Jordan
عمان/ ليث الجنيدي / الأناضول
حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من حرب إقليمية في حال توسعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدا وقوف بلاده بكل إمكاناتنا وجهودها لوقف الحرب "المستعرة" على القطاع.
حديث الصفدي جاء خلال جلسة طارئة لمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، مساء الأربعاء، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
وقال الوزير الأردني: "نقف بكل إمكاناتنا وجهودنا لوقف هذه الحرب المستعرة على أهلنا في غزة، ونتحدث مع العالم كله بأن ما يجري لا يمكن السكوت عنه".
وأضاف: "هناك قضايا رئيسة يجب أن يسمع العالم كله موقفنا منها، وأسمعنا هذا الموقف في الجهود التي قادها ويقودها الملك عبدالله الثاني، بأنه لا مبرر لهذه الحرب".
واستدرك: "هذه جريمة حرب وفق القانون الدولي، ووفق القانون الدولي الإنساني، ووفق اتفاقيات جنيف وكل ملحقاتها وهي عقوبة جماعية يرفضها القانون الدولي ونرفضها ونتصدى لها".
وبين الصفدي أن "تهجير الفلسطينيين من وطنهم أو أي محاولة للقيام بذلك هي خط أحمر بالنسبة للأردن"، مشدداً بالقول: "سنتصدى للتهجير بكل إمكاناتنا وهو يشكل خرقا للقانون الدولي".
وأردف: "هذه الحرب لن تجلب إلا الدمار ولن تجلب إلا الكارثة، ولا شيء يبرر قتل الآلاف من الفلسطينيين".
وتابع: "أسمعنا العالم كله حتى يعرف حجم الكارثة حيث أن عدد الذين ارتقوا وعدد الضحايا المدنيين في هذه الحرب على مدى أيام فاق عدد الضحايا على مدى 50 يوما من الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في العام 2014".
وأوضح أن هذه الحرب "أثبتت مرة أخرى أنه لا يمكن لأحد أن يتجاوز القضية الفلسطينية ولا يمكن القفز فوقها فهي أساس الصراع، وإن لم تحل هذه القضية على الأساس الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فنحن سنبقى أمام احتمالات تفجر العنف وتفجر الصراع يوماً بعد يوم".
وزاد الصفدي: "الفلسطينيون ليسوا أقل إنسانية من الإسرائيليين (..) فهذه الازدواجية في المعايير لا يمكن أن نقبل بها، لا يمكن أن نسكت عنها".
وقال: "هذا الدعم لهذه الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة إذا لم يكن هنالك موقف دولي واضح في رفضها وإدانتها والعمل على وقفها فإن الانطباع الذي يسود وينمو يوما بعد يوم عند شعوبنا أن هذه الحرب هي حرب بين العرب والمسلمين والمسيحيين وبين الغرب".
وأضاف الصفدي: "نحن أمام الأصعب وكل المؤشرات تبين أن الحرب ذاهبة إلى ما هو أسوأ مما نشهده الآن، على كارثة وعلى بشاعة، ويجري الآن الحديث عن هجوم بري وإذا حدث هذا الهجوم فالكارثة ستكبر".
وحذر الصفدي من احتمالات توسع الحرب، قائلا: "إذا انتشرت الحرب وتوسعت على جبهات أخرى فنحن كلنا أمام مواجهة حرب إقليمية وهذا شيء لن يستطيع أحد أن يحول دونه".
ويواصل الأردن القيام بحشد موقف دولي يوقف الحرب على غزة، فيما تشهد شوارع المملكة بشكل شبه يومي وقفات شعبية تعبر عن تضامنها مع القطاع وتندد بالهجمات الإسرائيلية عليه.
وفي وقت لاحق الخميس، يعقد الوزير الأردني بالعاصمة عمان مباحثات مع نظرته الألمانية أنالينا بيربوك، يقبها مؤتمراً صحفيا مشتركاً.
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري شن غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وفي 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".