التركمان.. مكون لبناني لم يسلم من الحرب الإسرائيلية (تقرير)
أفراد أسرة غورلي بقرية دوريس بقضاء بعلبك للأناضول: الحرب أطلت علينا مجددا بعد غياب لعشرات السنين من الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990
Baalbek
بعلبك/ الأناضول
أفراد أسرة غورلي بقرية دوريس بقضاء بعلبك للأناضول:- الحرب أطلت علينا مجددا بعد غياب لعشرات السنين من الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990
- سكان القرية يشعرون بقلق دائم وخوف كبير جراء العدوان الإسرائيلي ومنطقتنا تتعرض لغارات إسرائيلية دائمة
- الأوضاع خطيرة جدا وبعض التركمان يرغبون بالمغادرة إلى تركيا التي رحبت بهم
طال العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، مختلف مكونات الشعب اللبناني الثري بطوائفه، وخاصة التركمان الذين تعرضوا لقصف إسرائيلي متكرر في منطقة بعلبك شرقي البلاد.
وتعد منطقة بعلبك واحدة من أكثر المناطق التي تعرضت لهجمات إسرائيلية منذ سبتمبر الماضي، حيث كانت العديد من النقاط بقرية "دوريس" التركمانية وما حولها، هدفا للغارات الإسرائيلية.
وتقول إحدى السرديات إن جذور التركمان تعود إلى قبائل الأوغوز القادمين من منطقة تركستان جنوب كازاخستان منذ نحو ألف عام، ويعتقد بعض التركمان أنهم جاؤوا إلى المنطقة في عهد السلطان سليم الأول (ياووز سليم) عام 1515، بحسب عالم التركيات ياووز كارتاللي أوغلو، في تصريح سابق للأناضول.
** الحرب تطل مجدد
ولتسليط الضوء أكثر على الدمار في المنطقة وما عاشه سكان قرية دوريس من هول الغارات الإسرائيلية، التقى فريق الأناضول عددا من أفراد أسرة غورلي في القرية.
أحمد غورلي البالغ 88 عاما والأكبر سنا في القرية، قال للأناضول إنه أمضى شبابه متنقلا بين لبنان وسوريا لرعي ماشيته، حيث كان يقضي الخريف في لبنان والشتاء في سوريا.
وأوضح غورلي أنه سبق وأن شاهد تبعات الحروب في المنطقة ومدى المآسي الناتجة عنها والتي لا تندمل بسهولة، خاصة في فترة الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990.
ولفت إلى أن الحرب أطلت عليه مجددا بعد غياب عشرات السنين، قائلا: "تعلمنا ما تعني كلمة حرب".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و672 قتيلا و12 ألفا و468 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن نحو مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الأحد.
** غارات مستمرة
رئيس جمعية الثقافية اللبنانية التركية كمال مقصود، قال للأناضول إن عدد التركمان في لبنان يترواح بين 20 و25 ألفا، دون وجود إحصاء رسمي يؤكد ذلك.
وأوضح أن معظم تركمان لبنان يقطنون في المناطق الشمالية للبلاد، وخاصة بالمناطق التابعة لمدينتي طرابلس الشام وعكار.
وأشار إلى أن بلدتي الكواشرة وعيدمون تأتيان في مقدمة البلدات والقرى التركمانية الأكثر كثافة بالتركمان شمال لبنان، كما يتجمع التركمان ضمن 5 مناطق مأهولة بوسط وشمال وادي البقاع شرقي البلاد.
وقال رئيس الجمعية إن المناطق الشمالية للبنان تعتبر "أكثر أمنا نسبيا من المناطق الجنوبية والشرقية"، مؤكدا تعرض مناطق التركمان بوادي البقاع لغارات إسرائيلية بشكل دائم.
وأضاف: "قرية دوريس تعد من بين القرى التركمانية الأكثر تعرضا للقصف الإسرائيلي، وسط اضطرار بعض سكان القرية إلى مغادرة منازلهم إلى مناطق أكثر أمنا نسبيا".
** دعم تركي
رئيس الجمعية أكد أن تركيا تواصل دعم أبناء جلدتها من تركمان لبنان، مشيرا إلى زيارة أجراها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مناطق التركمان شمالي لبنان عام 2010 عندما كان حينها رئيسا للوزراء.
وأثنى مقصود على وقوف تركيا إلى جانب كافة المظلومين والمضطهدين حول العالم، معربا عن امتنانه لوقوف تركيا إلى جانب الشعب اللبناني في ظل العدوان الإسرائيلي.
أحمد غورلي، أرسل عبر الأناضول شكره إلى الرئيس أردوغان، على مشاعره الصادقة تجاه الشعب اللبناني عامة وتجاه أبناء جلدته التركمان خاصة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأضاف: "سمعت أن الرئيس أردوغان قال إن أبواب تركيا مفتوحة أمامنا".
وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قال الرئيس أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، بمدينة إسطنبول: "مستعدون لاستقبال أبناء جلدتنا التركمان من لبنان، وأخبرتهم بأن أبوابنا مفتوحة أمامهم".
** قلق دائم
من جانبها قالت سعدة غورلي، إن سكان قرية دوريس يشعرون بقلق دائم وخوف كبير جراء العدوان الإسرائيلي على بلادها.
وأكدت أن منطقتها تتعرض لاعتداءات وغارات دائمة تشنها المقاتلات الإسرائيلية.
كما قال علي غورلي رئيس جمعية تركمان البقاع، إن الأوضاع "خطيرة جدا" في منطقة بعلبك، موضحا أن التركمان يعيشون في قراهم إلى جانب الطائفة الشيعية بالمنطقة.
وشدد على أن "العدوان الإسرائيلي لا يميز في غاراته بين سكان المنطقة، مضيفا أن "قسما من التركمان يرغبون بالمغادرة إلى تركيا بعد دعوة الرئيس أردوغان".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.