أنقرة / الأناضول
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الدائرة تضيق على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعصابته، الذين يرتكبون إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ نحو 14 شهرا.
جاء ذلك في خطاب عقب ترؤسه الاثنين، اجتماعا للحكومة بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، تعليقا على مذكرات الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يؤآف غالانت.
وقال أردوغان: "الدائرة تضيق على نتنياهو وعصابته"، مبينا أن إسرائيل تواصل حربها الدموية على غزة منذ 14 شهرا.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده تعمل من أجل فلسطين وغزة ولبنان، "أكثر بكثير مما يُرى ويظهر على الإعلام".
وأضاف: "سنقف مع إخوتنا في فلسطين بكل إمكاناتنا وقوتنا حتى تتوقف الإبادة الجماعية وتنال غزة وفلسطين الحرية".
وتابع: "بإذن الله سينعم الشعب الفلسطيني بعد هذه الأيام العصيبة بالسلام والاستقرار، وسيهزم الظالمون وسيكون النصر للقضية الفلسطينية".
ولفت إلى أن الحرب التي بدأتها إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمددت لتشمل لبنان وسوريا وبلدانا أخرى في المنطقة.
وأكد أن تركيا كانت في مقدمة الدول التي عارضت بشدة السياسات العدوانية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن بلاده تصدرت الدول التي ترسل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، عبر إرسال 86 ألف طن من المساعدات.
وتابع: "صرفنا النظر عن حجم تجارة بقيمة 9.5 مليارات دولار من خلال قطع التجارة مع إسرائيل، وتقدمنا بطلب إلى محكمة العدل الدولية للانضمام للقضية المرفوعة ضد إسرائيل" (دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا).
وأوضح أن تركيا تبذل جهودا كبيرة من أجل توحيد العالم الإسلامي من أجل ردع إسرائيل عن ممارساتها العدوانية.
وأردف أردوغان: "الشعب الفلسطيني المظلوم هو أكبر شاهد على دعم تركيا لنضال الفلسطينيين ولقضيتهم العادلة".
وذكر أنه يتطرق إلى الهمجية والمجازر التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة ولبنان، في كل لقاء يعقده مع قادة وزعماء دول العالم.
وأردف: "المشاكل التي يعاني منها إخواننا بغزة ولبنان كانت محور محادثاتي مع أمير قطر (تميم بن حمد) يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وكذلك أوضحت لزعماء مجموعة العشرين بالبرازيل، جميع أبعاد التهديد الذي يشكله الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة والعالم برمته بما في ذلك بلدنا".
وتابع: "إن مأساة إخواننا الذين يكافحون من أجل البقاء تحت القنابل في منطقة ضيقة تبلغ مساحتها 360 كيلومتراً (قطاع غزة) تجعلنا نشعر بالحزن، وإن الدعم غير المشروط المُقدّم لإسرائيل من قِبل الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان، يثير غضبنا".
وأردف: "النفاق الذي نشهده في كل مكان نقصده سواء مجلس الأمن أو وسائل الإعلام الدولية يحطم آمالنا. لكن رغم كل هذه السلبيات فإننا ندعم الشعب الفلسطيني وأشقاءنا في غزة دون الاستسلام لضغوط اللوبي الصهيوني، ودون تردد أو خوف من أحد".
وأكد أن مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت، خطوة جريئة للغاية على طريق محاسبة المتورطين في جرائم الإبادة الجماعية بغزة.
ولفت إلى أن إعلان معظم الدول المسؤولة عن تنفيذ القرار تأييدها لقرار المحكمة، خطوة شجاعة وأمر مثير للإعجاب، وأن تركيا تدعم تلك المواقف.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.