دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

غزة.. فتاتان فلسطينيتان تزينان خيام النزوح بألوان الحياة (تقرير)

الشقيقتان آية ونسمة دلول ترسمان على خيام النزوح رسومات تعكس معاناتهم وقسوة الحرب...

Hosni Nedim  | 27.08.2024 - محدث : 28.08.2024
غزة.. فتاتان فلسطينيتان تزينان خيام النزوح بألوان الحياة (تقرير)

Gazze

غزة / حسني نديم / الأناضول

تتمسك الشقيقتان آية ونسمة دلول بموهبة الرسم كوسيلة لمواجهة الواقع المرير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتحاول الشقيقتان آية (18 عاما) ونسمة (17 عاما) كسر رتابة الحياة داخل مخيمات النزوح وبث الأمل في نفوس النازحين من خلال الرسم على الخيام.

وتعكس آية ونسمة من خلال رسوماتهما المعاناة التي يواجهها النازحون خلال الحرب والأمل بانتهائها، حيث جسدت إحدى الرسومات حال طفلة تجلس على ركام منزلها مترقبة حمامة السلام.

كما تتخذ الشقيقتان الرسم وسيلة للتخفيف من الضغط النفسي الذي خلفته الحرب، حيث تقول مؤسسات حقوقية وأممية إن الحرب تركت آثارا نفسية صعبة على الغزيين خاصة الأطفال منهم.

ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

تجسيد الواقع

وفي حديثها للأناضول، تقول آية التي تعيش رفقة عائلتها بخيمة صغيرة جنوب القطاع بعد نزوحهم من مدينة غزة، إنها تجسد واقع الحياة التي فرضتها الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 11 شهرا.

وتضيف: "نعيش واقع الحرب بكل ما فيه من تحديات وصعوبات، نحاول أن نستغل كل لحظة وفرصة لنرسم على جدران المخيمات والشوادر التي تغطي خيامنا، نزين بها هذا الواقع المرير".

وعلى جدارية في المخيم الذي نزحت إليه، ترسم دلول مشهدا لـ"آلية إسرائيلية محترقة تحيط بها مبانٍ مدمرة بفعل الغارات والعمليات العسكرية المتواصلة في القطاع".

وتوضح أن هذه الرسمة تمثل "الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون والطريقة الهمجية التي أجبرهم فيها الجيش الإسرائيلي على النزوح من منازلهم".

كما رسمت دلول لوحة على جدارية لـ"دبابة إسرائيلية وطفل يحمل لعبته الصغيرة، ما يعكس تشبثه بطفولته والحياة رغم كل ما يحيط به من دمار"، وفق قولها.

وتضيف قائلة: "رسمت أيضا النار والدمار والقصف والموت".

نقص الأدوات

رغم نقص الأدوات وصعوبة الحصول على المستلزمات الفنية، تواصل الشقيقتان الرسم متسلحتين بالدعم المعنوي من أبناء المخيم.

وتقول عن ذلك: "تفاعل الناس مع رسوماتي يمنحني طاقة إيجابية تدفعني إلى الاستمرار في تجميل المكان، ورسم الأمل في قلوب الأطفال".

وتشير إلى نقص المستلزمات والأدوات، قائلة: "نعاني من نقص حاد بالمعدات والأدوات الخاصة بالرسم، وإن توفرت فإن الجودة تكون منخفضة جدا مقارنة بما كنا نستخدمه، فضلا عن ارتفاع أسعارها"، وذلك جراء إغلاق إسرائيل المعابر ومنع دخول البضائع وفق ما يؤكده المكتب الإعلامي الحكومي.

وتؤكد على "استمرار ممارستها موهبة الرسم رغم قلة الإمكانيات والصعوبات التي تواجهها لإيصال صوت الحق والمظلومين للعالم أجمع ولإبقاء القضية الفلسطينية حية".

تخفيف وطأة الحرب

بدورها، قالت شقيقة آية الصغرى، نسمة، إنها تجد في الرسم وسيلة للتعبير عن مشاعرها والتخفيف من وطأة الحرب.

وأضافت: "أنا وأختي شجعنا بعضنا على الرسم لننسى الخوف الذي بداخلنا ونعبر عما بنفوسنا، فالرسم بالنسبة لي هو السبيل الوحيد الذي يجعلني أخرج الطاقة السلبية وأنقل للعالم معاناتنا".

وعن الرسمة التي تجسد طفلة تجلس على ركام منزلها وتنتظر حمامة السلام، قالت نسمة: "تعكس معاناة شعبنا بعد النزوح القسري وتدمير المنازل، أملنا أن تنتهي الحرب قريبا ونعود لحياتنا السابقة".

وتدعو نسمة "العالم أجمع إلى نصرة قضية فلسطين وخاصة قطاع غزة، في ظل الظلم والقهر والحرب الإسرائيلية"، مطالبة بـ"وقف الحرب وإغاثة القطاع وفتح المعابر".

ويعيش نحو 2 مليون نازح فلسطيني في خيام نزوح ومراكز إيواء بمناطق مختلفة من القطاع، تحت ظروف معيشية صعبة ونقص الإمدادات الأساسية من المياه والطعام والأدوية.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة لأكثر من مرة من مخاطر صحية وبيئية تهدد حياة النازحين في أماكن تواجدهم المختلفة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.