"إسرائيل دمرت دكاني".. حكاية بائع لبناني على قارعة الطريق (قصة إنسانية)
- القصف الإسرائيلي دمرّ دكان اللبناني عباس رحمة (63 عاما) في بلدة عيتا الشعب (جنوب)، واضطر للنزوح إلى مدينة صور، حيث يبيع الخضار في بسطة على جانب الطريق لكسب الزرق لثلاث عائلات..

Lebanon
صور (جنوب لبنان)/ وسيم سيف الدين/ الأناضول
عيتا الشعب "أم العز".. بهذه العبارة المكتوبة على أحد صناديق الخضار، يرحب اللبناني عباس رحمة (أبو أحمد- 63 عاما) بزبائنه في بسطته المتواضعة على جانب الطريق في منطقة البرج الشمالي غرب مدينة صور الساحلية (جنوب)، ليكسب رزقه.
أبو أحمد، الذي يعرّف عن نفسه بالحاج عبّاس، أرغمه القصف الإسرائيلي على النزوح مع عائلته من بلدته "عيتا الشعب" الحدودية مع فلسطين المحتلة إلى مدينة صور.
ويسلّط البائع اللبناني الضوء على بلدته وأحوال التهجير، التي قذفت به إلى منطقة البرج الشمالي، في ضيافة إحدى العائلات، بعدما أن قدَّمت له منزلا.
وعيتا الشعب هي إحدى بلدات قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية، وتقع على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وتحدها فلسطين من الغرب والجنوب.
وبعد أن طالت الحرب على الحدود الجنوبية ونفد المال الذي ادخره، قرر أبو أحمد فتح بسطة على جانب الطريق لإعالة عائلته، لاسيما في ظل أزمة اقتصادية يعاني منها لبنان منذ سنوات.
و"تضامنا مع قطاع غزة"، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان قصفا يوميا متقطعا مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر؛ مما خلّف قتلى وجرحى ودمارا في الجانبين.
ومع تصاعد حدة الاشتباكات، اضطر حوالي 82 ألف لبناني إلى مغادرة منازلهم في مناطق التوتر في الجنوب، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
"#إسرائيل دمرت دكاني".. حكاية بائع #لبناني على قارعة الطريق
— Anadolu العربية (@aa_arabic) January 23, 2024
عيتا الشعب "أم العز".. بهذه العبارة المكتوبة على أحد صناديق الخضار، يرحب اللبناني عباس رحمة بزبائنه في بسطته المتواضعة على جانب الطريق في منطقة البرج الشمالي غرب مدينة صور الساحلية ، ليكسب رزقه
https://t.co/ith4bVIeeF pic.twitter.com/7mN8S8w1xS
ظروف قاسية
قصة أبو أحمد، كما رواها للأناضول، تبدأ عندما قرر أن يترك بلدته التي تتعرض لقصف إسرائيلي أدى إلى تدمير دكانه التجاري، وذلك بحثا عن الأمان له ولعائلته.
قرر أن يتحدى الظروف ويواصل حياته، ففتح بسطة على جانب الطريق العام لتأمين مصاريف عائلته في ظل ظروف قاسية يمرون بها.
وقال أبو أحمد: "بلدتي من أشهر البلدات في الجنوب، وخاصة أنها قدمت شهداء خلال موجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان على مر السنوات، دفاعا عن الوطن".
"عيتا أم العز.. أم الشهداء، لديّ في عيتا الشعب مؤسستان تجاريتان "سوبّر ماركت".. واحد دُمر جراء القصف الاسرائيلي، وتقدّر الخسائر بآلاف دولارات"، كما تابع.
وشدد على أنه ليس حزينا على تدمير إسرائيل أحد المحلين التجاريين، مضيفا أن "ما ذهب رخيص مقابل مَن يقدم الدماء لأجل الوطن".
المال نفد
أبو أحمد قال: "نزحت وعائلتي منذ اليوم التالي للحرب على غزة، أي منذ 3 أشهر مهّجر من بلدتي.. تركت أملاكي ورزقي وأتينا إلى هنا في منطقة برج الشمالي في صور".
وأردف: "لم نكن نعلم أن الحرب ستطول إلى هذا الحد.. المال الذي كان لدينا يكفينا لمدة شهرين فقط ونفذ؛ لأننا لم نكن مجهزين لأن تطول الحرب لهذه الفترة".
ولأنهم "لا يملكون خيارا آخر"، مضى قائلا: "أخذنا القرار مع عائلتي ببيع الخضار والفواكه على جانب الطريق قرب مكان نزوحنا".
وأضاف: "ليس لدي القدرة على إيجار دكان، ولكن الحمدالله كان إقبال الزبائن (جيدا) على بسطتي كوني من النازحين من المناطق الحدودية التي ما زالت تشهد مواجهات عنيفة يوميا".
سنعود منتصرين
وعن احتياجات العائلة، قال أبو أحمد :"أعيل 3 عائلات، لدي ولدين متزوجين وبنت أيضا متزوجة وشاب عاذب ما زال يعيش معنا في المنزل، ونحتاج ما لا يقل عن 50 دولار كمصروف يومي".
وأكد أنه "لا يستطيع العيش بكرامة إذا لم يُقدم على خطوة العمل"، لاسيما "في ظل عدم وجود اهتمام كافٍ أو مساعدة للنازحين".
وتابع: "أحتاج إلى خمس أدوية يوميا، لهذا السبب اضطررت للبيع على جانب الطريق".
وبثقة وتحدٍ، قال أبو أحمد: "عملي الأساسي ليس هنا (على الطريق) إنما كان في بلدتي في أملاكي ومحلاتي (...) وسنعود إلى أرضنا منتصرين لنؤسس (تجارتنا) من جديد".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.