العلاقات المصرية اليونانية القبرصية.. جهود دبلوماسية في عامين
Kahire
هاجر الدسوقي/الأناضول
دفعت الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس منتخب في مصر، في يوليو/ تموز 2013، أثينا، للحذر والقلق من علاقاتها مع القاهرة، بينما غلّف الصمت العلاقات المصرية مع قبرص الرومية.
وسرعان ما تبدد هذا الوجوم، الذي كان بادياً على الدولتين الأوروبيتين، بتأييدٌ معلن وتقارب دبلوماسي ملحوظ، ظهر جليا في عقد قمتين ثلاثيتين بين مصر واليونان وقبرص الرومية على مدار عامين، إلى جانب لقاءات ثنائية وأخرى ثلاثية بين وزراء الخارجية والدفاع، في محاولة للحفاظ على التقارب بين الدول الثلاث.
وقبيل ساعات من قمة ثلاثية، للمرة الثالثة، في العاصمة اليونانية أثينا، رصدت الأناضول تسلسلاً زمنياً لأهم المحطات التي مرت بها العلاقات الثلاثية:
في 9 يوليو/ تموز 2013، بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي بأقل من أسبوع، صرح وزير الخارجية اليوناني، ايفانجيلوس فينزيلوس، أن بلاده تتابع ما يحدث في مصر بقلق بالغ، موضحاً أن علاقات ثقافية تاريخية تربط بين اليونان ومصر.
ولفت فينزيلوس إلى أن مصر، دولة لها أهميتها في المنطقة، وأي أحداث فيها تؤثر على سائر البلدان. وخرجت تلك التصريحات عقب اللقاء مع البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي كان في زيارة لأثينا آنذاك.
وفي 24 أغسطس/آب 2013، قررت الحكومة المصرية تعليق مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي مصر واليونان، بناء على معلومات رسمية تفيد بقيام تحالف يضم كلاً من إسرائيل واليونان وقبرص، لإنشاء مشروعات استغلال الغاز الطبيعي في أعماق البحر المتوسط بين إسرائيل وقبرص، ودراسة إقامة محطات لإنتاج الكهرباء بين الدول الثلاث باستخدام الغاز.
ومن 1-3 سبتمبر/أيلول 2013، قام وزير خارجية قبرص الرومية، إيوانيس كاسوليديس بزيارة للقاهرة، التقى خلالها نظيره المصري، نبيل فهمي، والرئيس المصري المؤقت حينها، عدلي منصور، وعدد من الشخصيات السياسية، وأدلى خلال الزيارة بتصريحات مؤيدة للحكومة الانتقالية وخريطة الطريق.
وبتاريخ 5 سبتمبر/أيلول 2013، كانت أول زيارة لمسؤول يوناني عقب الإطاحة بمرسي في 3 يوليو/ تموز 2013، حيث قام نائب رئيس وزراء اليونان، وزير الخارجية، ايفانجيلوس فينيزيلوس، بزيارة القاهرة، بناء على دعوة من نظيره المصري، نبيل فهمي، وأعرب حينها، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، عن تقدير بلاده "لالتزام الحكومة المصرية بتنفيذ بنود خارطة الطريق"، مشيداً في الوقت ذاته بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين.
وفي 23 سبتمبر/ أيلول 2013، عقد اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص الرومية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو الأول من نوعه بين الوزراء الثلاثة منذ الإطاحة بمرسي.
وناقش الوزراء الثلاثة خلال اللقاء، التنسيق في المجال السياحي، وخلق فرص عمل للشباب، وبحث الاستفادة من الأطر والآليات القائمة في إطار "الاتحاد من أجل المتوسط" من أجل تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة، بمشاركة فعالة من القطاع الخاص.
في 20 يناير/كانون الثاني 2014، كانت أول زيارة للرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، إلى دولة أوروبية منذ توليه مهام منصبه في يوليو/ تموز 2013، حيث قام بزيارة أثينا، وعقد مباحثات مع رئيس الوزراء اليوناني انتونيس انتونيو ساماراس، ونظيره اليوناني كارولوس بابولياس.
وانتهت اللقاءات باتفاق على زيادة الاستثمارات اليونانية والتجارة بين البلدين، التي تبلغ قيمتها نحو مليار دولار. وجاءت الزيارة متزامنة مع تولي اليونان الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، للنصف الأول من العام 2014، وهو الأمر الذي وصفه مراقبون بالهام لمصر في علاقتها بالاتحاد، خاصة بعد انتقادات عدة للاتحاد لأوضاع مصر.
وفي 28 أبريل/نيسان 2014، أجرى وزير الدفاع اليوناني ديميترس أفراموبولس زيارة للقاهرة، بحث خلالها مع نظيره المصري، صدقي صبحي، سبل التعاون المشترك وتعزيز التعاون العسكري.
وخلال الزيارة التقى وزير الدفاع اليوناني المرشح الرئاسي حينها، عبد الفتاح السيسي، لمناقشة الأوضاع السياسية والأمنية فى منطقة الشرق الأوسط، والمتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية، ولم يلتق الوزير في زيارته المرشح الرئاسي الآخر آنذاك حمدين صباحي.
بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2014، اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص الرومية في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتفقوا خلاله على إمكانية عقد قمة ثلاثية في القاهرة لرؤساء مصر واليونان وقبرص.
وأصدر الوزراء الثلاثة بياناً عقب اجتماعهم في نيويورك، يتضمن "التعبير عن دعم تطلعات الشعب المصري في تحقيق التنمية والرفاهية، وبناء الديمقراطية والتضامن معه في الحرب ضد الإرهاب، والإعراب عن التقدير لدور مصر كمحور الاستقرار والسلام في المنطقة".
في 27 أكتوبر/تشرين الأول 214، اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية مصر واليونان وقبرص الرومية، في العاصمة في نيقوسيا، أصدروا خلاله بياناً ثلاثياً قالوا فيه إن "مشاوراتهم لا تهدف للعمل ضد أي بلد آخر في المنطقة".
واتفق الوزراء الثلاثة في البيان، الذي تضمن 14 نقطة، على "توسيع الحوار على مستويات أخرى، بما في ذلك التنسيق والتعاون في إطار المحافل المتعددة الأطراف".
وفي 7-8 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، قمة ثلاثية جمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والزعيم القبرصي الرومي، نيكوس اناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني، انتونيس ساماراس، اتفقوا خلالها على ضرورة مكافحة الإرهاب، من خلال التعاون الثلاثي في المجال الأمني، والذي نصت عليه وثيقة "إعلان القاهرة".
وقرر المسؤولون الثلاثة في إعلان القاهرة، "المضي قدماً على وجه السرعة في استئناف المفاوضات، بشأن ترسيم الحدود البحرية"، واتفق زعيم قبرص الرومية ورئيس وزراء اليونان، على القيام بدور "وساطة مهمة" بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرين إلى أنهما سيكونان بمثابة سفراء لها داخل الاتحاد.
بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، مباحثات عسكرية بين رئيس الأركان المصري ووزير الدفاع اليوناني، بمقر وزارة الدفاع في أثينا، لتدعيم أوجه التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين في العديد من المجالات.
وفي 20 أبريل/نيسان 2015، لقاء جمع بين وزير الدفاع المصري، الفريق أول صدقي صبحي، ونظيره اليوناني، بانوس كامينوس، خلال زيارة الأخير للقاهرة، ناقشا فيها أوجه التعاون في المجالات العسكرية والتدريبات المشتركة بين البلدين، والأوضاع بالمنطقة، والمتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي 23 أبريل/نيسان 2015، جمعت مباحثات بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره اليوناني، بروكوبيس بافلوبولوس، خلال زيارة الأخير للقاهرة، تناولا فيها مختلف الملفات الثنائية، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري.
وفي 29-30 أبريل/نيسان 2015، عقدت قمة ثلاثية بين الرئيسين المصري،عبد الفتاح السيسي، والقبرصي نيكوس اناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تشيبراس، في العاصمة القبرصية نيقوسيا. وبحث المجتمعون خلالها، عدداً من القضايا الاقتصادية ومكافحة الإرهاب، والدفاع، والأمن، وهو ما أصدره الوزراء في "إعلان نيقوسيا" عقب القمة.
وفي 2 يونيو/حزيران 2015، قام رئيس الأركان اليوناني، الجنرال ميخائيل كوستاراكوس، بزيارة للقاهرة، والتقى عدداً من المسؤولين، لبحث التعاون المشترك بين البلدين في المجالات العسكرية.
في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2015، اتفاق مصري يوناني قبرصي على ما سمي "دعمهم اللا محدود للمفاوضات الجارية، للتوصل إلى حل لمشكلة قبرص، عقب اجتماع ثلاثي في نيويورك، جمع ايوانيس كاسوليدس وزير خارجية قبرص الرومية، ونيكوس كوتزياس، وزير خارجية الجمهورية الهيلينية (اليونانية)، ووزير خارجية مصر سامح شكري، وتطرق الاتفاق إلى حلول بشأن سوريا وليبيا واليمن، وتأييد استنئاف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وفي 7 ديسمبر/كانون الأول 2015، مشاركة وحدات من القوات البحرية والجوية المصرية، في فعاليات التدريب المشترك "ميدوزا 2015"، الذي يستمر عدة أيام في أثينا، وذلك قبيل قمة ثلاثية تعقد في العاصمة اليونانية أثينا، وهي قمة تعكس تنامي العلاقات الدبلوماسية بين المثلث المصري اليوناني القبرصي، منذ وصول السيسي إلى الرئاسة في يونيو/ حزيران 2014.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.