خبير: أحداث غزة تدفع المنطقة إلى مفترق طرق
ضمن ندوة في إسطنبول شارك فيها سمير سعيفان مدير مركز "حرمون" ويوجل أجر الباحث في مركز "سيتا"

İstanbul
إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول
قال الخبير السياسي سمير سعيفان، الاثنين، إن "المنطقة على مفترق طرق حاليا" جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإن "المنطقة بحاجة إلى السلام الذي أصبح مطلبا حقيقيا".
جاء ذلك في ندوة عقدها بإسطنبول، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، بالتعاون مع مركز "سيتا" للأبحاث والدراسات في تركيا، بعنوان "الأحداث في غزة وانعكاساتها على الواقع السوري"، وأدارتها أسماء صائب أفندي، مديرة منتدى حرمون الثقافي.
وقال سمير سعيفان مدير مركز حرمون خلال الندوة: "ما يجري في غزة والهجوم الإسرائيلي المخطط له لفترة طويلة، تلخص الوضع في فلسطين منذ أكثر من 75 عام، عدوان مستمر، ولا فعل دولي إزاء ذلك".
وأضاف: "حماس هاجمت في 7 أكتوبر الجاري، ولكن العالم لم يسأل لماذا حصل ذلك، ونسي 17 عاما من الحصار وهو أكبر سجن في العالم".
وأوضح أن "العالم يريد أن يتناسى ما يحدث في فلسطين، من قضم الأراضي، والممارسات والاعتداءات على الأقصى".
وعن تهديدات انتشار الصراع في المنطقة، قال سعيفان: "إيران تستخدم الآخرين لتنفيذ سياساتها، وتبتعد عن الاشتباك بشكل مباشر مع إسرائيل، فهي تنأى بنفسها عن الانخراط، وتمنع حزب الله عن الانخراط في أي صراع مع إسرائيل رغم ما يحصل في غزة، إنه تحدي كبير لحزب الله".
وأردف: "العنف المستمر في غزة يطرح سؤال، هل ستتوسع الحرب لتكون بداية شرارة لحرب أوسع، الجميع حريص ألا تتوسع".
وتساءل سعيفان: "هل يمكن أن تشكل أحداث غزة بداية لأن يطرح المجتمع الدولي وخاصة أمريكا، سؤالا مضمونه هل حان الوقت لوضع حد لمسلسل العنف بالمنطقة أم لا، وماهي فرص تطبيق اتفاق أوسلو بحل الدولتين، هذا هو التساؤل".
وأشار إلى أن "المنطقة بحاجة إلى السلام الذي أصبح مطلبا حقيقيا للمنطقة والإقليم والعالم".
وعن تأثير الحرب على سوريا، قال سعيفان: "إذا توسعت الحرب ستكون هناك حسابات أخرى، وقصف إسرائيل المستمر في سوريا هو لمنع تمركز إيران، تمارسه باستمرار بسبب توريد الأسلحة وتصنيعها".
وزاد: "استهداف المطارات في حلب ودمشق سببه أن التسليح يتم عبر المطارين، وإسرائيل لا تريد إنهاء دور إيران، لأن إنهاءه سيؤدي إلى سقوط النظام السوري".
من ناحيته، قال يوجل أجر، الباحث في مركز سيتا، "إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية، ومجلس الأمن والأمم المتحدة تعترف بذلك".
وأضاف: "حماس دافعت عن نفسها بعد أن احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية، والفلسطينيون لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم".
وعن دور تركيا قال أجر: "العلاقة بين تركيا والفلسطينيين مهمة، ويمكن أن تلعب دورا وسيطا، وإن كانت هناك مخاوف أمنية".
وأوضح أن "تركيا مستعدة لأن تكون وسيطا لإزالة هذه المخاوف، بسبب علاقتها الوطيدة مع الفلسطينيين والإسرائيليين".
وختم بالقول: "من المؤكد أن الإدارة الأمريكية والغرب لن يغيرا من مواقفهما تجاه إسرائيل، التي تسعى للقضاء على آخر من يطالب بحقوق الفلسطينيين، وتواصل هي قضم الأراضي وتسعى لتهجيرهم".
ومنذ 24 يوما يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، قتل فيها أكثر من 8306 بينهم 3457 طفلا والمصابين 21048 ، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي الضفة الغربية قتل 122 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر، كما يشن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 2000 فلسطيني بحسب مصادر فلسطينية رسمية.