الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, الأردن, قطاع غزة

خبيران أردنيان: عملية اللنبي نتيجة لحرب نتنياهو على غزة (تقرير)

- سائق شاحنة أردني قتل 3 إسرائيليين الأحد في إطلاق نار بمعبر اللنبي.. عمّان وصفت الحادثة بأنها عمل فردي - الأكاديمي حسن الدعجة: الحادثة أثارت تساؤلات حول دوافعها خصوصا جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني

Laith Al-jnaidi  | 09.09.2024 - محدث : 09.09.2024
خبيران أردنيان: عملية اللنبي نتيجة لحرب نتنياهو على غزة (تقرير)

Jordan

عمان / ليث الجنيدي / الأناضول

- سائق شاحنة أردني قتل 3 إسرائيليين الأحد في إطلاق نار بمعبر اللنبي.. عمّان وصفت الحادثة بأنها عمل فردي
- الأكاديمي حسن الدعجة: الحادثة أثارت تساؤلات حول دوافعها خصوصا جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني
- المحلل السياسي عبد الحكيم القرالة: ردة فعل طبيعية على تعنت نتنياهو الذي لا يريد إيقاف الحرب

اعتبر خبيران أردنيان الاثنين أن عملية معبر اللنبي التي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين برصاص سائق أردني، ردة فعل طبيعية في ظل الضغوط النفسية جراء مشاهد القتل في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر الحادي عشر.

وشدد أحدهما، في حديث للأناضول، على أن هذه العملية تطلق تنبيها بفشل "عقلية القلعة" (المحصنة)، فهي لن تحمي إسرائيل، في ظل عدم حصول الفلسطينيين على حقوقهم.

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعم أمريكي، على مواصلة هذه الحرب التي أسفرت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

وشددت الخارجية الأردنية، في بيان مساء الأحد، على موقف المملكة "الثابت في رفض وإدانة العنف واستهداف المدنيين لأي سبب كان"، لكنها قالت إن ما حدث يدعو إلى "معالجة كل الأسباب والخطوات التصعيدية التي تولده".

والأحد، قُتل 3 إسرائيليين متأثرين بإصابتهم بجروح خطيرة إثر إطلاق نار في معبر اللنبي بين الأردن والضفة الغربية المحتلة.

ومنفذ العملية سائق شاحنة أردني يُدعى ماهر ذياب حسين الجازي من سكان منطقة الحسينية بمحافظة معان (جنوب)، وفق السلطات الأردنية.

ويرى متابعون أن نتنياهو تناسى أفعاله تجاه الفلسطينيين، أثناء تعليقه على الحادثة خلال اجتماع لحكومته الأحد، عندما قال :"نحن محاطون بأيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني".

وتابع: "القتلة لا يفرقون بيننا، إنهم يريدون قتلنا جميعا حتى آخر إسرائيلي، من اليمين واليسار، علمانيين ومتدينين، يهودا وغير يهود".

وضع متفجر

أستاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال في الأردن (حكومية) حسن الدعجة يقول للأناضول إن "الحادثة جاءت في سياق التوترات المستمرة في المنطقة، وتحديدا في ظل الوضع المتفجر بسبب الحرب على غزة".

ويضيف أنها "أثارت العديد من التساؤلات حول أسبابها ودوافعها، خصوصا الجرائم ضد الإنسانية التي تُتركب بحق الشعب الفلسطيني، فكانت الشرارة وراء التصعيد".

ويستدرك: "ومع ذلك، يتعين أن ننظر إلى هذه الحادثة في سياق أوسع يشمل الديناميات الأمنية والسياسية الإسرائيلية والفلسطينية، وكذلك في ظل الأوضاع الإقليمية".

الدعجة وصف الحادثة بأنها "عملية بطولية وأمنية تقع ضمن الاحتقان الشعبي الأردني والعربي للوقوف مع الشعب الفلسطيني".

ويردف: "عملية اللنبي تسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل على مختلف حدودها؛ بسبب رفضها إقامة دولة فلسطينية، خصوصا الحدود الأردنية التي تتمتع عادةً بالهدوء مقارنة بمناطق أخرى".

ويتوقع أن "الحادثة قد تعيد التفكير في الترتيبات الأمنية على هذه الحدود وتدفع باتجاه تعزيز التنسيق الأمني مع الأردن لتجنب مثل هذه الأحداث".

ويزيد بأن "العديد من المراقبين يرون أن استمرار الحرب على غزة له تداعيات تتجاوز غزة نفسها؛ فتصاعد العنف والقصف المستمر على المدنيين يخلق بيئة من التوتر والغضب، ليس فقط في الأراضي الفلسطينية، ولكن في المناطق المحيطة أيضا".

وهذه "الحادثة قد تكون جزءا من ردود الفعل المتوقعة على السياسات الإسرائيلية المتشددة والضغط المتزايد على الفلسطينيين، وبالتالي يمكن القول إن الحرب على غزة لها دور كبير في زعزعة الأمن على جبهات مختلفة"، حسب الدعجة.

ويؤكد أن "توجيه اللوم في مثل هذه الظروف المعقدة يتجه إلى الحكومة الإسرائيلية، تحت قيادة نتنياهو، فهي تتحمل كل المسؤولية؛ بسبب مواصلة سياسات العنف والتصعيد العسكري ضد غزة والضفة الغربية".

وبموازاة حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية المحتلة؛ ما أسفر عن مقتل 692 فلسطينيا وإصابة نحو 5 آلاف و700 واعتقال أكثر من 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

ويرى الدعجة أن الحادثة "تطلق تنبيها لمؤشر خطير جدا بأن عقلية القلعة لن تحمي الكيان الغاصب، وأن حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) يحتاج إلى معالجة سياسية ودبلوماسية جدية، بدلا من الاعتماد على القوة العسكرية لحل الصراعات".

سخط وغضب

الكاتب والمحلل السياسي عبد الحكيم القرالة يقول للأناضول إنه "من الواضح، وحسب التحقيقات، أن هذه العملية عمل فردي قام به مواطن أردني".

ويتابع أن هذا "يعكس حالة السخط والغضب التي يشعر بها العرب والمسلمون من دولة الاحتلال وماكنته العسكرية المجرمة، وما تقوم به من جرائم حرب وإبادة بحق الشعب الفلسطيني".

ويردف: "ذلك كله شكّل هذه الحالة من الغضب والسخط على دولة الاحتلال التي استمرت واستمرأت العنف والإجرام، في ظل صلف وتعنت الحكومة اليمينية المتطرفة".

ويضيف القرالة أن هذه الحكومة "لم تلقِ بالا لكل المطالبات بإيقاف الحرب، ومستمرة في هدفها بتصفية وإنهاء القضية الفلسطينية برمتها، ووأد حلم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني".

ويستطرد: "ناهيك عن إطلاق يد المستوطنين ودعمهم بالسلاح للتنكيل بالشعب الفلسطيني والقيام بأعمال متطرفة واستهداف الأقصى والمقدسات في القدس الشريف".

"ما جرى يأتي في سياق ردة فعل طبيعية على إجرام دولة الاحتلال وصلف وتعنت نتنياهو الذي لا يريد إيقاف الحرب"، كما يؤكد القرالة.

ويشدد على أن "العنف والإجرام الإسرائيليين يخلفان مزيدا من العنف، ولن يجلبان الأمن لإسرائيل ولا للإسرائيليين".

ويوضح أن "نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب لحسابات نفعية شخصية تهدف إلى إطالة عمره السياسي، وتجنب المساءلة القانونية (يواجه اتهامات بالفساد،) وهذا أصبح معروفا لجميع الأطراف".

ويزيد بأن "ما يجري في غزة والضفة وعلى الحدود مع لبنان واستفزاز إيران والحوثيين وسياسة الاغتيالات وفتح كل هذه الجبهات، يؤكد أن التصعيد وزيادته هدف جوهري لنتنياهو؛ لمزيد من العنف واشتعال المنطقة والذهاب إلى منزلقات خطيرة".

ويرى أن نتنياهو يحاول "استغلال الدعم الأمريكي والأوروبي اللامحدود وغير المشروط لإشعال فتيل حرب إقليمية شاملة يبحث فيها عن نصر مزعوم بذريعة حماية إسرائيل من مخاطر وجودية".

ويؤكد أن "كل الأحداث والأفعال بعد السابع من أكتوبر تؤكد أن نتنياهو وحكومته المتطرفة هي مَن تتحمل المسؤولية وتريد هذا التصعيد من خلال ما تقوم به من جرائم إبادة بحق الفلسطينيين".

ويختم القرالة بأن "هذا مثبت بكل مراحل هذه الحرب المجرمة برغم كل التحذيرات.. العنف لا يجلب إلا العنف، ومزيد من التصعيد يلقي بظلاله الثقيلة على أمن المنطقة مع ارتدادات سلبية على الأمن والسلم الدوليين".

وبعيد الحادثة، أعلنت إسرائيل إغلاق المعابر الحدودية مع الأردن وهي: إسحاق رابين (وادي عربة) البري بالقرب من إيلات، واللنبي (جسر الملك حسين) ونهر الأردن (جسر الشيخ حسين) بالقرب من بيت شان.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın