تراجعت إلى حد كبير في العام الماضي، مقارنة مع عام 2016".

وأضاف: "وخلال العام الجديد سنولي اهتماما أكبر للحل السياسي، وسنعمل على إعادة تفعيل محادثات أستانة وجنيف وسوتشي، بشكل نستطيع من خلالها التوصل إلى نتائج إيجابية".

وشدد جاويش أوغلو على أهمية إجراء انتخابات شفافة ونزيهة في سوريا خلال المرحلة المقبلة، مبينا أنّ أنقرة بدأت منذ الآن بالتشاور مع الأطراف الدولية وخاصة الاتحاد الأوروبي، بشان إعادة إعمار سوريا".

وأكّد جاويش أوغلو أنّ السياسة الخارجية لبلاده تولي اهتماما خاصا لرعاية المصالح القومية التركية.

وتطرق الوزير التركي إلى إعلان الرئيس الأمريكي للقدس عاصمة لإسرائيل قائلا: "هذا القرار أدهش العالم، الذي اتحد ضده بدعوة من تركيا التي اظهرت صمودا كبيرا في وجه القرار الأمريكي، وبجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استطعنا كسب دعم العالم الغربي والإسلامي لنصرة القدس".

وأوضح جاويش أوغلو أنّ وزراء وممثلي بعض الدول في الأمم المتحدة، أكدوا له بأنّ الإدارة الأمريكية مارست ضغوطا كبيرة عليهم من أجل الامتناع عن دعم المشروع الذي تقدّمت به تركيا واليمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص القدس.

واضاف جاويش أوغلو أنّ تركيا ستسعى في عام 2018، إلى إقناع الدول بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.

وعن اتفاق "تحالف الحضارات" المبرمة بين تركيا وإسبانيا، صرّح جاويش أوغلو أنّ أنقرة تفاهمت مع مدريد على إعادة تفعيل الاتفاق خلال العام الجديد 2018.

وأشار جاويش أوغلو إلى الحاجة الماسة لتحالف الحضارات في الفترة الراهنة أكثر من أي وقت مضى، لا سيما مع تعاظم العنصرية والعداء للأجانب والكراهية في العالم الغربي.

كما ذكر الوزير التركي أنّ عام 2018، قد يحمل خطوات مهمة من شأنها تحسين العلاقات المتوترة بين تركيا وألمانيا، مفصحا في هذا الخصوص عن لقاء مرتقب سيجمعه بنظيره الألماني سيغمار غابرييل في مدينة هانوفر الألمانية يوم السبت القادم.

ودعا جاويش أوغلو الحكومة الألمانية وحكومات بعض الدول الأوروبية إلى التزام الشفافية والبوح بشكل علني عن نواياها تجاه تركيا.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.