أفريقيا

غامبيا.. شجرة كابوك عملاقة تتحدى الزمن وتحمل رمزية ثقافية وروحية

- الشجرة المعمّرة تحظى بمكانة خاصة في الثقافة المحلية فيما يقصدها البعض للدعاء والتبرك

Ahmed Satti, Gökhan Kavak, Hişam Sabanlıoğlu  | 15.03.2025 - محدث : 15.03.2025
غامبيا.. شجرة كابوك عملاقة تتحدى الزمن وتحمل رمزية ثقافية وروحية

Gambia

بانجول / الأناضول

- بفضل حجمها وأهميتها تحوّلت الشجرة إلى وجهة للسياح خاصة عشاق الطبيعة والمصورين

في حي "لاتريكوندا جيرمان" بمنطقة "سيريكوندا" الواقعة جنوب غرب العاصمة الغامبية بانجول، تقف شجرة كابوك ضخمة، يطلق عليها السكان المحليون اسم "الشجرة الكبرى"، شاهدا على عراقة الطبيعة وصمودها عبر الزمن.

يبلغ طول هذه الشجرة المعمّرة 30 مترًا، وتتميز بساق عريضة وضخمة، ما يجعلها واحدة من أكبر مصادر الظل الطبيعية في المنطقة.

وتحظى هذه الشجرة بمكانة خاصة في الثقافة المحلية، إذ يعتقد السكان بأنها مقدسة، ويتبع البعض تقاليد قديمة تتضمن التوجه إليها بالدعاء والتبرك.

- رمز للمقاومة في وجه التوسع العمراني

ووفقًا لخبراء، كانت أشجار الكابوك منتشرة في غابات غرب إفريقيا الاستوائية، لكنها تضاءلت بسبب التوسع العمراني. ومع ذلك، ظلت الشجرة الكبرى صامدة، لتصبح رمزًا للهوية المحلية وشاهدًا على قرون من التاريخ.

ويشير مؤرخون محليون إلى أن عمر الشجرة يراوح بين 200 و300 عام، وأنها لعبت في الماضي دورا اجتماعيا وثقافيا مهما، إذ كانت ظلالها مكانًا لاجتماع شيوخ القرى واتخاذ القرارات المهمة.

- ملتقى التجار والمسافرين

وتقول روايات شعبية إن التجار والمسافرين اعتادوا الاحتماء بظل الشجرة خلال رحلاتهم، إذ شكّلت على الدوام محطة استراحة على الطرق التجارية القديمة.

واليوم، لا تزال الشجرة الكبرى مركزًا للحياة اليومية، إذ تحيط بها أسواق صغيرة لبيع الفواكه الاستوائية مثل الموز والمانجو والبطيخ، وتعمل محطة استراحة للمارة والسائقين.

- رمز ثقافي وروحي

بالإضافة إلى كونها موقعا تجاريا، تعد الشجرة الكبرى رمزا ثقافيا يحمل أهمية روحية في معتقدات بعض المجتمعات المحلية، مثل الماندنغ، والولوف، والفولاني.

ويؤمن البعض بأن هذه الشجرة تحتضن أرواح الأجداد، وأن جذورها العميقة توفر ملجأ روحيا، فيما يأتيها آخرون للتضرع بالدعاء وطلب الأمن والرخاء، تاركين تحت ظلالها نذورهم.

وبفضل حجمها الضخم وأهميتها الثقافية، تحوّلت الشجرة الكبرى إلى وجهة جذابة للسياح، خاصة عشاق الطبيعة والمصورين الذين يقصدون "لاتريكوندا جيرمان" لالتقاط صور للشجرة المهيبة، التي لا تزال تتحدى الزمن وتحمل أسرار الأجيال الغابرة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın