حرب غزة.. إسرائيل تعود لقصف "الشفاء" واشتباكات ضارية بالشمال والجنوب (تقرير إخباري)
عاد الجيش الإسرائيلي إلى قصف مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، الذي تحول إلى مأوى لآلاف النازحين.
Gazze
غزة/ مصطفى حبوش/ الأناضول
- عاد الجيش الإسرائيلي إلى قصف مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، الذي تحول إلى مأوى لآلاف النازحين.- تتواصل الاشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة من القطاع.
- النازحون الفلسطينيون في مجمع الشفاء الطبي يعيشون ظروفا معيشية قاسية في ظل انعدام المياه والطعام وتفشي الأمراض.
عاد الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إلى قصف مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، الذي تحول إلى مأوى لآلاف النازحين، ما أسفر عن تدمير أحد مبانيه جزئيا وسقوط عدد من القتلى والجرحى، بالوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين قوات الجيش والمقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة من القطاع.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مبنى الجراحات التخصصي في مجمع الشفاء، فيما قصفت الدبابات الإسرائيلية بوابة المستشفى وساحته بعدد من القذائف.
وذكر الشهود، أن القصف تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المستشفى خلال الأسابيع الماضية من المناطق الشرقية لمدينة غزة بعد أن توغلت الدبابات الإسرائيلية في أجزاء منها.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، إن "ما يقوم به الاحتلال من استهداف للمستشفيات والمراكز الطبية جزء من سياسته لتصفية القطاع الصحي في غزة وإسقاط المنظومة الصحية".
وأضاف القدرة، لمراسل الأناضول، أن "القصف الإسرائيلي للشفاء تركز على ساحة المستشفى ومبنى الجراحات التخصصي ما تسبب في سقوط عدد من الشهداء والجرحى".
وأشار إلى أن المستشفى يؤوي آلاف النازحين الذين خرجوا من منازلهم مجربين من المناطق الشرقية والشمالية للقطاع.
** ظروف حياة قاسية
وإضافة للقصف الإسرائيلي يعيش النازحون الفلسطينيون في مجمع الشفاء الطبي ظروفا معيشية قاسية في ظل انعدام المياه والطعام وتفشي الأمراض.
وفي منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، قال الفلسطيني عماد الدين العطل: "أمكث في مستشفى الشفاء منذ أسبوعين أنا وعائلتي بعد قصف العمارة السكنية التي أتواجد بها".
وأضاف: "المستشفى لا يوجد به أي قطرة ماء للشرب ولا طعام والأمراض منتشرة بين المرضى والنازحين وتم قصف المستشفى اليوم مرتين وإطلاق الرصاص من القناصة علينا والقصف بمحيطه لا يتوقف. الوضع كارثي".
** دمار واسع
وفي مدينة غزة أيضا، أفاد شهود عيان تمكنوا من الوصول إلى شارع "المنصورة" في حي الشجاعية شرقي المدينة، بأن الشارع، الذي كان يصنف ضمن أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في غزة، تحول إلى ما يشبه "مدينة الأشباح".
وقال الشهود لمراسل الأناضول، إن الدبابات الإسرائيلية دمرت البنية التحتية للشارع وعشرات المباني والمنازل فيه إضافة لإحراقها عشرات المنازل الأخرى.
وبمناطق شمالي القطاع، أصيب عدد من طواقم الدفاع المدني بعد استهدافهم قرب مستشفى "اليمن السعيد" بمخيم جباليا، وفق مصادر محلية.
** قصف مدرسة
وجنوبي القطاع، استهدفت الآليات المدفعية الإسرائيلية مدرسة "الشيخ جبر" في مخيم خان يونس ما أدى لتدمير أجزاء منها، دون الحديث عن إصابات.
وأفادت مصادر محلية للأناضول، بأن القصف المدفعي طال أيضاً محال تجارية ومنازل وسط خان يونس ما أدى لتدميرها وإحراقها.
** اشتباكات ضارية
وعلى الصعيد الميداني العسكري، فقد تواصلت الاشتباكات العنيفة بين عناصر المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة في شمالي غزة ووسط مدينة خان يونس تخللها إطلاق نار كثيف وانفجارات عنيفة.
وأعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الإثنين، قصف مواقع للجيش الإسرائيلي، واستهداف شاحنة تقل جنودا شرق مدينة خان يونس.
وقالت "القسام" في بيان نشرته عبر منصة "تلغرام"، إن مقاتليها "تمكنوا من استهداف شاحنة عسكرية محملة بالجنود الصهاينة بقذيفة مضادة للأفراد شرق خان يونس".
وفي بيان ثانٍ، أفادت بأنها "قصفت موقع كيسوفيم العسكري (الإسرائيلي) برشقة صاروخية".
وأوردت في بيان ثالث أنها استهدفت "تجمعات لقوات العدو المتوغلة شمال خان يونس بقذائف الهاون".
كما أعلنت كتائب القسام، في بيانات أخرى، أنها أوقعت قتلى وجرحى في استهداف جنود وآليات عسكرية إسرائيلية شمالي وجنوبي القطاع.
وقالت "القسام"، في بيانات متوالية عبر منصة "تلغرام"، إن مقاتليها تمكنوا من "استهداف جيب صهيوني من نوع همر بصاروخ "كورنيت" مضاد للدروع شمال شرق بيت لاهيا (شمال)".
وأضافت أنها دمرت "دبابة ميركفاه إسرائيلية بقذيفة تاندوم شرق بيت لاهيا".
وأوضحت أن مقاتليها "تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية راجلة شرق مدينة خان يونس وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح".
كما أنهم "تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد بقوة صهيونية راجلة متحصنة داخل مبنى في بيت لاهيا ومن ثم استهدافها بقذيفة TBG والاشتباك معها من نقطة صفر والإجهاز على جميع أفراد القوة".
وذكرت "القسام" أنها "دمرت ناقلة جند صهيونية وجرافة عسكرية من نوع D9 بقذيفتي الياسين 105 في بيت لاهيا وفجرت عددًا من العبوات المضادة للأفراد في جنود الاحتلال (الإسرائيلي) الذين حاولوا إنقاذ الجرحى".
من جانبها، قالت "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، إنها استهدفت قوات إسرائيلية أيضا في خان يونس.
وبثّت السرايا مشاهد عبر تلغرام، قالت إنها لاستهداف "التحشدات العسكرية في محاور التقدم بمدينة خان يونس" بقذائف الهاون.
وقالت في بيان منفصل: "سيطرنا على طائرة صهيونية استطلاعية من نوع درون EVO Max 4T تابعة لسلاح المشاة شرق خان يونس".
كما ذكرت "سرايا القدس" أنها قصفت تجمعات عسكرية إسرائيلية "في ناحل عوز" (في غلاف غزة شرق حي الشجاعية بمدينة غزة) برشقة صاروخية وقذائف هاون.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على ما ورد في بيانات كتائب القسام وسرايا القدس.
** قتلى وجرحى بالجيش الإسرائيلي
إلا أن الجيش أعلن في بيانات متفرقة، الاثنين، عن مقتل 7 ضباط وجنود من قواته في معارك شمالي وجنوبي القطاع، ما يرفع الحصيلة الكلية لقتلاه منذ بداية الحرب 461 قتيلا.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 17 ضابطا وجنديا في المعارك التي يواجهها بقطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيانات متفرقة على موقعه الإلكتروني، إن "17 ضابطا وجنديا أصيبوا في معارك بقطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وبذلك يرتفع العدد المعلن عنه للضباط والجنود الجرحى منذ بداية التوغل البري بالقطاع في 27 أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى 704.
وأوضح الجيش أن من بين المصابين "160 تعرضوا لجروح خطيرة، و270 لجروح متوسطة و274 آخرين تعرضوا لإصابات طفيفة".
وبإعلان ارتفاع عدد مصابي الجيش الإسرائيلي اليوم، ترتفع الحصيلة الإجمالية لعدد مصابي القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر إلى 1831 ضابطا وجنديا.
ومنذ 27 أكتوبر الماضي يشن الجيش الإسرائيلي عملية توغل بري بقطاع غزة، بدأت بمنطقة الشمال قبل أن تتوسع إلى وسط وجنوب القطاع، وسط مقاومة شرسة من حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية المسلحة، وفق اعتراف مسؤولين إسرائيليين، قالوا إن جيش بلادهم يدفع "ثمنا باهظا" في غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.