تركيا, الثقافة والفن, التقارير

رسام تركي: "الغرافيتي" فن يحارب التلوث البصري (مقابلة)

ويزين إسطنبول

21.04.2018 - محدث : 22.04.2018
رسام تركي: "الغرافيتي" فن يحارب التلوث البصري (مقابلة)

Istanbul

إسطنبول / ألب تكين سويكان / الأناضول

اعتبر الرسام التركي أحمد سيدات توناي، أن الرسم على الجدران أو ما يعرف بـ "الغرافيتي"، هو فن يحارب التلوث البصري، ويساهم في تزيين مدينة إسطنبول.

** فن حر

توناي قال في مقابلة مع الأناضول، إنه بدأ بالرسم على طريقة فن "الغرافيتي" منذ عام 2005، معربا عن حبه الشديد لهذا النوع من الرسومات.

وأضاف أنه أحب الغرافيتي لأنه لا يتضمن قواعد محددة، إنما يضع القواعد بنفسه، حيث يختار أحد الجدران، ثم يحصل على الأذونات اللازمة، ومن ثم يباشر عمله.

وأشار توناي إلى أن كل فنان غرافيتي لديه توقيع خاص به، لافتا إلى أنه ينجز أعماله تحت توقيع "سايلور بيداي".

وبخصوص الألوان والمعدات التي يستخدمها، أوضح أن الرسم في فن الغرافيتي يتم بواسطة ألوان البخاخ بشكل عام، فضلا عن الأقلام والفرشاة.

ويقوم الرسام بإعداد رسوماته بشكل مسبق على الورق بهدف التدرب عليها، ومن ثم يقوم بإنجازها على الجدران الكبيرة.

ولفت توناي إلى أن الألوان التي يستخدمها فنانو الغرافيتي خاصة بهذا النوع من الرسوم، وصديقة للبيئة، وأن الرسومات تستمر على الجدران الخارجية قرابة 6 أعوام إذا كان الجدار بحالة جيدة.

رسوم تغطي الجدران وتمنحها رونقا وجمالا غالبا ما يستقطب اهتمام المارة ممن يقفون لتأملها أو التقاط صورة لها أو معها.

توناي قال إن المواطنين يولون اهتماما كبيرا بفن الغرافيتي، وهذا ما يورثه "سعادة عارمة" عندما يلتقط الناس صورا أمام رسوماته، أو يتشاركونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

** لا رسائل سياسية

يحدث وأن تتعرض بعض رسوم "الغرافيتي" لانتقادات لاذعة من قبل السكان، كما يقول توناي، مشيرا أن هناك من لا يتقن هذا الفن الذي يظل مرتبطا بالموهبة.

وتابع: "إن لم نرسم نحن على الجدران، سيأتي شخص آخر ويكتب كتابات عدة عليها، قد تكون رسائل سياسية، أو ألفاظا سيئة، لذلك دعونا نرسم على الجدران، ونقف أمام ذلك التلوث البصري، ونساهم بالتالي في تجميل إسطنبول".

رسومات خالية من الرسائل السياسية كما يقول الرسام، وإنما تتضمن "الأشياء التي نراها جميلة، إننا نلون تلك الجدران فقط"، وهذا ما يثير سعادة الناس الذين غالبا ما تروقهم فكرة أن تزدان الجدران بالرسوم الجميلة، بدل الكتابات البذيئة أو الشعارت السياسية المملة.

** بانتظار عروض البلديات

وعما إن كان يتخذ الرسم "الغرافيتي" مجرد هواية أم عملا، أشار توناي أنه ترده عروض من بعض المارة للرسم على جدرانهم، وهذا ما يقوم به لكسب المال وتوفير احتياجاته.

ومع أن لرسومات الغرافيتي رونقا يزيد من جمال شوارع المدن، إلا أن الرسام لم يتلقَ أي عروض من البلديات للعمل في تلوين جدران الأحياء التابعة لها.

وأشار توناي إلى إمكانية التعاون مع البلديات في حال تلقيه عروضا، قائلا: "إذا عُرض علي هكذا عمل، يمكنني التعاون مع فناني غرافيتي آخرين في إسطنبول على مشروع كبير، مثل إنجاز رسومات أزهار أو مناظر طبيعية على أطراف الطرق الرئيسية".

أحلام يحملها الرسام مع ريشته وبخاخاته التي يحول بها الجدران إلى لوحات بديعة تكسر جمود الشوارع أو حركيتها المفرطة، والأهم أنها تصنع مشهدا بصريا صافيا خاليا من جميع عناصر التلوث بكافة أشكاله.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.