دولي, الدول العربية

قرار ترامب يهيمن على مؤتمر "السنة الـ100 للقدس" في أنقرة

يشارك في المؤتمر، الذي تنظمه جامعة "غازي" في أنقرة ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، خبراء من القدس وعائلات تركية الأصل مازالت تعيش بالمدينة.

12.12.2017 - محدث : 12.12.2017
قرار ترامب يهيمن على مؤتمر "السنة الـ100 للقدس" في أنقرة

Quds

أنقرة/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول

هيمن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، على مؤتمر "السنة الـ100 للقدس"، الذي عقد الإثنين، في جامعة "غازي"، بالعاصمة التركية أنقرة.

وأكد المتحدثون، خلال المؤتمر، على المكانة الخاصة لمدينة القدس في قلوب المسلمين في أنحاء العالم، محذرين من تداعيات القرار الأمريكي على المنطقة والعالم.

كما قدم مؤرخون أتراك شرحاً للوضع، الذي ساد في القدس خلال العهد العثماني، باعتباره "فترة السلام"، ومقارنتها مع الأوضاع خلال مرحلتي الانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي.

وينظم المؤتمر، الذي يشارك فيه خبراء من القدس وعائلات تركية الأصل تعيش بالمدينة، جامعة "غازي" ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، في ذكرى مرور 100 عام على سقوط القدس بيد الانتداب البريطاني.

وقال رفيق توران، رئيس الجمعية التاريخية التركية، في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، "إن لمدينة القدس مكانتها المرموقة في قلوب المسلمين بأنحاء العالم".

وأضاف توران: "القدس أمانة وهي في خطر الآن ولكننا على ثقة أنه سيتم إزالة الخطر وتعود الأمانة إلى أصحابها".

من جهته، قال إبراهيم أوصلان، رئيس جامعة غازي، إن "القدس تحت حماية الدولة العثمانية كانت ملتقى الأديان المقدسة".

وحذر أوصلان من أن قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس سوف يؤدي إلى الفوضى ولن يسهم بتحقيق الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.

وطالب الولايات المتحدة الأمريكية بمراجعة هذا القرار والتراجع عنه بأقرب وقت ممكن.

في السياق، استعرض سويالب تاميشليك، محاضر العلاقات الدولية في جامعة غازي، آلية عمل السياسة الخارجية الإسرائيلية.

وقال تاميشليك: "بلا شك فإن هذه السياسة الإسرائيلية تصعب السلام مع الفلسطينيين وهي تهدف للسيطرة على مدينة القدس وبالتالي استمرار العنف".

أما البروفسور عمر فاروق هارمان، أستاذ علم "اللاهوت"، فقال: "وضع الرئيس الأمريكي العالم أمام أمر واقع، ووقع على قرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل أمام الصحفيين والعالم وكأنه يقوم بمسرحية".

وأضاف: "يجب علينا الآن أن نستيقظ من هذا النوم العميق".

على ذات الصعيد، تحدث محمد غوشه، الباحث الفلسطيني المتخصص في شؤون القدس، عن حشد الجيش العثماني لجنوده في المسجد الأقصى للدفاع عن مدينة القدس قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

وقال غوشه، إن "الجيش العثماني دافع بقوة عن مدينة القدس عندما بدأ الطيران البريطاني بقصفها وحصارها ما أدى لسقوط الآلاف من الشهداء قبل أن يتم احتلالها عام 1917".

بدوره، أشار يوسف النتشه، مدير السياحة والآثار بالمسجد الأقصى، إلى الأعمال المعمارية بالقدس في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني.

وقال النتشه: "ذاع صيت مشاريع السلطان سليمان القانوني الحيوية بحيث أنها طغت على ما سبقها من مشاريع".

وذكر أن من بين هذه المشاريع العناية الكاملة بالمسجد الأقصى وسور القدس وشبكة المياه بالمدينة إضافة للعديد من المشروعات الضخمة.

من جهته، أكد ناجح بكيرات، المدير السابق للمسجد الأقصى، أن العثمانيين أنفقوا بشكل كبير على المدراس في القدس.

وقال بكيرات: "استطاع العثمانيون الحفاظ على الإرث الإنساني في القدس فأقاموا مدارس جديدة وحافظوا على القديمة ودعموها بسخاء".

وأضاف: "كان مشروع الدولة العثمانية العلمي هادف جدًا وبهذا استطاعت الدولة البقاء، آنذاك، 4 قرون".

يشار أن فعاليات مؤتمر "السنة الـ100 للقدس"، تضمنت معرضاً لرسومات حول القدس وخاصة البلدة القديمة والمسجد الأقصى وبعض المعالم الإسلامية بالمدينة.

كما قدمت فرقة الكمنجاتي الموسيقية الفلسطينية، عرضًا خلال المؤتمر، تضمن أغاني حول فلسطين والقدس.

يذكر أن الدولة العثمانية حكمت مدينة القدس بداية من تاريخ 28 يناير/ كانون الثاني 1516، ولمدة نحو 4 قرون، حتى سقطت في يد الانتداب البريطاني، بالحرب العالمية الأولى عام 1917.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.