دولي, أخبار تحليلية, التقارير

لماذا لم يتصل بايدن بنتنياهو حتى الآن؟ (تحليل)

بعد ثلاثة أيام، من تنصيبه رئيسا، أجرى الرئيس السابق دونالد ترامب، اتصاله الهاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكنّ الأخير ومنذ ثلاثة أسابيع على تنصيب جو بايدن ينتظر على أحر من الجمر، اتصال السيد الجديد للبيت الأبيض

11.02.2021 - محدث : 11.02.2021
لماذا لم يتصل بايدن بنتنياهو حتى الآن؟ (تحليل)

Quds

​​​​​​​القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول

بن مناحيم للأناضول:
- تعبير عن الأزمة بين الزعيمين 
-الإدارة الأمريكية لم توافق حتى الآن على زيارة رئيس الموساد إلى واشنطن 
جروزاليم بوست: بايدن لا يريد اعطاء نتنياهو ما يستخدمه بدعايته الانتخابية

بعد ثلاثة أيام، من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أجرى الرئيس السابق دونالد ترامب، اتصاله الهاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لكنّ الأخير، ومنذ ثلاثة أسابيع، على تنصيب جو بايدن، ينتظر على أحر من الجمر، اتصال السيد الجديد للبيت الأبيض.

ولم تحدد إدارة بايدن، الموعد الذي سيتلقّى فيه نتنياهو الاتصال، الذي طال انتظاره.

وفي لقاء مع شبكة الأخبار الأمريكية "سي أن أن"، الإثنين، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "أنا متأكد من أنه ستتاح لهما الفرصة للحديث بالمستقبل القريب".

وفي البداية، حاول المسؤولون المقربون من نتنياهو، تفسير تأخر الاتصال بأن تسلسل اتصالات الرئيس بايدن، تعكس أولوياته الخارجية.

ولكنّ، تأخر الاتصال، بات ينعكس سلبا على نتنياهو الذي يستعد لخوض انتخابات حاسمة في الثالث والعشرين من مارس/آذار المقبل.

ورجّح محلل الشؤون الإسرائيلية يوني بن مناحيم، أن يكون تأخر الاتصال، بمثابة تعبير عن وجود أزمة بين الرجلين.

وقال بن مناحيم لوكالة الأناضول "اعتقد أن الاتصال سيحدث قبل الانتخابات الإسرائيلية، ولكن تأخره إلى هذا الحد يرجّح وجود أزمة بينهما".

وأضاف "ثمة العديد من الإشكاليات التي ما زالت في ذهن بايدن، ومنها إعلان نتنياهو عن مناقصة لبناء وحدات في مستوطنة رامات شلومو، بالقدس الشرقية عام 2010 خلال زيارته إلى إسرائيل، بصفته نائبا للرئيس الأمريكي".

وتابع "تلك الحادثة ما زالت ماثلة بالأذهان، وقد تسببت بأزمة بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو لأن بايدن جاء برسالة تدعو إسرائيل الى تجميد الاستيطان".

ولفت مناحيم أيضا إلى مخاطبة نتنياهو للكونغرس الأمريكي، في مطلع العام 2015 ضد الاتفاق الذي كانت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، على وشك التوصل إليه مع إيران.

وقال "آنذاك، كان بايدن نائبا للرئيس الأمريكي، وتم اعتبار خطاب نتنياهو بأنه تحد للإدارة الأمريكية، وتحريض عليها في عُقر دارها".

ومن الواضح، أن نتنياهو كان يأمل فوز الرئيس السابق دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، وهو ما لم يحصل.

وقال بن مناحيم "أعتقد انه توجد مشكلة شخصية بين نتنياهو وبايدن، وتأخر الاتصال هو رسالة غير جيدة لإسرائيل".

وأضاف "صحيح أن بايدن لم يتصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكن من يدري، فربما أخر بايدن هذا الاتصال حتى لا يضطر للحديث مع نتنياهو، حتى يظهر نوعا من التوازن".

وكان وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، قد تحادث مرتين حتى الآن مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي.

ولاحظ بن مناحيم، أن الإدارة الأمريكية لم توافق حتى الآن على زيارة رئيس جهاز المخابرات الخارجية، الموساد، يوسي كوهين إلى واشنطن للحديث عن الملف الإيراني.

وقال "في إسرائيل تم الإعلان منذ فترة عن زيارة وشيكة لكوهين إلى واشنطن، للحديث عن الملف الإيراني، ولكنها لم تحصل حتى الآن، ولم تتم الموافقة عليها".

وأضاف "قد يقال إن الملف الفلسطيني-الإسرائيلي ليس أولوية للإدارة الجديدة، ولكن ماذا عن الملف الإيراني؟ لقد تم تعيين مسؤول أمريكي لهذا الملف وعليه فهو على جدول أعمال الإدارة".

وتابع بن مناحيم "أيضا، فإن رد نتنياهو على تصريحات بلينكن بشأن مرتفعات الجولان وإصراره على انها ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية هو مؤشر غير جيد، بشأن العلاقة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية الحالية".

وكان نتنياهو قد أصدر بيانا، الأربعاء، أكد فيه أن مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية "إلى الأبد" ردا على امتناع بلينكن عن الإجابة على سؤال في حوار تلفزيوني، عما إذا كانت إدارته ستؤيد اعتراف الإدارة الأمريكية السابقة، بشرعية ضم إسرائيل لها.

وانتقد السفير الإسرائيلي الأسبق لدى الأمم المتحدة، والقيادي البارز في حزب "الليكود"، داني دانون، صراحة تأخر الاتصال الأمريكي بنتنياهو.

وكتب في تغريدة على تويتر، مساء الأربعاء "إلى الرئيس جو بايدن، لقد تحدثت مع قادة عالميين من كنداء، المكسيك، بريطانيا، الهند، فرنسا، ألمانيا، اليابان، استراليا، كوريا الجنوبية، روسيا".

وأضاف دانون "هل حان الوقت للاتصال مع زعيم إسرائيل، الحليف الأقرب للولايات المتحدة الأمريكية؟"، ثم نشر رقم هاتف نتنياهو.

وليس من الواضح، إذا ما كان دانون قد نشر هذه الأقوال بعد استشارة نتنياهو أم لا.

ولكن نتنياهو قال للصحفيين، الإثنين، عن تأخر الاتصال "إنه (بايدن) يجري اتصالات مع القادة العالميين وفقا للترتيب الذي يراه مناسبا، إنه لم يصل إلى الشرق الأوسط بعد".

وأضاف نتنياهو "إن التحالف الإسرائيلي-الأمريكي قوي، وكذلك الأمر صداقتنا (الشخصية) لنحو 40 عاما، ومع ذلك من الممكن ان لا نتفق على كل شيء".

ولكن آرون ميلر، المسؤول السابق في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، قد رد على تغريدة دانون بأخرى كتب فيها "مذكرة لجميع الأطراف المهتمة، ستأتي مكالمة، لكن يتم إرسال رسالة واضحة، نتنياهو كان في المكالمة الثالثة لترامب، على حد تعبير دوروثي، لم نعد في كنساس بعد الآن".

وميلر، يشير بذلك إلى أن المعاملة التمييزية التي حظي بها نتنياهو في 4 سنوات من إدارة ترامب، قد انتهت.

ولكن صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية قد ربطت، الخميس، بين تأخر الاتصال وبين الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة.

وقالت "إنها الانتخابات يا غبي".

وأضافت "لماذا لم يتصل بايدن بنتنياهو بعد؟ على الأرجح لأنه لا يريد إعطاء نتنياهو أي شيء مشابه لوضعه على صفحته على فيسبوك، أو لاستخدامه في الحملة الانتخابية المقبلة".

واستذكرت أنه "في الأيام الخمسة عشر التي سبقت انتخابات أبريل/نيسان 2019، وهي الأولى في هذه الرقصة المذهلة لانتخابات واحدة تلو الأخرى، حقق نتنياهو ثلاثية مذهلة: اجتماعات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، والرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في إسرائيل، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، والرسالة التي بعث بها ترامب وبولسونارو وبوتين مع هذه الاجتماعات كانت واضحة: "نحن نحب نتنياهو، نريد نتنياهو".

وتابعت جروزاليم بوست "هذه المرة بايدن لا يلعب الكرة، لن يفعل الرئيس الأمريكي الجديد الآن أي شيء يمكن تفسيره على أنه تدخل في الانتخابات، أو يمكن أن يستخدمه نتنياهو لتعزيز حملته".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.