الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, القدس

السماح بصلاة اليهود بالأقصى.. بن غفير يؤكد ونتنياهو ينفي (تقرير إخباري)

- وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير: أنا المستوى السياسي (الحكومة) والمستوى السياسي يسمح بصلاة اليهود بجبل الهيكل (الأقصى) - مكتب نتنياهو مدعيا عدم صحة تصريحات بن غفير: سياسة إسرائيل للحفاظ على الوضع القائم بالحرم القدسي لم ولن تتغير

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 24.07.2024 - محدث : 24.07.2024
السماح بصلاة اليهود بالأقصى.. بن غفير يؤكد ونتنياهو ينفي (تقرير إخباري)

Quds

القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

- وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير: أنا المستوى السياسي (الحكومة) والمستوى السياسي يسمح بصلاة اليهود بجبل الهيكل (الأقصى)
- مكتب نتنياهو مدعيا عدم صحة تصريحات بن غفير: سياسة إسرائيل للحفاظ على الوضع القائم بالحرم القدسي لم ولن تتغير
- وزير الدفاع: يجلس في الحكومة رجل ناري (بن غفير) يحاول إشعال النار في الشرق الأوسط
- وزير الداخلية من حزب "شاس" الديني: كبار الحاخامات يجرمون دخول جبل الهيكل.. ويجب عدم الصمت على تصريحات بن غفير
- بيني غانتس: يجب سحب جميع الصلاحيات المتعلقة بالقضايا الأمنية الحساسة من بن غفير

انتقد وزراء وبرلمانيون وسياسيون في إسرائيل، الأربعاء، إعلان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير سماحه لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، ودعوا إلى إقالته فورا، فيما نفى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صحة تصريحات بن غفير.

وتدعي حكومة نتنياهو أنها تلتزم بـ"الوضع القائم" في الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، أي السماح للمسلمين بالصلاة فيه، ولغير المسلمين بزيارته فقط.

وخلال مؤتمر بالكنيست الأربعاء، قال بن غفير: "أنا المستوى السياسي (الحكومة)، والمستوى السياسي يسمح بصلاة اليهود في جبل الهيكل (الأقصى)"، وفق هيئة البث العبرية (رسمية).

وبن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، هو المسؤول عن الشرطة التي يقع على عاتقها منع اليهود من أداء طقوس تلمودية خلال اقتحاماتهم الأقصى.

ومنذ عام 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية من جانب واحد للمستوطنين باقتحام الأقصى، رغم رفض متكرر من دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.

وقال بن غفير في المؤتمر: "كنت في جبل الهيكل (الأقصى) الأسبوع الماضي، وصليت هناك. ونحن نصلي هناك".

ومنذ توليه منصبه في ديسمبر/ كانون الأول 2022، اقتحم بن غفير الأقصى مرارا، رغم انتقادات إسلامية وعربية ودولية.

وادعى بن غفير أن "اليهود لا يزالون يتعرضون للتمييز في جبل الهيكل. تشاجرت مع رئيس الوزراء (نتنياهو) عندما أغلقوه (الأقصى) في نهاية رمضان (الماضي أمام اليهود). لا ينبغي إغلاقه ولو دقيقة واحدة".

وزعم "أنه (الأقصى) لنا، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الأمر في عهدي، ولن يتم التمييز ضد اليهود المصلين في جبل الهيكل".

** إحراج لنتنياهو

تصريحات بن غفير، حسب هيئة البث الرسمية، تمثل إحراجا لنتنياهو، الذي يزور العاصمة الأمريكية واشنطن منذ الاثنين، للمرة الأولى منذ تشكيل حكومته أواخر 2022.

وقالت الهيئة إنه على خلفية تصريحات بن غفير، أرجأ نتنياهو صباح الأربعاء عقد "منتدى التشاور والتحديث" لإدارة الحرب على غزة بمشاركة بن غفير.

ونقلت عن مسؤول في الحكومة لم تسمه قوله: "تقرر تأجيل انعقاد المنتدى (عبر الهاتف) حتى لا يسبب إحراجا (لنتنياهو) خلال زيارة واشنطن".

ومدعيا عدم صحة تصريحات بن غفير، قال مكتب نتنياهو، عبر بيان، إن "سياسة إسرائيل المتمثلة في الحفاظ على الوضع الراهن في ’جبل الهيكل’ (الأقصى) لم ولن تتغير".

** إشعال الشرق الأوسط

"يجلس في الحكومة رجل يحاول إشعال النار في الشرق الأوسط".. هكذا بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإعراب عن رفضه لتصريحات بن غفير.

وأضاف غالانت، عبر منصة إكس: "أعارض أي مفاوضات لضمه (بن غفير) إلى مجلس الحرب، فهذا سيسمح له بتحقيق خططه".

ومساء الثلاثاء، ذكرت هيئة البث أن نتنياهو يخطط لتشكيل مجلس جديد لإدارة الحرب، بمشاركة بن غفير.

لكن مكتب نتنياهو قال، عبر بيان، إن "الأمر يتعلق بإمكانية إنشاء منتدى للتشاور والاطلاع على المستجدات، ولن يحل محل الهيئات القائمة ولن ينتزع صلاحياتها".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حربا مدمرة على قطاع غزة، وتصعد اعتداءاتها على الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

و"تضامنا مع غزة"، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريج معظمهم بالجانب اللبناني.

** "معصية كبرى"

داعيا إلى تقييد صلاحيات بن غفير، قال زعيم حزب "الوحدة الوطنية" المعارض بيني غانتس، في بيان: "مثلما لم يمتلك بن غفير القرار بشأن دخول الحرم القدسي في شهر رمضان، فيجب ألا يمتلك القرار حيال هذه القضية اليوم".

وأضاف غانتس، الوزير المستقيل من مجلس الحرب: "بدلا من إجراء مناقشات بشأن إدراجه (بن غفير) في منتدى صنع القرار الأمني، يجب تجريده من أي سلطة لاتخاذ القرار في القضايا الأمنية الحساسة".

فيما ذكّر وزير الداخلية من حزب "شاس" الديني موشيه آربيل، في كلمة أمام الكنيست، بأن "كبار الحاخامات والمجلس الحاخامي الرئيسي في إسرائيل أصدروا فتوى تحذر بكل شدة من دخول جبل الهيكل".

وتابع أن دخول باحة "جبل الهيكل" (الأقصى) يعتبر معصية كبرى؛ ولذا أطالب بعدم الصمت على مثل هذه التصريحات (لبن غفير)، وأعرب عن احتجاجي".

ووفق هذا الحظر لعام 1967، "يُمنع دخول اليهود إلى جبل الهيكل؛ لأنه يخالف قانون الطهارة؛ فطالما لم يُحدد موقع الهيكل الثاني بدقة، فمن الممكن أن يخطو أي يهودي يدخل المنطقة دون قصد فوق قدس الأقداس"، وهذا محرم حسب الشريعة اليهودية.

ويقول حاخامات إنه "لا يجوز الصعود إلى جبل الهيكل في وضعه الحالي"، وإن على اليهود الانتظار لعودة "المسيح المنتظر"، ومَن يصعدون إنما يسعون لتحقيق مكاسب سياسية لا أكثر.

لكن في المقابل، توجد فتاوى من حاخامات تسمح وتطالب جميع اليهود باقتحام المسجد الأقصى والصلاة فيه، بزعم أنه "حق مقدس لليهود".

** وزير "الأضرار الأمني"

منتقدا بن غفير، قال نائب الكنيست من حزب "هناك مستقبل" المعارض يوآف سيغالوفيتش، "إنه وزير الإضرار بالأمن الوطني".

وأردف سيغالوفيتش، عبر إكس: "على رئيس الوزراء أن يقيله قبل كلمته مباشرة (أمام الكونغرس الأمريكي مساء الأربعاء)، وإلا فهو شريك له".

أما النائب العربي بالكنيست يوسف العطاونة فقال، في بيان: "الوزير الفاشل والعنصري بن غفير مصرٌ على إشعال المنطقة كلها بمحاولته تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك".

وأكد أن "محاولة بن غفير وسعيه لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى هو اعتداء سافرٌ على حقوق المسلمين التاريخية والدينية في المسجد الأقصى".

وشدد على أن هذه المحاولات لتغيير الوضع القائم تمس بمكانٍ هو من أقدس الأماكن لأمةٍ كاملة، مما يزيد الأوضاع خطورة وتصعيداً على مستوى المنطقة كلها".

العطاونة حذر من "عواقب هذا التغيير، الذي سيزيد الأوضاع تعقيدا في البلاد، وسيضر بأي جهد لوقف الحرب القائمة، بل سيشعل كل المنطقة".

وأسفرت حرب إسرائيل على غزة عن أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

ودعا العطاونة إلى "لجم بن غفير الذي يسعى لإشعال المنطقة وزيادة الأوضاع صعوبة وتعقيدا".

وردا على موجة الانتقادات الراهنة، قال بن غفير، عبر إكس: "هذه الأشياء أقولها منذ عام ونصف، في كل مرة أتحدث فيها عن ’جبل الهيكل’ (الأقصى)، فما الذي ذكركم بها الآن؟".

وزاد: "في ولايتي (وزيرا للأمن القومي) لن يكون هناك أي تمييز عنصري ضد اليهود الذين لا يسمح لهم بالصلاة في أقدس مكان للشعب اليهودي"، على حد زعمه.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف إجراءاتها لتهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

وهم يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.