مجزرة دير البلح.. مدرسة رفيدة شاهد جديد على الإبادة الجماعية بغزة (شهادات)
شهود عيان على مجزرة رفيدة للأناضول: القصف حوّل المستشفى إلى مشهد يفطر القلوب حيث اكتظت الأسِّرة والجرحى واضطر الأطباء إلى وضعهم في الممرات والطرقات بعد امتلائها بجثث وسط مشهد مأساوي
Gazze
غزة/ حسني نديم/ الأناضول
- قتل فيها 28 فلسطينيا وأصيب 54 آخرون بحسب وزارة الصحة بقطاع غزة** شهود عيان على مجزرة رفيدة للأناضول:
- القصف حوّل المستشفى إلى مشهد يفطر القلوب حيث اكتظت الأسِّرة والجرحى واضطر الأطباء إلى وضعهم في الممرات والطرقات بعد امتلائها بجثث وسط مشهد مأساوي
- الأشلاء والدماء بكل مكان وكانت الطواقم الطبية تعمل على جمع أشلاء المجزرة في أكياس في مشهد مرعب لم أتخيله
في واحدة من أكثر المشاهد إيلاما بتاريخ حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، شهدت مدرسة رفيدة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة مجزرة مروعة أودت بحياة 28 نازحا لجأوا إليها معتبرين إياها "مكانا آمنا".
هذه المدرسة التي تؤوي مئات النازحين، بمنطقة يدعي الجيش الإسرائيلي أنها منطقة "آمنة"، ضمن ما تعرف بمنطقة "الخدمات الإنسانية" وسط قطاع غزة، والتي تمتد من غربي مدينة دير البلح شمالا حتى منطقة مواصي رفح جنوبا.
وفي لحظات معدودة، تحولت المدرسة الذي اجتمع فيها النازحون لساحة ملطخة بالدماء والأشلاء، ومليئة بالدمار والركام، وذكريات محطمة لأشخاص كانوا يبحثون عن الأمن والأمان.
**مشهد مرعب
"كان المشهد أكثر قسوة ورعبا عندما بدأ النازحون وفرق الإنقاذ بجمع أشلاء الشهداء المتناثرة داخل المدرسة، فقد كانت الأشلاء محترقة وممزقة بفعل صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية، واختلطت الدماء مع بقايا الجدران والأرضيات التي حملت آثار الجريمة"، وفق الشاب النازح أحمد عبد الرحمن.
ويقول عبد الرحمن، للأناضول: "كانت قدم أحد الشهداء ملقاة بأحد زوايا الغرفة المستهدفة، لتروي تفاصيل ما حدث داخل هذه المدرسة التي لم تكن سوى محطة أخيرة لعشرات الأبرياء من النازحين، حالهم كحال مئات ممن سبقوهم".
ويضيف: "داخل الغرف المستهدفة، كانت مقتنيات النازحين من ضمنها ألعاب الأطفال ملقاة على الأرض، غارقة بالدماء".
**صرخات مؤلمة
بدوره، يقول الشاب عصام، الذي كان شاهدا على المجزرة، للأناضول: "كنت بمكان قريب من المدرسة المستهدفة، وسمعت دوي انفجار وشاهدت سحابة دخان سوداء تتصاعد من المدرسة، على الفور توجهت إلى هناك لأجد مشاهد تقشعر لها الأبدان".
ويضيف عصام: "كانت الأشلاء والدماء بكل مكان، وكانت الطواقم الطبية تعمل على جمع أشلاء المجزرة في أكياس في مشهد مرعب لم أتخيله".
وفي مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، أفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، بأن جثامين القتلى والمصابين وصلت تباعا، وكانت في معظمها أشلاء، حيث وصف الأطباء الإصابات بأنها "بالغة الخطورة".
وأضاف الشهود: "القصف حوّل المستشفى إلى مشهد يفطر القلوب، حيث اكتظت الأسِّرة والجرحى، واضطر الأطباء إلى وضعهم في الممرات والطرقات بعد امتلائها بجثث وسط مشهد مأساوي".
وتابع الشهود: "كانت هناك حالة من الفوضى والرعب، إذ كان الجميع يبحث عن أحبائهم؛ سيدة تركض باحثة عن زوجها، وطفلة مصابة تنادي على والدها".
والخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مقتل 28 فلسطينيًا وإصابة 54 آخرين في مجزرة جديدة ارتكبتها إسرائيل بقصف جوي لمدرسة رفيدة المكتظة بالنازحين في مدينة دير البلح.
وقالت الوزارة في بيان عبر تلغرام: "ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة باستهدافه النازحين في مدرسة رفيدة بمنطقة دير البلح بالمحافظة الوسطى ظهر الخميس، حيث وصل للمستشفيات منها 28 شهيدًا وأكثر من 54 إصابة".
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان: "إن جيش الاحتلال كان على علم بأن هذه المدرسة تضم آلاف النازحين من الأطفال والنساء الذين شردهم من منازلهم وقصف أحياءهم، وقام باختيار وقت القصف في وقت ذروة تحرك هؤلاء للحصول على الغذاء اليومي لهم".
وأضاف أن "هذه المذبحة ترفع عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي إلى 190، تضم مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين".
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.