"التهميش" وإسرائيل.. ما وراء استقالة حنان عشراوي (تحليل)
محللان فلسطينيان أرجعا الاستقالة إلى عدم وجود آلية عمل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وربطا توقيتها بإعادة السلطة للعلاقات مع إسرائيل..

Ramallah
رام الله/ عوض الرجوب/ الأناضول
رجح محللان فلسطينيان أن تكون آلية اتخاذ القرار في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي أحد أهم الأسباب التي دفعت حنان عشراوي إلى تقديم استقالتها من عضوية اللجنة.
كما رجح المحللان، وهما جهاد حرب وأحمد رفيق عوض، في حديث للأناضول، أن تكون إعادة السلطة الفلسطينية العلاقة مع إسرائيل هو السبب المركزي في اختيار عشراوي لتوقيت استقالتها.
وبعد أيام من تسريبات عن استقالتها، أعلنت عشراوي (74 عاما)، الأربعاء، أنها قدمت بالفعل استقالتها للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في 24 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، داعية إلى إجراء "إصلاحات" و"تداول السلطة ديمقراطيا عبر الانتخابات"، ومعتبرة أن اللجنة "تعاني من التهميش وعدم المشاركة في صنع القرار".
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (رسمية)، الأربعاء، أن عباس قبل استقالة عشراوي "بناء على طلبها، حيث قدمت استقالتها المكتوبة قبل عدة أيام".
وتتكون اللجنة التنفيذية من 18 عضوا، لكن بعض المقاعد شاغرة حاليا، لأسباب مختلفة.
وضمن بنية منظمة التحرير، تشبه اللجنة السلطة التنفيذية في الدول، وقد عرفها النظام الأساسي للمنظمة بأنها "أعلى سلطة تنفيذية للمنظمة، وتكون دائمة الانعقاد، وأعضاؤها متفرغون للعمل، وتتولى تنفيذ السياسة والبرامج والمخططات التي يقررها المجلس الوطني".
ومن صلاحيات المجلس الوطني، وضع برامج منظمة التحرير السياسية، وانتخاب لجنة تنفيذية ومجلس مركزي للمنظمة، التي تضم حاليا الفصائل الفلسطينية، عدا حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
** استقالة احتجاجية
وفق الدكتور جهاد حرب، وهو باحث في قضايا الحكم والسياسة، فإن السبب الأول لاستقالة عشراوي هو "احتجاجي"، وتحديدا "على طريقة اتخاذ القرار، وخاصة فيما يتعلق بالعودة إلى العلاقات مع الجانب الإٍسرائيلي".
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية الفلسطيني، عودة العلاقات مع إسرائيل، بعد وقفها بقرار من عباس، في 19 مايو/أيار الماضي، احتجاجا على مخطط إسرائيلي يستهدف ضم نحو ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة.
ورأى حرب أن السبب الآخر هو "عدم وضوح آليات عمل اللجنة التنفيذية، بعد وفاة أمين سر اللجنة صائب عريقات (10 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي) وشغور هذا الموقع، الذي من مهام من يتولاه الدعوة لاجتماعات اللجنة".
وأضاف: "بعد وفاة عريقات لم تنعقد اللجنة التنفيذية، وفي ظل هذه الظروف (انتشار وباء كورونا) لا يجتمع الرئيس مع أعداد كبيرة (من المسؤولين والقيادات)، وبالتالي هناك غياب لآلية عمل اللجنة".
واعتبر أن استقالة عشراوي تؤشر أيضا لقناعتها بأنه "بعد هذا العمر الطويل في الحياة السياسية، آن الأوان لتجديد الدماء بعملية إصلاح لمنظمة التحرير، وهذا لن يكون إذا لم ينسحب من فيها".
وقالت عشراوي، في بيان استقالتها: "آن الأوان لإجراء الإصلاحات المطلوبة وتفعيل منظمة التحرير وإعادة الاعتبار لصلاحياتها ومهامها واحترام تفويض اللجنة التنفيذية، التي تعاني من التهميش وعدم المشاركة في صنع القرار".
** العلاقات مع إسرائيل
ذهب الدكتور أحمد رفيق عوض، وهو محاضر في كلية الإعلام بجامعة القدس، إلى أن عشراوي ماضية في استقالتها "لوجود موقف ووجهة نظر لديها".
وأضاف عوض للأناضول: "لديها وجهة نظر في مسألة الانتخابات والصلاحيات وتجفيف مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، فاستقالتها لها دواعيها وما يبررها سياسيا".
ورأى أن الاستقالة ناتجة عن "موقف له علاقة بتنشيط بنية منظمة التحرير وتجديد القيادات".
وعن توقيت الاستقالة، قال رفيق: "ربما لأن اللجنة التنفيذية، والتي مهمتها تنفيذ سياسات منظمة التحرير، لا تجتمع ولا يؤخذ بوجهة نظرها، وبات القرار الفلسطيني يؤخذ بطريقة مختلفة (لم يحددها)".
ولم يستبعد أن يكون استئناف العلاقات مع إسرائيل هو ما دفع عشراوي إلى الاستقالة في هذا التوقيت.
وأردف: "في موضوع استئناف العلاقات (مع إسرائيل) اللجنة التنفيذية لم تجتمع ولم تقرر، وبالتالي قد تكون الاستقالة احتجاجا على طريقة اتخاذ القرار".
وعشراوي عضوة مستقلة في اللجنة التنفيذية منذ عام 2009، وأعيد انتخابها في 2018، وتولت رئاسة دائرة الدبلوماسية والسياسات العامة في منظمة التحرير الفلسطينية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.