Harare
جيفري مويو / الأناضول
رغم استمرار الأزمة الاقتصادية الحادة في زيمبابوي، إلا أن المناطق الحدودية المتاخمة لجنوب إفريقيا وبوتسوانا وموزمبيق وناميبيا، تشهد ازدهارا ورفاهية في العيش.
أثناء المشي في شوارع مدينة بيتبريدج، المتاخمة لجنوب إفريقيا على بعد 500 كلم من العاصمة هراري، يمكن للمرء أن يلاحظ المنازل الحديثة، التي حلت بسرعة مكان الأكواخ القديمة المسقوفة بالقش، ويشاهد بكل وضوح تحرر الناس من الفقر.
يقول السكان المحليون، إن الازدهار في المدينة يرجع إلى أن معظم السكان يعبرون إلى جنوب إفريقيا للعمل، وأن تحويلاتهم المالية غيرت مصير المدينة.
في حديثها إلى الأناضول، قالت ريتينا فوروتو (57 عاما)، وهي تشير إلى منزلها الجديد المليء بوسائل الراحة الحديثة، إنه قبل خمس سنوات فقط، كانت عائلتها تعيش في كوخ من القش، لكن اثنين من أبنائها الآن يعملان في جنوب إفريقيا، ويرسلان لها الأموال.
وأضافت: "لو لم يكن أبنائي قد غادروا إلى جنوب إفريقيا، لكنت ما زلت أعيش في كوخي المسقوف بالقش.. لقد تمكنوا من كسب عيش أفضل هناك، وبنوا لي منزلاً جيدا لم أحلم به أبدا".
كما يتباهى العديد من القرويين في المنطقة، بوجود مياه جارية وكهرباء بالطاقة الشمسية في منازل قريتهم الحديثة.
ونجح الناس أيضا في التغلب على ظروف الفقر القاسية في المناطق الحدودية الأخرى، حيث يزدهر الاقتصاد في قرى "هينجوي" و"هوانا" و"بولمتري" على الحدود الغربية المتاخمة لدولة بوتسوانا.
لينديوي فوماني (33 عاما) من سكان قرية هينجوي، شيدت قصرا من ثماني غرف مزودة بألواح شمسية مثبتة على السطح لتوفير الكهرباء على مدار الساعة، وإمدادات المياه عبر الأنابيب.
يعمل زوجها ثيمبا سيباندا، البالغ من العمر 41 عاما كعامل بناء في بوتسوانا المجاورة.
** من الفقر لريادة الأعمال
تقول فوماني إن زوجها يرسل لها أسبوعيا حوالي 2500 بولا (218 دولارا) على مدى السنوات الأربع الماضية، وإنهم استخدموا معظم الأموال لتحديث منزلهم الريفي.
وأضافت: "نعم، كنا نعيش في أكواخ فقيرة من القش، لكن هذا لم يعد موجودا الآن".
وفي منطقة "تشيبينجي" الجنوب شرقية، والمتاخمة لموزمبيق، تحولت قرى مثل "شيسومبانجي" و"تشيشي" بسرعة إلى مدن صغيرة، حيث يحقق القرويون ثروات في الدولة المجاورة.
وبهذا الخصوص، قال هابياس هارامبي، الخبير التنموي المقيم في العاصمة هراري، إنه على عكس البر الرئيسي في زيمبابوي، أثبت الناس في المناطق الحدودية أنهم رواد أعمال جيدون يعملون عبر الحدود.
وأوضح أن القرويين في المناطق الحدودية، أصبحوا أكثر نجاحا، حيث يقومون بتحديث مساكنهم، وتطوير قراهم، وتزويد مراكز التسوق الريفية بالطاقة الشمسية.
وأكد هارامبي للأناضول أن "قربهم من الاقتصادات المزدهرة في البلدان المجاورة ساعدهم على النجاح في ذلك".
وفقا لوزير مالية زيمبابوي مثولي نكوبي، فقد ارتفعت تحويلات المغتربين إلى البلاد من 636 مليون دولار إلى مليار دولار خلال عام 2019.
ومنذ أن فرض فيروس كورونا قيودا على السفر، لجأ القرويون إلى الوسائل المصرفية الحديثة لتحويل الأموال إلى عائلاتهم عبر الحدود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
