اللواء السابع ترهونة.. هل يقلب موازين القوى في طرابلس؟ (تحليل)
يعتبر أخطر قوة مسلحة تهدد العاصمة الليبية لمعرفته الجيدة بالأرض وكفاءة وتنظيم عناصره وتسليحهم الجيد، ويبدو أنه تحالف مع حفتر، عدوه القديم، للانتقام من حلفائه السابقين في حكومة الوفاق
Libyan
مصطفى دالع / الأناضول
مازال اللواء السابع، المتمركز بمدينة ترهونة الليبية (90 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس)، يثير التساؤل حول موقفه من الهجوم الذي أطلقه اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق، للسيطرة على طرابلس، وما إذا كان يقف فعلا على الحياد أم أنه يشارك في القتال ضمن اللواء التاسع الذي يحقق اختراقات مفاجئة في الضواحي الجنوبية للعاصمة.
فبعد اليوم الأول من هجوم قوات حفتر على طرابلس، في 2 أبريل / نيسان الجاري، أعلن اللواء التاسع ترهونة (اللواء 22 سابقا)، مشاركته في الهجوم، ورغم صدور بيان منسوب للواء السابع يتبرأ فيه من اللواء التاسع، ويصف عناصره بأنهم "مجموعة من الفارين من المدينة ولا تربطهم أي علاقة إدارية أو عسكرية" به، إلا أن عميد بلدية ترهونة "عياد البي"، أعلن أن قوات اللواء السابع يخوض أشد المعارك بالعاصمة ضد قوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا.
كما ذكرت عدة مواقع إخبارية داعمة لحفتر، أن اللواء التاسع، تَشكل بعد دمج قوات اللواء22، مع عناصر اللواء السابع.
وإذا نظرنا إلى سير المعارك التي يقودها اللواء التاسع، حاليا في طرابلس، نجد أنه يتحرك على نفس المحور الذي تقدم منه اللواء السابع في 2018؛ مطار طرابلس الدولي، ثم قصر بن غشير، وعين زارة، وصلاح الدين.
وفي الوقت الذي فشلت قوات حفتر، التي ينتمي أغلب عناصرها من المنطقة الشرقية، في التقدم عبر محوري صبراتة - الزاوية، وغريان- المطار القديم، ومُنيت بهزائم قاسية، حقق المحور الذي يقوده اللواء التاسع اختراقات خطيرة في عمق طرابلس، ووصل إلى غاية منطقة عين زارة وحتى محور صلاح الدين، الذي لا يبعد كثيرا عن مداخل وسط العاصمة، مما يوضح الفرق بين أداء القوات التي لديها معرفة بأرض المعركة وقوات أخرى تقاتل لأول مرة في منطقة لا تعرف مداخلها ولا متاهات شوارعها.
وأسلوب قتال اللواء التاسع، الذي يشبه أداء اللواء السابع، في 2018، يعطي الانطباع بأنهما يضمان نفس المقاتلين، ونفس الأسلحة، وذات تكتيكات القتال.
وبرز اللواء السابع ترهونة، فجأة في صائفة 2018، عندما قاد هجوما على العاصمة، بدعم من قوات اللواء22 ترهونة، التابع لحفتر، بهدف "طرد المليشيات ودواعش المال العام من العاصمة" على حد قوله، ورغم إعلانه تبعيته للمجلس الرئاسي، إلا أن الأخير تبرأ منه وأشار إلى أنه سبق وأن قام بحله.
وفي فترة قصيرة تمكن اللواء السابع، في أغسطس / آب الماضي، من السيطرة على مطار طرابلس الدولي (القديم) وهزم "كتيبة ثوار طرابلس" القوية، ثم زحف نحو منطقة قصر بن غشير، الواقعة شرق المطار، وتوغل في منطقة عين زارة، واستولى على معسكر اليرموك (من أكبر المعسكرات في طرابلس) في محور صلاح الدين، بل وصل إلى "حي أبو سليم" الشعبي، المكتظ بالسكان، (على مشارف وسط طرابلس) وخاض هناك حرب شوارع، ولم يتم وقف زحفه نحو وسط العاصمة إلا بعد تحالف كتائب طرابلس، وتدخل وسطاء محليين لإنهاء القتال.
وإذا تأكد فعلا أن اللواء التاسع، هو نفسه اللواء السابع، إلى جانب اللواء22، فهذا يعني أن حكومة الوفاق، تخوض معركة طرابلس على جبهتين، فقوات حفتر من جانب، وقوات اللواء السابع من جانب آخر، وهذا ما يجعل موقفها صعبا.
ففي معارك 2014- 2016، فشلت قوات حفتر، في الوصول إلى العاصمة سواء من الغرب أو من الجنوب، رغم تحقيقها بعض التقدم في منطقة ورشفانة (45 كلم جنوب طرابلس)، لكن في هذه الفترة كان اللواء السابع (الكانيات) يقاتل ضمن تحالف "فجر ليبيا"، المعادي لحفتر.
واللواء السابع، الملقب سابقا بالكانيات، نسبة إلى إخوة من عائلة الكاني، ذات التوجه السلفي، ضم إليه فيما بعد قوات النخبة في اللواء 32 معزز، وكتيبة محمد المقريف، التين كانتا تتبعان نظام القذافي، لذلك تضخم عدده حتى وصل إلى نحو 5 آلاف عنصر، قبل أن يعلن دعمه لحكومة الوفاق، التي قامت بحله في مايو / أيار 2018.
ويبدو أن اللواء السابع ترهونة، الذي لم يتمكن من فرض نفسه في معادلة السلطة بحكومة الوفاق، يسعى لتعويض ذلك من خلال التحالف مع حفتر، ضد حلفائه السابقين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.