
Gazze
خانيونس/ جمعة يونس/ الأناضول
- الطفل حسن النجيدي للأناضول: فرحت جدا عندما علمت أن هناك جلسة لسرد القرآن، توجهت للمسجد منذ صلاة الفجر، رغم مشقة الصيام.- حمادة العامودي رئيس لجنة التحضير للسرد القرآني، للأناضول: هذا المظهر الجمالي والإيماني هو تحدّ يعكس قوة الإرادة الفلسطينية وقدرتها على تحويل المعاناة إلى إبداع وإيمان.
في أحد زوايا مسجد صغير مصنوع من النايلون والخشب في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يجلس الطفل حسن النجيدي (8 أعوام) بكل حماسة وإصرار، يسرد آيات القرآن الكريم بصوت يملأ المكان بروحانية تتحدى واقع الحصار والحرب.
حسن، ومعه 150 حافظا لكتاب الله بينهم من أتم الحفظ خلال أشهر الحرب، توجهوا منذ ساعات فجر الاثنين إلى المسجد لسرد القرآن الكريم على جلسة واحدة، في أكبر "حدث قرآني" منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
هذا المشهد، الذي يبدو وكأنه مأخوذ من قصة إيمانية، هو واقع يعيشه أطفال وشباب غزة باستمرار، محاولين تجاوز الواقع الصعب الذي يعيشونه كما جميع سكان القطاع.
وفي أغسطس/آب 2022، أقامت جمعية "دار القرآن الكريم والسنة" في غزة، النسخة الأولى من مشروع سرد القرآن في جلسة واحدة تحت عنوان "صفوة الحفاظ"، وشارك فيها 581 شخصا هم 332 حافظا و249 حافظة.
وانطلقت النسخة الثانية من المشروع في أغسطس/آب 2023، بمشاركة ألف و471 حافظًا وحافظة، تراوحت أعمارهم بين 8 و72 عامًا، بينهم 26 من ذوي الاحتياجات الخاصة.
شغف الحفظ
حسن، الذي يجلس وسط مجموعة من الحافظين للقرآن، لا يبدو عليه أي أثر لقسوة الحصار أو وطأة الحرب، حركات يديه تعبّر عن شغفه، وصوته يتردد في أرجاء المسجد، ليشكل لحظة من السلام وسط واقع مليء بالقلق.
ويقول بثقة للأناضول: "كنت فرحًا جداً عندما علمت أن هناك جلسة لسرد القرآن، حيث توجهت للمسجد منذ ساعات صلاة الفجر، رغم مشقة الصيام".
وحسن ذو الجسد النحيل، بدأ في حفظ القرآن الكريم وهو في الثالثة من عمره، وأتم حفظه في السادسة.
أصوات ندية
إلى جانب حسن، يتجمّع أطفال ورجال وشيوخ للمشاركة في فعالية سرد القرآن الكريم التي حملت عنوان "تحدث الخير"، في مشهد يعكس قوة الإيمان والصمود في مواجهة الدمار والمعاناة.
من بين الحاضرين، من ختم حفظ القرآن خلال 15 شهرًا من الحرب، ومنهم أسرى محررون وجرحى وأطفال فقدوا أغلب أفراد عائلاتهم.
واستقبل الفلسطينيون في غزة شهر رمضان وسط مشهد غير مسبوق من الدمار والمعاناة، بعد إبادة إسرائيلية حولت القطاع المحاصر إلى "منطقة منكوبة".
ويشهد قطاع غزة حركة خفيفة في عملية إعادة الحياة لمختلف المجالات منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
نسمات إيمانية
ويقول حمادة العامودي رئيس لجنة التحضير للسرد القرآني: "نعيش اليوم نسمات إيمانية، نرسل من خلالها رسالة للعدو بأننا لن نستكين ولن نلين. بالقرآن سنحرر أسرانا وأرضنا، ونعيد مجد هذه الأمة".
وأضاف للأناضول: "هذا الجيل الفريد، الذي نربّيه على القرآن، سيكون حاميًا للأرض والمقدسات، وسيعيد تحرير الديار والأسرى".
العامودي أكد أن هذا المظهر الجمالي والإيماني هو "تحدٍّ للخير"، يعكس قوة الإرادة الفلسطينية وقدرتها على تحويل المعاناة إلى إبداع وإيمان.
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي دمر خلال حرب الإبادة 1109 مساجد من أصل 1244، تدميرا كليا أو جزئيا.
ومطلع مارس/ آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميا والتي استغرقت 42 يوما، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
وفي 2 مارس/ آذار الجاري أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية والبضائع وتنصلت من الاتفاق، وسط تحذيرات حقوقية من دخول فلسطينيي القطاع في مجاعة حقيقية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.