على الأنقاض في غزة.. يمارسون الباركور لنقل صورة الحرب (تقرير)
- ثلاثة شبان يمارسون الباركور على أنقاض منازل مدمرة بهدف جذب انتباه العالم - لاعب باركور للأناضول: لا يوجد أمان والخطر يتربص بنا من كل جانب

Gazze
غزة/ محمد ماجد / الأناضول
على أنقاض منازل مدمرة بقطاع غزة يمارس مجموعة شبان فلسطينيين رياضة الباركور، بهدف لفت انتباه العالم إلى الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
و"الباركور" مجموعة حركات، الهدف منها الانتقال بين نقطتين، تفصلهما حواجز وعوائق متفاوتة في صعوبتها، وذلك بأكبر قدر ممكن من السرعة والسلاسة.
وظهرت هذه الرياضة أول مرة في فرنسا عام 2002، قبل أن تنتشر بمختلف دول العالم، حيث تمارس في الأبنية والجدران وأسطح المنازل.
** يقفزون بين الدمار
وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، يقفز الرياضيون بحرية في الهواء، ويسعون لتخفيف أعباء النفس والجسد، ويتجاوزون تبعات الحرب، ويبحثون عن الانشغال عنها واستعادة الحياة بألوانها المشرقة.
ويتطلع الشباب الذين يقفزون ويتسلقون ببراعة فوق الأسوار المهدمة، ويتجاوزون العقبات بين أطلال المنازل المدمرة، إلى العودة إلى حياتهم الطبيعية وممارسة رياضاتهم المفضلة بسلام.
ويسعى الرياضيون إلى الابتعاد عن صخب الحرب المدمرة، بغية استعادة الحياة بأمل وتفاؤل، وتحقيق السلام الداخلي من خلال ممارسة رياضاتهم المفضلة.
ومن خلال قفزاتهم الحماسية، يسعى الشباب إلى نقل الواقع المأساوي داخل قطاع غزة، والدمار الذي ألم به جراء الحرب، حيث يحاولون إلقاء الضوء على الظروف التي يعيشونها بشكل يثير الوعي العالمي لما يعيشونه من ظروف مأساوية.
ويمارس الشبان تلك الرياضة منذ سنوات في قطاع غزة، على المرتفعات والمنحدرات وشواطئ البحر، حيث يجدون الهدوء والتحدي في هذه الأماكن، لكن اليوم يمارسونها فوق أطلال منازلهم المدمرة.
ولا يأبه الفريق المكون من 3 أفراد بالمخاطر المترتبة على ممارستهم الرياضة في أماكن خطرة وقابلة للسقوط والتدمير، بل يمضي مصرا على تحقيق هدفه في نقل صورة الدمار في غزة.
وقبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كانت هناك مجموعات كبيرة من الشباب والأطفال يمارسون هذه الرياضة في أماكن مختلفة، دون وجود إحصائية رسمية تحدد عددهم بدقة.
** رسالتنا أننا أقوياء
يقول لاعب الباركور نعمان عبد الله: "كنا نمارس قبل الحرب أنشطة رياضية وترفيهية متعددة، وكانت لدينا نوادي، ومستويات عالية من الأمان".
ويضيف عبد الله (25 عاما) في حديثه للأناضول: "اليوم نمارس رياضة الباركور على أنقاض المنازل المدمرة، ولا توجد وسائل أمان، والخطر يتربص بنا من كل جانب".
ويتابع: "نواجه الخطر لنوصل رسالة للعالم بأننا أقوياء نحب الحياة".
كما يشير إلى أن "الحرب حولت غزة إلى دمار، حيث تم تدمير كل شيء، بما في ذلك النوادي والمرافق الرياضية".
وأمام هذه المأساة، يعرب اللاعب عن أمله في أن "تنتهي الحرب، وتعود الحياة لطبيعتها، حتى يستطيع ممارسة رياضته بشكل أفضل في أماكن مناسبة".
وسبق أن حذر المجلس الأعلى للرياضة في غزة، من تحويل الجيش الإسرائيلي عشرات النوادي والملاعب إلى "مراكز اعتقال وتنكيل وإعدام"، بعد أن قتل مئات اللاعبين والرموز الرياضية، ودمر عشرات الملاعب.
وخلال الحرب على قطاع غزة، دمرت إسرائيل حوالي 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، بالإضافة إلى تدمير حوالي 200 ألف وحدة بشكل جزئي، وفقا للبيانات التي نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
بينما خلفت تلك الحرب التي تحظى بدعم أمريكي مطلق، أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.