دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

الطفلة تالا: الاحتلال يريد تهجيرنا من رفح ولا أعلم أين نذهب (مقابلة)

"الطائرات الإسرائيلية ألقت منشورات تطالبنا بإخلاء منازلنا في رفح، ولا نعلم أين علينا الذهاب، وماذا علينا أن نفعل"، بهذه الكلمات بدأت الطفلة الفلسطينية تالا شعت، حديثها بصوت خائف ومكسور.

Hosni Nedim  | 13.05.2024 - محدث : 14.05.2024
الطفلة تالا: الاحتلال يريد تهجيرنا من رفح ولا أعلم أين نذهب (مقابلة) الطفلة تالا: الاحتلال يريد تهجيرنا من رفح ولا أعلم أين نذهب

Gazze

غزة/ حسني نديم / الأناضول

** الطفلة الفلسطينية تالا شعت تقول في مقابلة مع الأناضول:
- الطائرات الإسرائيلية ألقت منشورات تطالبنا بإخلاء رفح ولا نعلم أين علينا الذهاب
- نعاني أوضاعاً نفسية صعبة، لم نتوقع أن تجتاح إسرائيل رفح لأنها آخر مدينة تأوي نازحين
- أخشى أن يدمر الجيش الإسرائيلي مدينة رفح

"الطائرات الإسرائيلية ألقت منشورات تطالبنا بإخلاء منازلنا في رفح، ولا نعلم أين علينا الذهاب، وماذا علينا أن نفعل"، بهذه الكلمات بدأت الطفلة الفلسطينية تالا شعت، حديثها بصوت خائف ومكسور.

جلست تالا البالغة 11 عامًا تحزم أمتعتها وتجمع بعضًا من ألعابها وملابسها على وجه السرعة للنزوح، هربًا من الغارات الإسرائيلية العنيفة والتوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وتواجه عائلة شعت صعوبة في النزوح من رفح إلى مكان آخر، بسبب عدم امتلاكها مركبة أو وسيلة نقل بسيطة، في وقت يشهد القطاع ندرة في المواصلات جراء عدم توفر الوقود بشكل كاف.

وتقول الطفلة إن عليهم حمل أمتعتهم والنزوح مشيا على الأقدام إلى المناطق الغربية من مدينة خانيونس، لكنها تستدرك: "لكن لا نعلم أين سنذهب هناك فلا أحد يستقبلنا ولا نملك حتى خيمة".

ورغم التحذيرات الدولية المتصاعدة تجاه توسيع العمليات العسكرية في رفح، أمر الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، بتهجير سكان أحياء في قلب المدينة بشكل فوري، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت الاثنين شرق المدينة.

ويدفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع نازحي رفح بمنطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالا مروراً بمحافظة خان يونس جنوبا وحتى بدايات رفح أقصى جنوب القطاع.

وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.

مدن أشباح

تقول تالا بصوت حزين لمراسل الأناضول: "لم نكن نعلم ماذا نفعل؟ لكن رغم كل شيء أخذت معي قليلًا من ألعابي، ولم أنسَ شنطة المدرسة، وبعض كتب ودفاتر الدراسة، أرغب في الحفاظ على قليل من الحياة الطبيعية التي كنت أعيشها".

وتضيف: "نعاني أوضاعاً نفسية صعبة، لم نتوقع أن يجتاح الجيش الإسرائيلي رفح لأنها آخر مدينة يلجأ إليها النازحون للعلاج والتجارة والبحث عن الأمان، فباقي المناطق أصبحت مدن أشباح ولم يعد هناك منطقة في غزة آمنة".

ولم تتقبل الطفلة الحزينة فكرة النزوح، لكنها تحاول التخفيف من وقع الصدمة عليها وعلى أفراد عائلتها بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقتنيات أساسية.

وتخشى من تدمير الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح، على غرار ما فعله في مختلف مدن قطاع غزة التي توغل فيها برياً.

وتضيف: "أتعبتنا الحرب كثيرًا، فالجيش الإسرائيلي طالب أهل غزة بالنزوح إلى خانيونس بذريعة أنها منطقة آمنة، ثم طالبهم وأهل خانيونس بالنزوح إلى رفح مدعيًا أنها منطقة آمنة، والآن يطالبهم جميعاً وأهل رفح بالنزوح إلى خانيونس قائلا إنها منطقة إنسانية وآمنة".

وبينما تحاول أن تتكيف مع فكرة النزوح والعيش في خيمة، تعبر تالا عن أمنياتها البسيطة وأحلامها المحطمة.

وتردف قائلةً: "أريد أن أعيش حياة طبيعية مثل أي طفل في العالم، أتمنى أن تعود حياتي كما كانت قبل الحرب. كنا نعيش بسعادة مع عائلتي ونذهب إلى المدرسة. الآن، المدرسة تدمرت وصديقاتي استشهدن، الحياة أصبحت صعبة جدًا".

وتتمسك تالا بالأمل في عودة حياتها إلى طبيعتها وفي إنهاء الحرب الإسرائيلية التي تعصف بقطاع غزة.

وفي وقت سابق من الاثنين قدّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، نزوح 360 ألف فلسطيني من رفح بعد العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على المدينة، متجاهلة كل التحذيرات الدولية.

وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول حربا مدمرة على قطاع غزة، تسببت بسقوط مئات الآلاف من الضحايا غالبيتهم من الأطفال والنساء، وخلفت دمارًا وخراباً واسعين وكوارث صحية وبيئية وأزمات إنسانية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın