السعيدني.. رمز "السلفية الجهادية" في غزة
وُلد السعيدني بالقاهرة، وتلقى تعليمه بها قبل أن ينتقل لغزة ويصبح أميرًا لجماعة "التوحيد والجهاد"، واغتالته إسرائيل في غارة أمس
مصطفى حبوش
غزة – الأناضول
ولد بالقاهرة وتلقى تعليمه بها قبل أن ينتقل لغزة ويصبح رمزًا من رموز الجهادية السلفية بها، وتسجنه حكومة لمدة عامين بتهمة "الإخلال بالأمن الداخلي".
إنه هشام على السعيدنى قائد "جماعة التوحيد والجهاد" الذي اغتالته إسرائيل في غارة استهدفته ببلدة جباليا شمال غزة مساء أمس السبت، وأسفرت عن مقتل شخص آخر وإصابة طفل في العاشرة من عمره.
بداية السعيدنى - وهو فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية - كانت في القاهرة حيث ولد بها عام 1965 لأب فلسطيني وأم مصرية، وحصل على ليسانس آداب من جامعة عين شمس، وليسانس في "الشريعة الإسلامية" من جامعة الأزهر بمصر.
وتقول بعض التقارير الصحفية إنه التزم دينيًا خلال دراسته في الجامعة بمصر، وأفادت بأنه دخل قطاع غزة للحاق بزوجته الفلسطينية التي لم تستطع العودة لمصر بسبب ظروف الحصار الإسرائيلي عام 2007.
وخلال وجوده في القطاع انضم إلى جماعة "التوحيد والجهاد".
ولا تتوفر معلومات دقيقة حول الرجل، وطبيعة الدور الذي لعبه في إطار الحركة السلفية الجهادية في قطاع غزة وسيناء، لكن تقارير صحفية ذكرت أنه تحول إلى "رمز" لحركة تفتقد الرموز الكبيرة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن "هشام السعيدني هو زعيم الجماعة السلفية التي تطلق على نفسها اسم (التوحيد والجهاد)".
وأضاف في بيان نشره الموقع الإلكتروني لإذاعة صوت إسرائيل باللغة العربية، مساء أمس، إن السعيدني "مسؤول عن مقتل جندي من الجيش الإسرائيلي في اعتداء تفجيري على الحدود الدولية بين إسرائيل وقطاع غزة قبل أكثر من ثلاث سنوات".
وكانت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة - التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) - قد أفرجت في 3 أغسطس/ آب الماضي عن السعيدني الملقب بين مناصريه بـ"أبو الوليد المقدسي" بعد اعتقاله لأكثر من عامين بتهمة "الإخلال بالأمن الداخلي في قطاع غزة".
وتحدثت مصادر صحفية آنذاك أن الإفراج عنه تم بعد وساطة قامت بها جهات أردنية لدى حركة حماس.
وعقب الإفراج عنه هنأت جماعة التوحيد والجهاد "أميرها" على إطلاق سراحه، في بيان أصدرته، موجهة الشكر إلى "وجهاء العشائر الأردنية والمشايخ والدعاة والجمعيات والجماعات والمراكز التي بذلت أي جهد في الإفراج عن الشيخ أبو الوليد".
وكانت عناصر من جماعة التوحيد والجهاد قد أقدمت على اختطاف المتضامن الإيطالي فيكتور أريغوني في إبريل/ نيسان 2011 في غزة، وهددت بقتله ما لم تفرج السلطات الغزاوية عن سجناء سلفيين من بينهم: السعيدني. وقامت الجماعة بتنفيذ تهديدها بعدما لم يتم الاستجابة لمطالبها.
وبدأت أنشطة الجماعات السلفية الجهادية تظهر للعلن في قطاع غزة في عامي 2006 و2007، وتحديدًا عندما اختطفت جماعة سلفية البريطاني ألان جونستون، الصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية في 12 مارس/ آذار 2007، لكنها اضطرت للإفراج عنه تحت ضغوط أمنية شديدة من حركة حماس في 4 يوليو/ تموز 2007.
وظهر الوجود الجهادي في أبرز صوره حينما أعلن قائد جماعة "جند أنصار الله في أكناف بيت المقدس" الشيخ عبد اللطيف موسي ولادة "الإمارة الإسلامية" في آب/ أغسطس 2009م، من مسجد ابن تيمية في مدينة رفح جنوب القطاع.
وقد انتهى الحادث بصورة دامية، حيث اصطدمت الأجهزة الأمنية مع عناصر الجماعة؛ مما أدى إلى مقتل نحو 17 عنصرًا واعتقال العشرات.
لكن خبراء في شؤون الحركات الإسلامية، كانت وكالة الأناضول قد حاورتهم في تحقيق صحفي نشرته في 15 أغسطس/ آب الماضي، قللوا من شأن قوة التيار السلفي الجهادي في قطاع غزة لعدم وجود "تربة خصبة لنموه".
ويعتبر تنظيم "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس" من أبرز التنظيمات السلفية الجهادية في قطاع غزة، وله امتداد في شبه جزيرة سيناء المصرية، ودأب خلال الفترة الأخيرة على تبني إطلاق صواريخ على إسرائيل انطلاقًا من قطاع غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.