اجتياح إسرائيلي دام 30 ساعة.. مخيم الفارعة عاش حربا حقيقية (تقرير إخباري)
- الجيش الإسرائيلي اقتحم مخيم الفارعة وقتل 4 فلسطينيين، فيما يواصل في طولكرم وجنين أوسع عملية منذ 22 عاما
Ramallah
طوباس/ قيس أبو سمرة / الأناضول
- الجيش الإسرائيلي اقتحم مخيم الفارعة وقتل 4 فلسطينيين، فيما يواصل في طولكرم وجنين أوسع عملية منذ 22 عاما- أبو رضوان قائد "كتيبة الفارعة": 30 ساعة من الحرب والدمار والفشل الإسرائيلي، الاحتلال لم يكسر إرادتنا
- رئيس مركز خدمات المخيم عاصم منصور: 90 بالمئة من منازل المخيم تم اقتحامها وتكسير الأثاث وتفجير الأبواب
- المواطن حسن أبو داوود: فجَّروا مدخل البيت، قوات كبيرة دمرت كل شيء واعتقلت الشباب بعد ضربهم وفجَّروا مسجدا
- الطفل أحمد زياد: طوال العملية كنا نسمع أصوات رصاص وقنابل، الجيش فجر مدخل منزلنا ثم اقتحمه، ولم نستطيع النوم
- الستيني علاء العبوشي: نحن باقون رغم كل هذة الوحشية والدمار، المخيم يتعرض لهجمة بربرية لنزع الروح الوطنية
يقول فلسطينيون في مخيم الفارعة للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة إنهم عاشوا "حربا حقيقية" لمدة 30 ساعة، أثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيمهم قبل أن ينسحب صباح اليوم الخميس.
وفجر الأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي تحت غطاء كثيف من سلاح الجو عملية في محافظتي طولكرم وجنين (شمال) ومخيم الفارعة قرب طوباس (شمال)، قبل أن ينسحب من المخيم.
وقتل الجيش الإسرائيلي 17 فلسطينيا وأصاب عشرات واعتقل 45 ويواصل اقتحامه طولكرم وجنين، في عملية "الأوسع" منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.
في مخيم الفارعة، انسحب الجيش بعد اقتحام استمر 30 ساعة، بمشاركة قوات وآليات كثيرة، ضمن عملية تسميها تل أبيب "المخيمات الصيفية".
مراسل الأناضول دخل المخيم والتقى فلسطينيين يكسو الحزن وجوهم، وأطفالا قالوا إنهم عاشوا "حربا حقيقية" وساعات من الرعب؛ جراء أصوات الانفجارات والرصاص الحي.
وتتبادل سيدات أطراف الحديث، وتقول إحداهن للأخرى: "طوال الوقت يدي على قلبي (كناية عن القلق) خشية اعتقال أبنائي".
عودة المقاتلين
ورصد مراسل الأناضول انتشار مقاتلين فلسطينيين من "كتيبة الفارعة"، وهي تضم مقاتلين من "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وأطلق مقاتلون النار في الهواء للتعبير عن غضبهم وتوعدهم بالثأر، مع بدء تشييع جثامين أربعة فلسطينيين في المخيم قُتلوا جراء قصف شنته طائرة مسيّرة فجر الأربعاء.
وقال أبو رضوان، مؤسس وقائد "كتيبة الفارعة" لمراسل الأناضول: "ما زلنا على الأرض نقاتل، ولم يتمكن الاحتلال من كسر إرادتنا".
وبينما يحمل بندقية آلية من نوع "M16"، أردف أبو رضوان: "30 ساعة من الحرب والدمار وفشل الاحتلال".
واستدرك: "لكنه (الجيش) دمر منازل وفجّرها وخلف دمارا في البنية التحتية، هذه هي إنجازاته، نحن ندافع عن أرضنا وهذا حقنا".
اقتحامات واعتقالات
"ما حدث كان صعبا للغاية"، هكذا بدأ رئيس مركز خدمات مخيم الفارعة عاصم منصور حديثه للأناضول عن الاجتياح الواسع.
وأضاف أن "هذا الاجتياح سبقه عدة عمليات عسكرية، ولكن هذا هو الأصعب، تدمير وتكسير وقوات كبيرة في كل مكان".
وأفاد منصور بأن "نحو 90 بالمئة من منازل المخيم تم اقتحامها وتكسير الأثاث بعد خلع وتدمير الأبواب الرئيسية بمتفجرات".
وتابع أن "الجيش اعتقل عددا كبيرا من سكان المخيم وحولهم للتحقيق الميداني.. اعتقل عددا غير معروف وأفرج عن الباقي".
منصور أكد أن "ما جرى جريمة بمعنى الكلمة.. دمار في البنية التحتية، تم تفجير أجزاء من مسجد أبو بكر الصديق".
مشاهد من الدمار
قرب مسجد أبو بكر الصديق يوجد منزل المواطن حسن أبو داوود.
وبينما يتفقد الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في منزله، قال أبو داوود للأناضول: "تم تفجير مدخل البيت اقتحمته قوات كبيرة ودمرت كل شيء، اعتقلوا الشباب بعد ضربهم بصورة همجية".
وأردف: "سمعنا أصوات انفجارات كبيرة، وبعد ذهاب الجيش كان التفجير في المسجد.. النيران التهمت الطابق الأرضي، حاولنا إخمادها لكن المياه مقطوعة".
أما الطفل أحمد زياد (14 عاما) فتحدث عن "ساعات من الرعب"، بقوله: "طوال العملية كنا نسمع أصوات من الرصاص والقنابل".
وزاد: تم تفجير مدخل منزلنا ثم اقتحمه الجيش.. ولم نستطيع النوم خوفا".
ورغم الدمار الكبير والاعتقال، قال الستيني علاء العبوشي: "نحن هنا باقون، رغم كل هذا الفعل الوحشي والدمار".
وأكد أن "المخيم يتعرض لهجمة بربرية في محاولة لنزع الروح الوطنية للسكان ودفعهم للتهجير وجعل المخيم بيئة طاردة للعيش، لكننا لن نرحل".
وهو يشير إلى الدمار، مضى قائلا: "هنا كانت أكشاك يعتاش منها شبان تم تدميرها، المسجد تم تفجيره".
وأضاف الرجل مستنكرا: "هل هذه (الأشياء المدمرة) كانت تحمل سلاحا وتقاوم؟!".
وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس، فقتل أكثر من 665 فلسطينيا، بينهم 150 طفلا، وأصاب ما يزيد عن 5 آلاف و400، واعتقل أكثر من 10 آلاف، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حربا على غزة، أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوا الأزمات الإنسانية في العالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.