فنانة تشكيلية يمنية تقاوم بلوحاتها أزيز الرصاص (تقرير)
يصرّ الفنانون التشكيليون في اليمن، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم، على الإبداع ومواصلة أعمالهم الفنية والإبداعية بإمكاناتهم البسيطة.
Yemen
اليمن/ الأناضول
-راوية العتواني فنانة عشرينية تخرجت من كلية اللغات قسم اللغة الفرنسية في جامعة صنعاء، تعشق الفن التشكيلي، وتهوى المطالعة- تقاوم العتواني الحرب، سلاحها الريشة ومؤنها الألوان، تحاول صنع عالم جميل في لوحاتها
- تتجه في أعمالها نحو القضايا الإنسانية بألوان هادئة وقريبة من القلب
يصرّ الفنانون التشكيليون في اليمن، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم، على الإبداع ومواصلة أعمالهم الفنية والإبداعية بإمكاناتهم البسيطة.
وفي ظل الحرب التي تعصف بالبلاد، يتجه هؤلاء إلى الفرشاة والألوان للتعبير عن رفضهم للواقع البائس وما تعيشه من صراعات ومآسٍ إنسانية.
الفنانة العشرينية راوية محمد العتواني، تسكن العاصمة صنعاء، تخرجت من كلية اللغات قسم اللغة الفرنسية في جامعة صنعاء، تعشق الفن التشكيلي وتهوى المطالعة.
تقاوم العتواني الحرب، سلاحها الريشة ومؤنها هي الألوان، تحاول صنع عالم جميل، في لوحاتها ومجتمع أفضل، من خلال أعمالها الفنية، إذ تسلط الضوء على القضايا الإنسانية وقضايا المرأة، ونشر ثقافة الحب والتسامح والسلام.
ترسم العتواني كل شيء، فضلاً عن حبها لفن النحت، وتفضل رسم المشاعر والأحاسيس الداخلية للشخصية، لتجعل للوحة روحاً، فيتفاعل معها الجمهور ويتابع أعمالها بشوق.
توضح العتواني أنها تتجه، في أعمالها، نحو القضايا الإنسانية وقضايا المرأة بالذات، "كما أنني أرسم كل جميل يناقض أجواء الصراع، فأختار ألوانا هادئة وقريبة من القلب".
وتضيف: "عندما يشاهد شخص ما لوحاتي.. ينسى واقع الحرب والمآسي، فتهدأ نفسه ويخبو جزءٌ من غضبه الداخلي".
وعن سبب اتجاهها إلى الفن والرسم، تقول: "نحن، كفنانين، وسيلتنا الوحيدة للتعبير عن أي احتجاج هي الرسم".
شاركت العتواني في معارض كثيرة كان محورها السلام والمرأة. وهي كغيرها من اليمنيين، ليست بمعزل عن الحرب ومآسيها الانسانية، إذ أثرت الحرب عليها كفنانة، بانعدام الألوان وارتفاع أسعارها، ناهيك عن توقف الكثير من المعارض بسبب الصراع الدموي الذي تعيشه البلاد منذ نحو ست سنوات.
تتحدث راوية عن أمانيها الكبيرة بانتهاء الحرب، فتقول: "نأمل بأن تنتهي الحرب في القريب العاجل، حتى نستطيع أن نعيش كبقية العالم ونسافر ونرى الحياة بصورة مختلفة، بعيداً من أصوات القنابل والعيارات النارية أو نواح نساء وصراخ الأطفال. لقد أتعبتنا الحرب والصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وباتت حياتنا معطلة وشبه منتهية".
لكنها تستطرد بتفاؤل: "ستكون حياتنا القادمة أجمل، إن شاء الله، إذ لا بد أن تتوقف الحرب يوما ما، وسنعيش لصنع مستقبل أجمل".
وتتوجه الفنانة التشكيلة اليمنية إلى الشباب بالقول: "آمنوا بأنفسكم، وأخرجوا الشغف الذي بداخلكم، واسعوا جاهدين إلى تحيق أحلامكم، فلا شيء يظل سيئاً طوال الدهر".
ومنذ عام 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى نشوب حرب عطّلت المؤسسات والفعاليات الثقافية والفنية في البلاد.
وللنزاع امتدادات إقليمية، فمنذ 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.