الدول العربية, التقارير, إسرائيل, قطاع غزة

لإبادة جباليا وتهجيرها.. حملة إسرائيلية لنسف مباني سكنية (تقرير)

** محاصرون فلسطينيون بجباليا في حديثهم للأناضول: الجيش الإسرائيلي دمر "برج حبوب" الذي يضم عشرات الشقق السكنية والمحلات التجارية

Mohammed Abudoun  | 17.10.2024 - محدث : 17.10.2024
لإبادة جباليا وتهجيرها.. حملة إسرائيلية لنسف مباني سكنية (تقرير)

Gazze

غزة/ محمد أبو دون / الأناضول

** محاصرون فلسطينيون بجباليا في حديثهم للأناضول:
- الجيش الإسرائيلي دمر "برج حبوب" الذي يضم عشرات الشقق السكنية والمحلات التجارية
- حين يعود الناس بعد انتهاء حرب الإبادة سيكون صعبا عليهم التعرف على الشوارع لأنها ركام
- هدف الاحتلال الإسرائيلي واضح وهو إجبارنا على الخروج من بيوتنا لكننا لن نرحل

خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ 13 يوما شمال قطاع غزة، يتعمد الجيش الإسرائيلي تدمير ما تبقى من مبان سكنية عالية في منطقة جباليا، بهدف حرمان الفلسطينيين من أماكن يلجؤون إليها ولإجبارهم على المغادرة.

وسبق أن دمر الجيش الإسرائيلي كثيرا من معالم ومبان بمخيم جباليا خلال حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبحسب شهود محاصرين في مخيم جباليا والمناطق المحيطة به، فإن القوات الإسرائيلية تدمر بعض المباني المرتفعة بتفخيخها ونسفها، والبعض الآخر يجري تدميرها بقصف من الجو.

ومنذ تصعيد الإبادة الإسرائيلية شمال القطاع في 6 أكتوبر الجاري، أطبق الجيش الإسرائيلي حصاره على جباليا، وحاول منع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، فأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع "صلاح الدين" إلى جنوب القطاع.

وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة على غزة قبل أكثر من عام.

والأربعاء، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الجيش الإسرائيلي يحاصر على الأقل 400 ألف فلسطيني شمال قطاع غزة.

الأناضول رصدت من خلال لقائها مع فلسطينيين محاصرين في جباليا، حرص الجيش الإسرائيلي على استهداف المباني السكنية والمعالم، ضمن عمليات الإبادة التي يشنها هناك.

لم أستطع التعرف على المنطقة

الشاب عز الدين إياد، المحاصر بمخيم جباليا، يقول إنه تمكن عصر الثلاثاء من الوصول إلى منطقة المركز، وتفاجأ بأن الجيش الإسرائيلي دمر بشكل كامل "برج حبوب"، وهو مبنى يضم عشرات الشقق السكنية والمحلات التجارية.

ويضيف أن "الاستهداف الإسرائيلي سوى البرج بالأرض بشكل كامل، ولم يتبقِ شيء من ذلك المعلم الذي يعرفه أهالي شمال قطاع غزة".

ويؤكد إياد أن الاستهدافات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة طالت أيضا "برج الداعور" و"عمارة الكحلوت" و"عمارة عابد" و"برج شمس"، وغيرها من المباني السكنية التجارية المعروفة في مخيم جباليا، والتي تعرضت سابقا لأضرار خلال الحرب.

ويصف المشهد بعد تدمير كل تلك المباني والمعالم قائلاً: "لم أستطع تحديد الاتجاهات والأماكن، فكل شيء اختلف، وكثير من المعالم غابت ولم تعد موجودة".

ويوضح أنه "حين يعود الناس بعد انتهاء العملية العسكرية سيكون صعبا عليهم التعرف على الشوارع والطرقات، لأن كل ما يعرفونه أصبح ركاما".

بدوره، يقول الشاب الفلسطيني علاء أبو سعدة، إنه "منذ بدء العملية العسكرية، قصف الجيش الإسرائيلي سوق مخيم جباليا المدمر أصلاً عدة مرات، لإخراجه عن الخدمة نهائياً".

ويلفت إلى أن "بعض المحال التجارية في السوق بدأت في الأسابيع الأخيرة استعادة نشاطها بعد تضررها بشكل كبير، لكن الاجتياح جاء ليقضي عليها نهائيا".

البقاء رغم الإبادة

وفي حي الفالوجا غرب مخيم جباليا، لا تزال عائلة سويلم تمكث في منزلها رغم توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة ونسفه لكثير من البيوت وتدمير الشوارع الرئيسية والفرعية.

وتعاني الأسرة من نقص الماء والغذاء مع استمرار الحصار الإسرائيلي، واشتداد وقع الإبادة الذي طال مقومات الحياة كلها.

يقول أحمد - أحد أبناء العائلة المحاصرة - إن "تخريب الشوارع ونسف البيوت هو أحد أبرز سمات العملية العسكرية الحالية في منطقة جباليا".

ويذكر أنه "منذ اليوم الأول استخدم الجيش الإسرائيلي الروبوتات والبراميل المتفجرة لتفخيخ الأحياء السكنية، حوّلها لأثر بعد عين".

ويتابع سويلم أن "أهداف الاحتلال الإسرائيلي من وراء ذلك واضحة، وهي تدمير كل معالم الحياة في مخيم جباليا، ودفع الناس نحو النزوح إلى جنوب قطاع غزة".

ومعبرا عن إصراره على البقاء رغم هول الإبادة، يقول سويلم: "تلك الأفكار الإسرائيلية سوف تكسر فوق صخرة صمود أهالي مخيم جباليا وشمال قطاع غزة".

وعن تفاؤله بعودة الحياة رغم حجم الدمار الهائل، يضيف: "نعم.. أغلب المباني العالية والأبراج تم تدميرها من قبل الاحتلال، لكن الأهالي سيعودون وسيقيمون خياماً فوق الركام، لأن ارتباطنا بالأرض هو عقيدة وانتماء قبل أي شيء".

وأحرق الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، منازل فلسطينيين غرب مخيم جباليا الذي يشهد عملية تطهير عرقي، التهمت عددا كبيرا من المنازل وممتلكات الفلسطينيين، ما تسبب في خسائر مادية فادحة، وفق شهود عيان.

وخلال عملية التطهير والإبادة شمال غزة قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 342 فلسطينيا خلال 13 يوما، وما زال هناك عشرات الجثامين والمفقودين تحت الأنقاض.

ويواصل الجيش الإسرائيلي سياسة التجويع بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة، ويمنع دخول الماء والغذاء والوقود والعلاج، وحتى يرفض دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية.

وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بغزة أكثر من 141 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وآلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın