دولي, الدول العربية, التقارير, لبنان, إسرائيل

حرب إسرائيل.. "بتول" مولودة تبصر النور داخل سيارة إسعاف جنوبي لبنان (تقرير)

من بين الدمار والقصف، أبصرت الطفلة "بتول حرز" النور داخل سيارة إسعاف بمدينة صيدا جنوبي لبنان حاملة الأمل لأهلها بالعودة قريبا إلى الديار بعد انتهاء الحرب

Stephanie Rady  | 24.10.2024 - محدث : 24.10.2024
حرب إسرائيل.. "بتول" مولودة تبصر النور داخل سيارة إسعاف جنوبي لبنان (تقرير)

Lebanon

بيروت/ ستيفاني راضي/ الأناضول

من بين الدمار والقصف الإسرائيلي الذي لا يهدأ، أبصرت الطفلة "بتول حرز" النور داخل سيارة إسعاف بمدينة صيدا جنوبي لبنان، حاملة الأمل لأهلها بالعودة قريبا إلى الديار بعد انتهاء الحرب​​​​​​​.

وولدت الطفلة بتول، على يد المسعفة حميدة الحسين، أثناء نقل والدتها أمينة حرز، من مركز إيواء النازحين في كلية الحقوق في صيدا نحو مستشفى قصب في المدنية، وفق مراسلة الأناضول.

وعائلة حرز، من بين أكثر من مليون و200 ألف نازح من المناطق اللبنانية التي تتعرض لاستهدافات إسرائيلية منذ أن وسّعت إسرائيل، في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، اعتداءاتها على لبنان لتشمل معظم المناطق بما فيها العاصمة بيروت.

ومن بين هؤلاء النازحين آلاف النساء الحوامل اللواتي يحتجن لرعاية خاصة.

وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه البالغ إزاء سلامة ورفاه 520 ألف سيدة وفتاة تأثرن بتصاعد حدة الصراع في لبنان، من بينهن أكثر من 11 ألف حامل بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية وخدمات أساسية أخرى.

**أمل بالعودة

وفي معرض وصفها لرحلة الولادة، قالت الأم أمينة حرز، التي كانت تنتظر مولدتها في ظروف مغايرة: "بدأت أشعر بألم الولادة عند منتصف الليل، لكني لم أدرك أن وقت الولادة قد حان، لغاية الساعة السادسة صباحا".

وتابعت أمينة، حديثها للأناضول: "أخبرت إدارة مركز الإيواء بوضعي، فاتصلوا بفوج الإنقاذ الشعبي الذي وصل بشكل سريع وتم نقلي للمستشفى".

وأضافت: "ونحن في طريقنا للمستشفى أبصرت طفلتي النور داخل سيارة الإسعاف، والمسعفة اهتمت بي وبالطفلة لحد وصولي للمستشفى".

وعن المشاعر التي انتابتها خلال ولادة طفلتها، قالت أنها "تعطي الأمل بالعودة للمنزل، لعلها تكون أملا لجميع سكان لبنان".

بينما قال والد الطفلة حسن حرز، أن "القدر شاء أن تولد ابنتي خلال أيام حرب وفي مركز إيواء".

وقال متأثرا والدموع تملأ عينيه إن مشاعر مختلطة تنتابه: الفرح بمولدته الرابعة، وشعور الحزن على وضعهم المأساوي في مركز النزوح.

وأكد الوالد أن "الطفلة كان يجب أن تولد بمكانها اللازم (في المنزل). مكانها ليس هنا في مركز الإيواء".

واستطرد: "المعنيون بمركز الإيواء والمسعفون اهتموا بنا بشكل كبير".

وتعاني مراكز النزوح في لبنان، البالغ عددها ألف و98 من اكتظاظ كبير، حيث أن 929 مركزا منها قد وصل لقدرته الاستيعابية، وفقا لأرقام لجنة الطوارئ.

وتحتضن العائلة النازحة من بلدة شقرا (جنوب) مولودتها الجديدة بحب وفرح وأمل بانتظار انتهاء الحرب والعودة إلى ديارهم.

أما المسعفة، فتحدثت والفرح يملأ قلبها كونها المرة الأولى التي يولد طفل أمامها.

وروت المسعفة حميدة الحسين، تفاصيل الولادة في سيارة الاسعاف وصولا إلى مدخل الطوارئ في مستشفى قصب، قائلة: "تلقينا اتصالا من مركز إيواء الجامعة اللبنانية كلية الحقوق، وسارعنا للمكان وكانت السيدة على مشارف الولادة، فنقلناها للمستشفى".

وأكملت المسعفة حميدة، أنه "على الطريق قمت بكل الأمور الإسعافية اللازمة للحامل، لكن الطفلة أبت إلا أن تولد داخل السيارة، وهذا ما حصل".

وأشارت إلى أنها أول مرة تهتم بطفل حديث الولادة، قائلة: "حملتها بالطريقة اللازمة، واهتممت بها حتى الوصول للمستشفى".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله" بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و574 قتيلا و12 ألفا وواحد جريح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ونحو مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لآخر البيانات الرسمية اللبنانية.

وبلغ عدد النازحين المسجلين في مراكز الإيواء المعتمدة في لبنان حتى الخميس، 191 ألفا و698 شخص، فيما بلغ عدد مراكز الإيواء 1098، تشمل مدارس رسمية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية وغيرها موزعة في مختلف المحافظات، وفق تقرير وحدة إدارة مخاطر الكوارث بالحكومة اللبنانية.

ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın