غزة.. قطة ترافق فتى في لحظات رعب عاشها تحت أنقاض منزله (تقرير)
الفتى الفلسطيني عماد مقداد خرج من تحت أنقاض منزله الذي دمرته مقاتلات إسرائيلية محتضنا قطته التي رافقته أيضا للمستشفى وغرفة العلاج..

Gazze
غزة/ الأناضول
محتضنا قطته، خرج الفتى الفلسطيني عماد مقداد من تحت أنقاض منزله الذي دمرته مقاتلات إسرائيلية بمدينة غزة في مشهد إنساني يعكس حاجته إلى الأمان وتشبثه بالحياة.
هذه القطة التي لطخ رماد الدمار شعرها الأبيض، كانت رفيقة مقداد (16 عاما) في لحظات رعبه التي عاشها تحت ركام منزله وحيدا، فيما رافقته للمستشفى ولحقت به إلى الغرفة التي تلقى فيها العلاج إثر إصابة برأسه.
وقصفت مقاتلات إسرائيلية منزل عائلة مقداد في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، في 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ما أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين بجراح.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 151 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
**شريكة لحظات الرعب
على ركام منزله المدمر، يجلس الفتى مقداد يلاعب ويعانق قطته التي أظهرت له وفاءها في محنته.
يقول الفتى مقداد، إن هذه القطة كانت شريكته تحت ركام المنزل الذي دمرته إسرائيل فوق رؤوسهم.
وتابع في حديثه للأناضول: "حينما قُصفنا، كانت القطة تنام إلى جانبي تحت الردم (الركام)".
وأوضح أنه حينما تم إنقاذه مصابا من تحت الأنقاض، لم ينس قطته وسارع بانتشالها وإنقاذها معه.
وأشار إلى أنه اصطحب القطة معه أيضا إلى مستشفى العودة الذي تلقى به العلاج، ووضعها قرب سريرها إلا أن الأطباء هناك أخرجوها، لكنها عاودت الرجوع إليه مجددا، كما قال.
وخلال الساعات القليلة التي قضاها مقداد في المستشفى، شاركته القطة سريره أيضا، وفق قوله.
وقبل قصف منزله، كانت القطة تشارك مقداد فراشه بشكل يومي مؤنسةً لحظات خوف كانت تتولد من انفجارات غارات إسرائيلية بمناطق محيطة.
كما كانت تشاركه مصروفه اليومي الذي كان يجمعه من أجل شراء الطعام الخاص بها، كما قال.
**"قطة ترأف بصاحبها"
بدوره، يقول شقيقه "أنس"، إن أمرا عجيبا حدث بعدما قصف الجيش الإسرائيلي منزله وهو إنقاذ شقيقه "وفي حضنه قطة صغيرة خرجت سليمة معه".
وتابع للأناضول: "حينما ذهب للمستشفى لحقت به وتعجب الأطباء والناس كيف لهذه القطة أن ترأف بصاحبها وتهتم به".
وأشار إلى أن شقيقه كان يعتني بهذه القطة ويشتري طعامها من "مصروفه (اليومي) الخاص".
وعن وضع الفتى "عماد" الصحي، قال مقداد إنه يعاني من "ضعف بالنطق نتيجة إصابة بالغة في الرأس"، تهتك عظام الجمجمة إثرها.
وأكد حاجة شقيقه لزراعة عظم في جمجمة الرأس، دون ذكر إمكانية إجرائها في قطاع غزة من عدمه.
لكن مسؤولين حكوميين في غزة أكدوا بشكل دوري على تدمير الجيش الإسرائيلي لـ"كامل المنظومة الصحية في القطاع"، حيث يتم تقديم الخدمات "بحدها الأدنى وسط غياب الخدمات الطبية المتقدمة".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية، تعمدت إسرائيل استهداف مستشفيات قطاع غزة وإخراجها عن الخدمة كما تمنع دخول الأدوية والمستلزمات الصحية ما يعاني من معاناة المرضى والجرحى والذين تمنعهم أيضا من السفر للعلاج بالخارج.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.