
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
"نحن نغزو ونطرد ونستوطن".. قالها جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح وهو يتوسط 3 جنود آخرين وخلفهم مبانٍ دمرها قصف جوي في موقع لم يُحدد في شمالي قطاع غزة.
هذه الرسالة، التي رصدتها الأناضول الخميس، هي واحدة من رسائل فيديو عديدة أرسلها جنود إسرائيليون من داخل غزة، حيث يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على القطاع الفلسطيني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال الجندي: "لن نتوقف وسنستمر حتى إنجاز المهمة التي أُلقيت على عاتقنا، نحن نغزو ونطرد ونستوطن".
ومشيرا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تابع الجندي: "نحن نغزو ونطرد ونستوطن. هل سمعت يا بيبي (نتنياهو)؟ نغزو ونطرد ونستوطن".
ويقول المسؤولون في الحكومة الإسرائيلية إن هدف الحرب هو إنهاء حكم حركة "حماس" لغزة وتدمير قدراتها العسكرية وإعادة الأسرى الإسرائيليين.
وفي 7 أكتوبر الماضي، أسرت "حماس" نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
علم إسرائيل
وتنفي إسرائيل أي نية لإعادة احتلال غزة كما كان الحال بين عامي 1967 و2005، ولكن ما يرسله الجنود الإسرائيليون من صور من غزة يقول أمرا مختلفا.
فمساء الإثنين، نشر جنود من وحدة غولاني صورة لهم في داخل مقر المجلس التشريعي (البرلمان) في غزة وهم يصطفون على منصة المجلس ويرفعون العلم الإسرائيلي بعد إزالة العلم الفلسطيني.
وأعاد مسؤولون إسرائيليون، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، نشر الصورة. وبعد يومين فجّرت إسرائيل المبنى وفق شريط فيديو نشره جنود إسرائيليون.
هذا المشهد تكرر الأربعاء، حينما نشر بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، صورة لمنزل عائلة رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة وقد تم تعليق أعلام إسرائيلية عليه.
وإلى جانبها هذه الصورة، نشر بن غفير صورة لمنزل مهدوم وكتب "منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قبل وبعد".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان الخميس، قصف منزل هنية من الجو ليل الأربعاء الخميس.
ومنذ سنوات، يعيش هنية في قطر، حيث يوجد مكتب سياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
كما نشر جنود صورة وشريط فيديو لعدد من الجنود وهم يثبتون العلم الإسرائيلي على سطح مبنى مستشفى الشفاء في غزة، بالإضافة إلى صورة لجنود في مقر للأمن الفلسطيني.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يرسل فيها جنود إسرائيليون صورا من غزة، إذ سبق وأن تم تصوير العلم الإسرائيلي على منازل فلسطينية دمرها القصف الجوي وعلى شاطئ بحر غزة.
احتفاء إسرائيلي
ويتداول إسرائيليون هذه الصور باعتبارها مظاهر لما يسمونه "نصر" إسرائيلي في غزة.
ومعلقا على صورة الجنود والعلم الإسرائيلي في مقر المجلس التشريعي بغزة، كتب موقع "كرمل نيوز" الإسرائيلي الإخباري على منصة "تلغرام": إنها صور النصر، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.
ويغزو مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية سيل من الصور لجنود يحملون العلم الإسرائيلي في شوارع غزة ومنازل فلسطينية مدمرة أو على دبابات وسط مبانٍ فلسطينية مدمرة.
ويضاف إليها عشرات الصور التي ينشرها الجيش الإسرائيلي يوميا لدبابات إسرائيلية وهي تغزو شوارع في غزة أو تقصف منازل ومبان، بزعم أنها "أهداف" لـ"حماس".
وتظهر صورة جنودا وهم يؤدون صلاة على أحد شواطئ غزة وقد استخدموا الجرافات لإقامة مربع محمي.
وأعاد بن غفير نشر الصورة على حسابه بتلغرام، الثلاثاء، مع عبارة: "شهر (عبري) خير ومبارك لجنود الجيش الإسرائيلي الأبطال ولجميع شعب إسرائيل".
نشيد هتكفا
وفي أحد الفيديوهات تظهر مجموعة من الجنود وهم يرفعون العلم الإسرائيلي على خشبة في أحد شواطئ غزة، ويرددون النشيد الوطني الإسرائيلي "هتكفا".
وهذا النشيد هو الأكثر تكرارا في أشرطة الفيديو التي ينشرها الجنود الإسرائيليون من غزة.
ولا تقتصر مثل هذه المظاهر على رفع علم إسرائيل هنا وهناك، وإنما تذهب إلى حد التفوه بأحاديث عنصرية.
ويتداول إسرائيليون فيديو قصير لجندي وهو يزرع شجرة على أحد شواطئ غزة، ويقول: "من إعادة انبعاث شعب إسرائيل وتحرير أسرى صهيون"، وفقا لقوله.
وأشار الجندي في حديثه إلى عميرام بن أوليئيل، وهو متهم بقتل عائلة دوابشة الفلسطينية في بلدة دوما بشمالي الضفة الغربية المحتلة في يوليو/تموز 2015.
أوليئيل أضرم النيران ليلا في منزل العائلة الفلسطينية؛ ما أدى إلى مقتل الأب سعد والأم ريهام والرضيع علي وإصابة الطفل أحمد (4 سنوات حينها) بجروح خطيرة نتيجة الحرق.
وأضاف الجندي في إشارة إلى أوليئيل: "لن ننساك، فأنت جزء من هذا النضال. ولن ننسى أي شخص تركناه وراءنا. الجميع سيصلون إلى النهاية. شعب إسرائيل حي".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأحد، فإن الجيش الإسرائيلي "أدان سلوك الجندي وكلماته واعتبر أنها لا تتماشى مع قيم الجيش".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 41 يوما حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.
بينما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.