تركيا

يلدريم: الخامس عشر من يوليو أصبح عيدًا للديمقراطية

16.07.2016 - محدث : 16.07.2016
يلدريم: الخامس عشر من يوليو أصبح عيدًا للديمقراطية

أنقرة/ سيوال غولر/ الأناضول 

قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم تعليقاً على إفشال المحاولة الإنقلابية، التي وقعت ليلة أمس الجمعة، إن "الـ15 من تموز/يوليو بات عيدًا للديمقراطية في البلاد، والدفاع عنها"، مشيرا أن من "محاولة الانقلاب انقلبت على منفذيها".

جاء ذلك في كلمة ألقاها يلدريم، اليوم، خلال مشاركته في جلسة استثنائية عقدتها الجمعية العمومية للبرلمان التركي، لمناقشة تداعيات المحاولة الانقلابية الفاشة، التي قامت بها مجموعة محدودة من عناصر الجيش.

وشكر رئيس الحكومة في كلمته، رؤساء الأحزاب التركية، لوقوفهم بجانب الشرعية ضد المخطط الانقلابي، معربًا في الوقت ذاته عن امتنانه للدول والجهات التي أعلنت تضامنها مع الديمقراطية في البلاد.

وتابع قائلًا "اليوم بمثابة يوم جديد، توحدت فيه قلوب 79 مليون تركي على قلب رجل واحد، تجاوزوا خلاله محنة كبيرة، وتوحدت فيه أصوات أحزاب العدالة والتنمية (الحاكم) والشعب الجمهوري والحركة القومية والشعوب الديمقراطي (معارضة وممثلة بالبرلمان) وكافة الأحزاب الأخرى، رفضوا جميعًا الانقلاب، ودعموا الديمقراطية".

كما أشاد يلدريم بموقف نواب البرلمان، قائلاً "تجاوزتم الحواجز والدبابات والرصاص ووصلتم مقر البرلمان (اليوم) وافتتحتم جلسة الجمعية العامة ووقفتم بشموخ قائلين: إما الديمقراطية أو الموت (..) أظهرتم موقفاً يعد نموذجاً لبرلمانات وديمقراطيات العالم كافة".

وأضاف "عندما نزل الشعب إلى الشوارع للدفاع عن استقلاله، أنتم كنواب في البرلمان التحمتم بشدة، فبموقفكم هذا، دخل البرلمان التاريخ مجدداً وغيّر تاريخ تركيا، وأظهرتم تضامناً وأخوة، وتعاوناً لا يمكن أن ينساها التاريخ لمئات السنين، لذلك فالبرلمان يستحق الإشادة الكبيرة بعد شعبنا".

وأعرب يلدريم عن اعتقاده أن "التضامن الذي شهدته البلاد الليلة الماضية واليوم، يعد بمثابة بداية لمرحلة جديدة، مبيناً أن تركيا تستطيع من خلال تلك الروح هزيمة الإرهاب ولملمة الجراح، وأن اليوم يشهد ولادة جديدة بعد واقعة مؤلمة، مبدياً أمانيه أن تصل تركيا إلى مستوى المدنيات المعاصرة التي أشار إليها مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الجمهورية).

وتوعد رئيس الوزراء في كلمته، "كل من تُسول له نفسه المساس ببيت الشعب (البرلمان) الذي تتجلى إرادة الشعب فيه، أنه سيلاقي المصير ذاته حتى لو بعد 50 أو 100 أو ألف عام (في إشارة إلى إحباط المحاولة الانقلابية الفاشلة).

ولفت يلدريم أن "البرلمان شهد الليلة الماضية أطول وأصعب ليلة له منذ تأسيسه في 23 نيسان/ أبريل 1920"، مشيراً أن "هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها انقلابيون مقر البرلمان في تاريخ تركيا".

وبيّن أن "ضرب مقر البرلمان بشكل إجرامي ودنيئ، يعد استهدافًا لروح وجسد ذلك البرلمان الذي تتجلى فيه إرادة الشعب"، واصفًا من فعلوا ذلك بالقول "هؤلاء ليسوا جنود وإنما إرهابيون بزي عسكري". 

كما قدم يلدريم شكره لوسائل الإعلام، وممثليها، ومنظمات المجتمع المدني لـ"موقفهم الذي بات مثالاً يحتذى من قبل العالم في وجه محاولة الإنقلاب"، مضيفاً " كما أشكر مواطنينا وأبناء جلدتنا، الذين نزلوا إلى الشوارع حاملين أعلام تركيا في كافة أنحاء العالم، فضلاً عن البلدان الصديقة والشقيقة". 

وفي ختام كلمته دعا رئيس الحكومة بالرحمة للشهداء الذي قضوا أمس، أثناء مواجهتم المحاولة الانقلابية، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء أمس، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشرطين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان. 

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın