إعلام إسرائيل يكشف تلفيق جيشها رواية وجود نفق بمحور فيلادلفيا
كان من المفترض أن تنسحب تل أبيب من محور فيلادلفيا بموجب مراحل اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير 2025

Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
- هيئة البث العبرية قالت إن الادعاء الذي روجه الجيش في أغسطس 2024 كان للمبالغة بأهمية محور "فيلادلفيا" ولتأخير صفقة الأسرى
- وزير الدفاع المُقال يوآف غالانت: لم يكن هناك نفق بل قناة بعمق متر واحد جرى تغطيتها بالتراب وتسويقها للجمهور على أنها نفق
كشف تحقيق أجرته هيئة البث العبرية، تلفيق الجيش الإسرائيلي رواية العثور على نفق عميق في "محور فيلادلفيا" على الحدود بين قطاع غزة ومصر في أغسطس/ آب 2024.
وقالت الهيئة (رسمية) في تحقيق نشرته، الثلاثاء، إن الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي في أغسطس وادعى أنها لنفق في محور فيلادلفيا "غير صحيحة"، مؤكدة أنه "لم يكن نفقا وإنما قناة مغطاة بالتراب".
وأضافت: "لم يكن هناك نفق أبدا، بل قناة مغطاة بالتراب"، مبينة أن الهدف من هذه الكذبة "المبالغة بأهمية محور فيلادلفيا وتأخير صفقة الرهائن"، على حد قولها.
ومطلع أغسطس 2024 نشر الجيش الإسرائيلي صورة لسيارة عسكرية تخرج من حفرة، ليعلن آنذاك "اكتشافه نفقا ضخما بارتفاع 3 أمتار، يمكن للسيارات أن تمر من خلاله".
وفي السياق، نقلت هيئة البث عن وزير الدفاع المقال يوآف غالانت تأكيده كذب الجيش بهذه المسألة، قائلا: "لم يكن نفقا، وإنما محاولة لمنع اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأعلن غالانت (المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بغزة) في التحقيق أن ما عُثر عليه في محور فيلادلفيا آنذاك قناة بعمق متر واحد فقط، جرى تغطيتها بالتراب وتسويقها للجمهور على أنها نفق أعمق من أجل منع التوصل لصفقة مع حركة "حماس".
وانتشرت صورة النفق المزعوم في ذروة الجدل داخل إسرائيل حول أهمية الاستيلاء على محور فيلادلفيا وعدم التوصل لصفقة تعيد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة.
وتشترط "حماس" وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من كافة أنحاء قطاع غزة من أجل التوصل لأي اتفاق بشأن الأسرى الإسرائيليين.
بدورها، استغلت إسرائيل هذه الصورة للنفق الملفق للترويج لموقفها وتبرير عدم انسحابها من محور فيلادلفيا في إطار أي اتفاق، بحسب الهيئة العبرية.
وحتى الساعة 10:45 (ت.غ) من صباح الثلاثاء لم يعلق الجيش الإسرائيلي على تحقيق هيئة البث العبرية.
وفي مايو/ أيار 2024 احتلت إسرائيل محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح البري بين غزة ومصر، وهو ما ترفضه الفصائل والسلطة الفلسطينية والقاهرة.
ووفقا لتقارير إعلامية عبرية، يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببقاء الجيش في محور "فيلادلفيا" بذريعة أنه يمثل "أنبوب أكسجين لحركة حماس"، ومدعيا أن الحركة "توظفه لتهريب الأسلحة"، متحديا الموقف الإقليمي وفي مقدمته مصر وحركة "حماس".
ويعتبر "فيلادلفيا" أحد أبرز نقاط الخلاف الراهنة بين تل أبيب وحركة "حماس" التي تصر على انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة.
وبشكل متكرر تنفي كل من مصر وحركة "حماس" وجود أي أنفاق بمنطقة محور فيلادلفيا.
وكان من المفترض أن تنسحب تل أبيب من محور فيلادلفيا بموجب مراحل اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بين "حماس" إسرائيل بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية، وتنصلت منه تل أبيب.
لكن مطلع مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، وتنصل نتنياهو - المطلوب للعدالة الدولية- من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 من الشهر ذاته، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وضرب نتنياهو بتنصله أي مراحل كانت مقررة وفق اتفاق وقف إطلاق النار، بينها الانسحاب من كافة أنحاء قطاع غزة كشريطة للإفراج عن كافة الأسرى الإسرائيليين.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.