في إسرائيل.. تساؤلات بلا أجوبة عن "فشل" الجيش و"نجاح" حماس (تقرير إخباري)
اعتبر محللون إسرائيليون أن عدم قدرة أجهزة الأمن الإسرائيلية على التنبؤ مسبقا بهجوم حركة "حماس" الفلسطينية، السبت، مثل "فشلا كارثيا ستكون له انعكاساته السياسية".

Quds
القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول
المحلل عاموس هرئيل: "فشل كارثي من شأنه أن يرسل صدمات سياسية"المحلل يوسي يهوشع: "حماس فاجأت الجيش الأقوى في الشرق الأوسط"
الوزير السابق مئير شطريت: "هذا العار لا يمكن محوه"
اعتبر محللون إسرائيليون أن عدم قدرة أجهزة الأمن الإسرائيلية على التنبؤ مسبقا بهجوم حركة "حماس" الفلسطينية، السبت، مثل "فشلا كارثيا ستكون له انعكاساته السياسية".
وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأحد، برزت تساؤلات عن الفشل الاستخباري وعن مرارة اقتحام مئات المسلحين للتجمعات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
وبرزت تساؤلات عن نجاح حركة "حماس" في إخفاء مخططها اقتحام البلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة رغم مشاركة المئات من عناصر الحركة في الاقتحام غير المسبوق.
ولم يغفل المحللون الإسرائيليون عن الإشارة إلى أنه سيكون هناك حساب على الفشل الذي وقع ولكن ليس قبل انتهاء المعركة.
ورصدت الأناضول ردود أفعال المحللين الإسرائيليين في الصحف المختلفة اليوم الأحد.
- "فشل كارثي"
واعتبر المحلل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هرئيل أن ما جرى السبت هو " فشل كارثي من شأنه أن يرسل صدمات سياسية".
وقال هارئيل في مقال الأحد: "الوضع يدعو إلى مقارنة تاريخية مؤلمة. لقد انهار مفهوم إسرائيل فيما يتعلق بغزة. لقد فشلت في السياسة، وفي نشر القوات الدفاعية، وفي الاستعداد للمفاجآت، وفي الغياب التام للتحذيرات الاستخباراتية".
وأضاف: "وفي الليلة ما بين الجمعة والسبت، نام القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون بأمان في منازلهم. ولم يتم تعزيز القوات لعدم وجود إنذار مبكر".
وتابع: "ذهبت المخابرات العسكرية وهيئة الأركان العامة للجيش إلى أبعد من ذلك: خلال العام الماضي، زعموا في كثير من الأحيان أن حماس تردع من قبل إسرائيل بعد نتائج الحملات السابقة ولا تسعى إلى حرب أخرى".
واستدرك هارئيل: "في الواقع، كان المئات، إن لم يكن الآلاف من مقاتلي حماس، يستعدون لهجوم مفاجئ منذ أشهر، دون تسريب أي شيء من هذا. وفي هذه الأثناء، كانت إسرائيل تتداول ما إذا كانت ستزيد عدد العمال المسموح لهم بدخول البلاد من غزة لأغراض العمل".
وفي إشارة الى حرب أكتوبر/ تشرين أول 1973، قال هارئيل: "لقد تكشفت النتيجة الكارثية بعد مرور 50 عاماً ويوم واحد على اندلاع حرب يوم الغفران".
وتابع: "هذا فشل ذريع، تتقاسمه القيادة السياسية والعسكرية بأكملها، لكن هذه القضية لن يتم التعامل معها بعمق إلا عندما تنتهي الحرب. المشكلة هي أن إسرائيل تدخل هذه الحرب وهي في حالة أزمة غير مسبوقة، حيث فرض سلوك الحكومة المتطرف والمجنون أجندة تركز على كل الأمور الخاطئة".
وأضاف: "وهذا لا يعفي المستويات المهنية، لكنه بالتأكيد سيعرقل أداء الدولة في الأيام الصعبة المقبلة. لقد تعلمت حماس دروسها من عملية الجرف الصامد في عام 2014 واستعدت وفقًا لذلك".
وتابع: "هذه المرة، هاجمت حماس مواقع للجيش حيث يبدو أن هناك حالة تأهب منخفضة وقوات محدودة فقط. ووقعت أيضا اشتباكات في مقر قيادة فرقة غزة وفي عدد قليل من القواعد العسكرية الأخرى. أدت الأضرار التي لحقت بمقر الفرقة إلى إضعاف تسلسل القيادة والسيطرة على طول السياج الحدودي بالكامل".
وأشار هارئيل إلى أنه "لم يكن نقص المعلومات الاستخبارية هي المشكلة الوحيدة. يبدو أن النظام بأكمله انهار ببساطة".
وقال: "وهذا لم يحدث عندما عارضت إسرائيل الجيش المصري أو حزب الله. هذه المرة، كانت مجموعة أصغر بكثير هي التي وجهت لإسرائيل الضربة الأكثر إيلاما التي تلقتها منذ عام 1973، مع احتمال وصول عدد القتلى في الأيام الأولى إلى مستويات اليوم الأول من تلك الحرب، في مشاهد تذكرنا بالحرب".
- "حماس خدعت إسرائيل"
أما المحلل يوسي يهوشع فكتب في صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية: "لا يمكن التقليل من أهمية الأمر أو وضعه بعبارات أقل حدة: لقد فوجئ الجيش الإسرائيلي، أقوى جيش في الشرق الأوسط وواحد من أكثر الجيوش احتراما في العالم، تماما بهجوم حماس على إسرائيل يوم السبت".
وأضاف: "كانت جميع تقديرات الاستخبارات العسكرية حتى ساعات الصباح الباكر تشير إلى أن حركة حماس مترددة وغير مهتمة بامتداد الحرب إلى غزة. وبناء على ذلك، خفض الجيش الإسرائيلي انتشار قواته في الجنوب، ونقل القوات إلى الضفة الغربية حيث تتواصل موجة الهجمات".
وتابع: "الضربة التي وجهتها حماس إلى إسرائيل، أظهرت مكر الحركة، والتي بدأت قبل أسبوعين عندما أرسل حكام غزة متظاهرين إلى الحدود مع إسرائيل. بعد أن وافقت الحكومة على استئناف دخول العمال من غزة إلى إسرائيل، اعتقد الجيش أنه تم احتواء الوضع على طول الحدود. لقد خدعت حماس الجيش الإسرائيلي ودفعته إلى الرضا عن النفس".
واعتبر إنه "على المستوى العملياتي، قامت حماس بتقليد خطط حزب الله لمهاجمة إسرائيل: التسلل إلى المجتمعات السكنية على طول الحدود، وقتل الجنود والمدنيين واختطافهم عبر الخطوط. وهنا لم يعتقد الجيش الإسرائيلي أن ذلك ممكن. ووضع ثقته في حاجزه الحدودي الجديد الباهظ التكلفة والذي نجح في إحباط حفر أنفاق الهجوم حتى الآن".
وقال: " كان وابل الصواريخ الذي تم إطلاقه حوالي 2500 بمثابة غطاء لدخول المسلحين عبر الأنفاق في وقت واحد في مواقع عديدة، بما في ذلك داخل قواعد الجيش الإسرائيلي ومن هناك، وتم اختراق جميع الدفاعات وتم الاستيلاء على المجتمعات".
وأضاف: "مثل هذا الهجوم يتطلب التخطيط والوقت للتحضير والاحتراف في التنفيذ. لكن الأهم من ذلك كله أن الأمر يتطلب الجرأة التي لم تظهرها حماس من قبل".
وتابع يهوشع: "يجب أن توقظ أحداث 7 أكتوبر القيادة لتدرك أنه يجب عليها بناء جيش أقوى بكثير، وللقيام بذلك، سيتعين عليها إنهاء انشغالها بأمور أقل أهمية مثل الإصلاح القضائي الذي دفع به التحالف منذ إنشائها قبل تسعة أشهر".
- "عار لا يمكن محوه"
من جهته، فقد اعتبر الوزير الإسرائيلي السابق مئير شطريت في مقال نشره في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأحد إن "هذا العار لا يمكن محوه".
وقال: "هذا فشل سياسي، فشل استخباراتي، وفشل عملياتي. كيف يمكن أن نفسر أن العدو يخترق السياج بجرافة ويدخل بسيارات تويوتا، ولا يوجد من يمنعهم؟ أين الجيش الإسرائيلي؟ أين أحدث الأسلحة والطائرات بدون طيار والطائرات بدون طيار والمروحيات والطائرات والدبابات والجنود؟".
وأضاف في إشارة الى حرب أكتوبر 1973: "فشل عام 2023 أسوأ بكثير من فشل حرب يوم الغفران. هذا فشل سياسي، فشل استخباراتي، وفشل عملياتي. أجد صعوبة في تصديق الواقع الرهيب الذي صفعنا على وجهنا بالأمس".
وتساءل: "كيف يمكن للمرء أن يصدق أن الدولة صاحبة بيغاسوس (جهاز التجسس) مع جميع أنظمة الاستخبارات وغيرها ، تفشل بشدة في قراءة الخريطة؟".
وأضاف شطريت: "بصفتي وزيرا (سابقا) في الحكومات الإسرائيلية، وكعضو في مجلس الوزراء في جميع الحكومات التي كنت فيها كعضو كنيست وكضابط في جيش الدفاع الإسرائيلي، أشعر بالحرج والخجل من وجود مثل هذا الفشل الخطير في إسرائيل".
وختم بالقول: "يجب إنشاء لجنة تحقيق حكومية فور انتهاء هذه الحرب لتقديم جميع المسؤولين عن هذا الفشل الرهيب إلى العدالة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.