السياسة, الدول العربية

وزير خارجية تونس: ندعم دور تركيا في رأب الصدع بالخليج

اعتبر أن أنقرة قادرة أيضا على المساهمة في حل الأزمة الليبية

Adil Essabiti  | 15.06.2017 - محدث : 16.06.2017
وزير خارجية تونس: ندعم دور تركيا في رأب الصدع بالخليج

Tunisia

تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول

عبّر وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، عن دعم بلاده للدور التركي في حل أزمة الخليج الحالية، معتبراً أن أنقرة قادرة أيضا على المساهمة في حل الأزمة الليبية.

جاء ذلك في لقاء للجهيناوي مع برنامج "ما وراء الحدث" الذي عرضته القناة العربية للتلفزيون التركي الرسمي (TRT) في إطار زيارة الوزير الحالية لأنقرة.

كما تحدث الوزير عن متانة العلاقات التونسية التركية واصفا إياها بـ "المتميزة".

علاقات متميزة مع تركيا..

وقال الجهيناوي خلال اللقاء "تركيا بلد شقيق له علاقات ضاربة في التاريخ مع تونس تطورت بعد استقلال البلاد عام 1956".

وأضاف "بعد ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011 في تونس (أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي) كانت تركيا من أوائل الدول التي وقفت مع التغيير الديمقراطي وقدمت العديد من المساعدات وهذه شهادة إضافية على تميّز العلاقات التركية التونسية".

وحول ما يميّز الدبلوماسية التونسية بعد 6 سنوات من الثورة، قال الجهيناوي "الدبلوماسية التونسية تستمد مبادئها من مدرسة أسسها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وهي مبادئ تبدو بسيطة ولكنها أساسية وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واحترام سيادة هذه الدول وفض كل النزاعات مهما استعصت عن طريق الحوار".

وأضاف "بعد انتخابات 2014 (انتصر فيها حزب نداء تونس في التشريعية والرئيس الباجي قايد السبسي في الرئاسية) استرجعت تونس هذه السياسة حيث تمد يدها للشراكة مع كل الأصدقاء والأشقاء في إطار المصالح المشتركة والحفاظ على مبادئ السلم في العالم".

وعن أولويات السياسة الخارجية التونسية قال الجهيناوي إن أولوياتنا هي تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة الجزائر والمغرب وليبيا ثم محيطنا العربي والإقليمي والإسلامي.

وتابع "لنا علاقات متطورة مع الاتحاد الأوروبي، وهو أول شريك لتونس على مستوى الاستثمار والتجارة والجالية التونسية في الخارج وبالتالي عززنا علاقاتنا معه وأوجدنا علاقات متميزة معه منذ 2014 ونسعى إلى تعزيزها أكثر ولنا علاقات متميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية وهي علاقات قديمة".

وبالنسبة لنا السياسة الخارجية هي أداة أولا لإعادة تمركز تونس في محيطها وأيضا أداة لخدمة الأمن والتنمية في البلاد.

سعي لدفع التعاون الثنائي بشكل أكبر..

وحول التعاون التونسي التركي والسعي لتطويره ودفعه إلى الأمام قال الجهيناوي "نحن بصدد التشاور مع الأشقاء الأتراك لعقد الدورة الثانية لمجلس التعاون الاستراتيجي التركي التونسي في أنقرة مطلع 2018 وستكون مناسبة لتبادل الأفكار حول مختلف القطاعات التي تهم العلاقات الثنائية".

وقال "نحن نبحث كيفية مساعدة الأشقاء الأتراك لنا في تجاوز الخلل في الميزان التجاري بين البلدين والدفع الصادرات التونسية في السوق التركية بشكل أكبر".

وأضاف "سنبحث أيضا تطوير الاستثمار المتبادل بين البلدين وقمنا بخطوات في هذا السياق حيث نظمنا ندوة دولية للاستثمار في تونس نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وتركيا شاركت فيها وأعلنت تقديم 100 مليون دولار كمشاريع تركية في تونس".

وأشار إلى أن تطوير العلاقات لن يقتصر فقط على الشق التجاري أو الاقتصادي وإنما سيشمل مجالات أخرى كالمجال الثقافي حيث سيتم فتح مراكز ثقافية في كل من إسطنبول وتونس.

وتحدث الجهيناوي أيضاً عن التعاون الأمني بين البلدين في مجال مواجهة الإرهاب وقال "نحن دولتين ضحيتين لعمليات ارهابية ولا بد من تعاضد الجهود لمكافحة هذا العدو المشترك".

ولفت إلى أن هنالك مجالات متعددة للتعاون يتم السعي لتطويرها أيضا مثل التعليم العالي والبحث العلمي والفلاحة.

ندعم الدور التركي في المنطقة..

وبخصوص أزمة الخليج الحالية قال الجهيناوي "تونس جزء من المنظومة العربية ونحن منشغلين ومهتمين جدا بما يجري هناك".

وأضاف قائلاً "نحن ندعم الدور التركي في المنطقة وأنقرة لها دور هام في محاولات رأب الصدع بين الأشقاء في الخليج".

وأشار الوزير التونسي إلى أن هناك حرصا لدى بلاده على تبادل الأفكار وتأكيد أن "لا حل آخر بين الأشقاء سوى بالحوار".

وتابع الجهيناوي "هناك عدد من الملاحظات من هذا الطرف أو ذاك ضد الآخر إلا أنه لا بد من تقليص الفرقة وتوسيع التفاهم بين هذه الأطراف وهذا عمل الدبلوماسيين".

وقال "إن جهود أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومساعيه لحل أزمة الخليج جهود محمودة ومهمة لأن الكويت دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي وأيضا لسمو الأمير الصباح وخبراته دور هام في التعويل على مساعيه تلك".

تركيا قادرة على المساهمة في حل الأزمة الليبية..

وفي سياق ثان، تحدث الجهيناوي عن الأزمة الليبية وقال "المسألة الليبية هي مسألة داخلية والرئيس الباجي قايد السبسي يقول إن تونس وليبيا دولتان لشعب واحد فما يجري في ليبيا له انعكاس مباشر على الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في تونس".

وأضاف "لنا أولوية مطلقة لإيجاد حل سلمي في ليبيا"، مجددا تأكيده أنه "لا يوجد حلا عسكريا للمسألة هناك".

وحول المساعي السياسية لحل الأزمة الليبية، أكد الجهيناوي أن الموضوع "مدرج على جدول أعمال لقاءاته مع المسؤولين الأتراك وتونس تؤكد دائما أنها تقف على نفس المسافة من كافة الأطراف في ليبيا".

وكشف الوزير التونسي أن هناك تنسيقا بين تونس وتركيا بخصوص المسألة الليبية، فتركيا -والكلام للجهيناوي- "دولة مهمة لها علاقات مع العديد من الأطراف الليبية وهي قادرة على المساهمة في حل تلك الأزمة".

وقال الوزير "قبل اندلاع الأزمة في الخليج وانشغالنا بها كنت أعتزم أن أطرح على الجانب التركي كيف ندفع الإخوة في ليبيا إلى الحوار وتنفيذ اتفاق الصخيرات (موقع في ديسمبر/ كانون الأول 2015) وإن تطلب الأمر إجراء تعديلات عليه".

وحول التدخل العسكري المصري في ليبيا مؤخرا، رأى الجهيناوي "أن القاهرة قدّمت لمجلس الأمن مبررات لذلك التدخل"، إلا أنه أكد أن مصر شاركت مؤخرا في اجتماع بالجزائر في إطار المبادرة الثلاثية (تونس ومصر والجزائر) حول المسألة الليبية وهي تؤمن أنه لا حل عسكريا لها.

الاحتجاجات في الجهات.. أمر طبيعي والاقتصاد يتعافى

وعودة إلى الموضوعات التونسية وخاصة ماذا تحقق بعد مؤتمر الاستثمار الدولي في تونس نوفمبر الماضي، قال الجهيناوي "هناك خطوات هامة للمتابعة، فعلى المستوى الدولي هناك لجنة وزارية تضم وزراء خارجية تونس وكندا وفرنسا وقطر وممثلين عن البنك الدولي وبنك الاستثمار الدولي اجتمعت على مستوى السفراء مؤخرا، وهناك لقاء مقبل في نيويورك لنقيم ما تحقق وما يجب القيام به لدفع الذين وعدوا إلى تنفيذ وعودهم".

وأشار إلى أن كل المؤشرات في تونس إيجابية فالاقتصاد بدأ يتعافى والنمو في تصاعد والسياحة تنمو بنسبة 50 بالمائة.

واعتبر الجهيناوي أن "الاحتجاجات الأخيرة في الجهات (تطاوين وقبلي والقيروان- تطالب بالتوظيف والتنمية) أمر طبيعي في بلد ديمقراطي وأن عديد من الطلبات مشروعة والحكومة متفهمة لهذا".

وقال "ما لا نقبله هو تطور الاحتجاجات السلمية إلى العنف وهذا لن نتركه يتم".

الإرهابيون ستتم مقاضاتهم ومعاقبتهم..

وفي سياق متصل بالتحديات التي تواجهها تونس وخاصة مكافحة الإرهاب، قال الجهيناوي إن الحكومة التونسية حريصة على مقاضاة ومعاقبة كل من تورط في الذهاب إلى بؤر التوتر للمشاركة في القتال في صفوف منظمات إرهابية أو الانضمام إليها، مؤكداً وجود تعاون كثيف مع جميع الأطراف في هذا السياق.

ونفى الجهيناوي أن يكون الإرهابيون يعبّرون عن الإسلام وقال "تم اختطاف الإسلام من قبل مجموعة وظفت سماحة الدين لأغراض إرهابية وتطبيق وتنفيذ سياسات ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بالإسلام".

وحول "الديمقراطية التوافقية" التي يتحدث عنها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، قال الجهيناوي "التونسيون جميعا يدعون لهذا، ومعه حق (الغنوشي) فيما قال فهي سمة خاصة بالتجربة الديمقراطية التونسية ونتمنى أن تتواصل في مصلحة البلاد".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın