الدول العربية

فانوس رمضان .. تقليد لم يطفئ الغلاء أنواره في مصر

في هذا الميدان الشهير، عدة "شوادر"، تعرض الفوانيس بكافة أشكالها وأنواعها، وأحجامها، المصنوعة من الصاج أو الخشب أو البلاستيك وحتى القماش، وسط اهتمام من المصريين لم يطفئه الغلاء

25.05.2017 - محدث : 25.05.2017
فانوس رمضان .. تقليد لم يطفئ الغلاء أنواره في مصر

Al Qahirah

القاهرة/ أسماء أحمد/ الأناضول

نور متوهج في ميدان السيدة زينب وسط القاهرة، شع به "فانوس رمضان"، الذي ملأ متاجر الحي الشعبي، وتناقلته أيدي مصريين كثر بادروا لشرائه، رغم تضاعف أسعاره عن العام الماضي.

وفانوس رمضان المعروف تاريخياً لدى المصريين، يعد من أهم مظاهر الاستعداد للشهر الكريم الذي يهل في الأسبوع الأخير من مايو/ أيار الجاري.

في هذا الميدان الشهير، عدة "شوادر"، تعرض الفوانيس بكافة أشكالها وأنواعها، وأحجامها، المصنوعة من الصاج أو الخشب أو البلاستيك وحتى القماش، وسط اهتمام من المصريين لم يطفئه الغلاء.

ربة المنزل المصرية إيناس محمد (44 عاماً)، حاولت حل الأزمة على طريقتها، فالأسعار مرتفعة، وكذلك رغبة أبنائها الثلاثة في الحصول على الفرحة التقليدية السنوية.

وكان الحلّ وفق "إيناس" ألا تشتري فانوساً لكل واحدٍ منهم، ولكن واحد فقط للجميع هذا العام بـ 150 جنيهاً (8 دولارات أمريكية)، وعلى الثلاثة مشاركة اللعب به معا.

ويتفق معها صانع الفوانيس المصري، ناصر محمد (48 عاماً)، إذ يقر بالغلاء الكبير هذا العام، ويرجعه إلى قرار تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، الذي تسبب في ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في صناعة "الفوانيس".

ويقول محمد إنّ أسعار الفوانيس ارتفعت إلى الضعف، موضحاً أنه كان يبيع أحد الفوانيس بـ 25 جنيهاً (نحو دولار ونصف دولار) ولكنه يبيعه الآن بـ (43 جنيهاً) (حوالي دولارين ونصف دولار)، رغماً عنه، بسبب تضاعف أسعار مواد التصنيع "الصفيح" و"الزجاج".

وفي 3 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، نفذت مصر تحريراً كاملاً لسعر صرف الجنيه أمام سلة العملات الأجنبية، ليحدد أسعارها العرض والطلب في السوق المحلية.

ويعمل "ناصر محمد"، في صناعة الفوانيس منذ 36 عاماً، وارثا المهنة أباً عن جد.

ويستمتع "ناصر" بعمله رغم المتاعب التي تشهدها الصناعة، موضحاً أن العمل في الفوانيس التقليدية تراثية الطابع، يمتد لساعات طويلة في صناعة الفانوس الواحد، بين شراء الصفيح، وتقطيعه، وتجميعه، لتشكيل الفانوس، وزخرفته بزجاج ملون في مرحلته الأخيرة.

لكنه يفرح كصانع، مع اكتمال منتجه النهائي من عشرات الفوانيس الصاج، وهو يراها معلقة في المتاجر وتتزين بها الشوارع، كما أنها أيضاً مصدر رزق له يتنامى قبل حلول شهر رمضان.

وحول هذه الفوانيس التراثية، تقول ربة المنزل المصرية زينب علاء (34 عاما)، إنها لجأت لشراء الفانوس الصاج، وهو من أقدم الفوانيس في مصر، نظراً لرخص سعره الذي يتراوح من 18 جنيها (دولار واحد) وحتى 40 جنيها (نحو دولارين)، ويتميز بألوان جميلة.

لا يقتصر الاهتمام بفوانيس رمضان في مصر، على تلك التراثية المصنوعة من الصاج، بل تنافسها أصناف عدة منها الخشبي، الذي يبدع فيه صناع آخرون منهم المصري الشاب، "بسنتي هاني" (32 عاما).

ولتحفيز الزبائن للشراء، يقول هاني إنّه ابتكر أشكالًا جديدة من الفوانيس الخشبية هذا العام، يطبع صور الأطفال عليها بالاتفاق مع أهليهم قبل الشراء، أو يطبع صور شخصيات القصص المصورة المحببة للصغار.

ويعترف أنّ الأزمة الاقتصادية أثرت عليه، فصنع هذا العام 5 آلاف قطعة فانوس خشبي فقط بدلاً من 15 ألفاً العام الماضي، واضطر لتقليل نسبة الأرباح من 15 بالمائة إلى 8 بالمائة ليبيع أكثر.

وتتراوح أسعار الفوانيس هذا العام، ما بين سعر 5 جنيهات (نحو ربع دولار) وحتى 360 جنيهاً (20 دولاراً) وربما أضعاف هذا المبلغ في حالات فردية حسب الشكل والحجم.

وترتبط بها مجموعة من الأغاني التي تزدهر سنويا في هذا التوقيت، وأبرزها "وحوي يا وحوي إيوحه" (كلمة فرعونية تعني الترحاب أو أهلًا بالقمر)... "روحت (ذهبت) يا شعبان.. جيت (جئت) يا رمضان".

وقد يغني الصغار هذه الأهازيج وهم يأرجحون فوانيسهم في الهواء خلال ليالي الشهر المعظم، أو يستمعون إليها تنطلق من مشغلات موسيقى بسيطة ملحقة بهذه المصابيح الملونة التقليدية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın