بيت لحم.. أعياد الميلاد بلا زينة واحتفالات تضامنا مع غزة (تقرير)
تعيش مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة أجواء حزن، مع حلول أعياد الميلاد، حيث امتنع المسيحيون عن الاحتفال ومظاهر الفرح، مع الاقتصار على الطقوس الدينية، تضامنا مع قطاع غزة

Ramallah
رام الله / عوض الرجوب / الأناضول
- الأب عيسى ثلجية كاهن رعية الروم الأرثوذوكس بالمدينة: أجواء بيت لحم حزينة.. لا زينة ولا أعياد ولا شجرة ميلاد ولا موسيقى أو أي مظهر يدل على البهجة والعيد- الشابة ميرنا الأطرش: القلوب حزينة ومنكسرة لما يحدث في غزة من قتل وجرحى ونزوح.. ومن قلب مدينة الميلاد، نرسل رسالة محبة وسلام رغم الألم والدمار والحرب
تعيش مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة أجواء حزن، مع حلول أعياد الميلاد، حيث امتنع المسيحيون عن الاحتفال ومظاهر الفرح، مع الاقتصار على الطقوس الدينية، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من شهرين.
وتبلغ احتفالات الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي ذروتها بقداس منتصف ليل الأحد/ الاثنين (25/24 ديسمبر/ كانون الأول) في كنيسة المهد، فيما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في 7 يناير/ كانون الثاني.
وبهذه المناسبة، تقام الصلوات في كنيسة المهد، التي يعتقد المسيحيون أنها بُنيت فوق المغارة التي ولد فيها النبي عيسى عليه السلام، فيما افتتح في ساحة الكنيسة عمل فني باسم "الميلاد تحت الأنقاض".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت الكنائس في القدس إلغاء الاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد المجيد؛ بسبب حرب إسرائيل على غزة، فيما أعلنت كنائس ومؤسسات بيت لحم، السبت، اقتصار الأعياد على الطقوس الدينية.
وقادما من القدس المحتلة، وصل إلى بيت لحم ظهر الأحد البطريرك بيير باتستا بيتسابالا، بطريرك القدس لطائفة اللاتين، استعدادا لترؤس قداس عيد الميلاد منتصف الليلة.
وخلافا لسنوات سابقة، غاب الحجيج القادمون من خارج المدينة نتيجة للحرب على غزة، ومن الداخل بسبب الإجراءات والحواجز الإسرائيلية المحيطة ببيت لحم.
أجواء حزينة
الأب عيسى ثلجية، كاهن رعية الروم الأرثوذوكس في بيت لحم، قال للأناضول إن "أجواء بيت لحم حزينة، لم نرها حزينة كاليوم، لا زينة ولا أعياد ولا شجرة ميلاد ولا موسيقى ولا كشافة أو أي مظهر يدل على البهجة والعيد".
وأضاف: "من قلب مدينة الميلاد، مدينة بيت لحم وكنيسة المهد بالذات، نرسل رسالة محبة وسلام رغم الألم والدمار والحرب".
ثلجية تابع: "نحن في وضع صعب جدا، وصامدون. وفي مدينة بيت لحم نرفع أدعيتنا لربنا حتى يعطينا السلام، ويستطيع الناس العيش بحرية وسلام، وأن يستطيع أطفال بيت لحم وغزة العيش في حرية".
وأردف: "أُرسل رسالة لغزة وكل العالم، وخاصة الناس الذين يعيشون وضعا صعبا، نحن نصلي لكم من داخل كنيسة المهد، ونحن معكم قلبا وقالبا في ظل الظروف التي تعيشونها، رسالتنا لأهل الصمود أهل العِزة في غزة نحن معكم دائما وأبدا".
دم ودمار
بدورها، قالت الشابة ميرنا الأطرش للأناضول: "ليس هناك أي أجواء احتفالات بالعيد، مسيحيو بيت لحم وفلسطين قرروا عدم الاحتفال هذا العام، القلوب حزينة ومنكسرة لما يحدث في غزة من قتل يومي وجرحى ونزوح".
وتابعت: "غزة كانت في كل عام تحتفل بإضاءة شجرة الميلاد في هذا الوقت، لكن هذا العام لن يكون هناك شجرة أو احتفالات، بل رائحة الدم والدمار".
ومضت قائلة: "بيت لحم حزينة كما هي غزة، نحن شعب واحد ودم واحد، ولن نكون إلا دما واحدا وشعبا واحدا".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى ظهر الأحد 20 ألفا و424 قتيلا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في ذلك اليوم هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.