الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل

محاصرين وجوعى.. مجزرة إسرائيلية ضد نازحين فلسطينيين في مدرسة بجباليا (تقرير)

- الجيش الإسرائيلي استهدف مدرسة نازحين بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة ما أدى إلى مقتل 25 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين

Mohammed Abudoun  | 17.10.2024 - محدث : 17.10.2024
محاصرين وجوعى.. مجزرة إسرائيلية ضد نازحين فلسطينيين في مدرسة بجباليا (تقرير)

Gazze

غزة / محمد أبو دون / الأناضول

- الجيش الإسرائيلي استهدف مدرسة نازحين بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة ما أدى إلى مقتل 25 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين
** شهود عيان للأناضول:
- معظم المصابين في المجزرة أطفال ونساء خلافا لمزاعم الجيش الإسرائيلي بوجود مسلحين في المكان المستهدف
- الجيش الإسرائيلي منع إخلاء الشهداء والجرحى إلى المستشفى القريب ونحن باقون رغم محاولات التهجير

قال فلسطينيون في شمال قطاع غزة، الخميس، إن قتلى المجزرة الإسرائيلية في مدرسة "أبو حسين" التي تؤوي نازحين بمخيم جباليا، ماتوا وهم يتضورون جوعا، كما فندوا مزاعم تل أبيب بوجود مسلحين في المدرسة، بدليل أن جل الضحايا أطفال ونساء.

وفي وقت سابق الخميس، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة لمراسل الأناضول، إن "قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة أبو حسين التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا تسبب باستشهاد 25 فلسطينيًا وإصابة عشرات بجراح مختلفة".

وأضاف الثوابتة، أن "هذه الجريمة تعد المجزرة رقم 191 في سلسلة المجازر الإسرائيلية ضد مراكز النزوح المختلفة في قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

ورغم أن معظم القتلى من الأطفال والنساء وفق شهود عيان، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان، أن هؤلاء "كانوا يعملون داخل مجمع قيادة وسيطرة تابع لحركة حماس، تم تشكيله بداخل ما كان سابقا مدرسة أبو حسين شمال قطاع غزة".

الأناضول التقت شهود عيان على المجزرة، ومسؤولا فلسطينيا في القطاع، للاطلاع على حيثيات المجزرة الإسرائيلية، وما تعانيه مستشفيات الشمال الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية منذ 13 يوما.

وفي 6 أكتوبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياحه شمال قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

** باقون رغم المجازر

وبسرعة البرق، حمل الشاب محمد البلعاوي النازح برفقة عائلته إلى مدرسة "أبو حسين" ابن شقيقه الطفل مازن إلى مستشفى "كمال عدوان"، بعد إصابته في المجزرة.

ويقول البلعاوي للأناضول: "في المجزرة الإسرائيلية أصيب ابن أخي مازن وشقيقته عهد، والحمد لله كانت إصابتهما متوسطة".

ويضيف: "قررنا الصمود في المدرسة ولم نخرج إلى جنوب قطاع غزة، واعتقدنا أننا في مكان آمن، لكن الجيش الإسرائيلي دائماً ما ينتهك كل الحرمات ويقصف دون رحمة أو إنسانية".

ومفندا مزاعم إسرائيل، يشير البلعاوي إلى أن "معظم المصابين في المجزرة أطفال ونساء بعكس ادعاء الجيش الإسرائيلي بوجود مسلحين في المكان".

ويؤكد أن معظم "شهداء المجزرة قضوا وهم يتضورون جوعاً بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على منطقة جباليا منذ 13 يوما، ومنع الاحتلال الإسرائيلي من إدخال الماء والغذاء إليها".

ومشيرا إلى ثباته رغم هول المجازر، يقول البلعاوي إن "ما رفضناه في بداية حرب الإبادة لا يمكن أن نقبله اليوم حتى لو تم قتلنا جميعا".

ويتابع: "الاحتلال يقتل دون أن يفكر بالمعاقبة والمحاسبة لأن المجتمع الدولي راضٍ عن أفعاله ولا يدينها إلا بكلمات خجولة".

ودعا البلعاوي "المجتمع الدولي للخروج عن صمته ومحاسبة الاحتلال على ما يرتكبه بحق الفلسطينيين المدنيين الأبرياء".

وفي التفاصيل، يقول الشاب هاني مصطفى النازح في المدرسة، إن "آليات عسكرية إسرائيلية تقدمت بشكل مفاجئ نحو منطقة الشهداء الستة غربي مخيم جباليا، وهي منطقة قريبة من عدة مراكز إبواء منها مدرسة أبو حسين الابتدائية التي تم قصفها".

وأوضح في شهادته للأناضول أن "الدبابات الإسرائيلية قصفت المدرسة بعدة قذائف دون سابق إنذار، والمدرسة فيها آلاف النازحين الذين كانوا يعتقدون أنهم بمكان آمن".

ويضيف مصطفى أنه "بعد قصف المدرسة واصلت الدبابات إلقاء القذائف في محيطها، ما صعّب عملية انتشال الشهداء والجرحى".

ويصف المشهد بالقول إن "المناظر تقشعر لها الأبدان، وضحايا القصف الإسرائيلي كانوا على الأرض، والشهداء عبارة عن أشلاء، والمصابون كانوا بحالة صعبة جراء عدم إجلائهم نظرا لضراوة القصف الإسرائيلي".

ومعبرا عن الصمود رغم هول المجزرة، يقول الشاب الفلسطيني إن "الاحتلال الإسرائيلي يظن أنه يمكن من خلال هذه المجازر أن يهجرنا إلى جنوب قطاع غزة أو أي مكان آخر، لكنه واهم في ذلك".

** منظر لن يغيب عن مخيلتي

وعلى مقربة من مدرسة "أبو حسين"، تقول الفلسطينية منيرة حسين إن "الجيش الإسرائيلي كثف من ضرباته في محيط المنطقة بعد قصفه للمدرسة".

ومنذ بدء الإبادة الإسرائيلية، تعيش السيدة مع عائلتها المكونة من 8 أفراد حالة رعب كبيرة بسبب عنف القصف والاستهدافات بالمحيط.

وتضيف للأناضول: "نسمع طوال الليل والنهار أصوات الآليات وإطلاقها للنار، وعلى مدار الساعة تحلق فوقنا الطائرات المُسيّرة التي تطلق النار على أي جسم متحرك".

وفي وصفها لما شاهدته عقب استهداف المدرسة، تقول السيدة الفلسطينية: "بعض الإصابات حملها الناس بأياديهم للمستشفى لعدم وجود إسعافات كافية، ومشاهد الأمهات والزوجات وهي تبكي الشهداء والمصابين كان مبكياً لكل المنطقة، ولا يغيب أبداً عن بالي".

بدوره، يقول الشاب الفلسطيني عماد المصري وهو نازح في مركز صحي قريب من مكان المدرسة، "إن القصف الإسرائيلي منذ صباح اليوم لم يتوقف على المنطقة".

ويضيف المصري للأناضول، أن "قصف المدرسة تزامن مع إطلاق قذائف مكثف من الدبابات الإسرائيلية، وهذا يفهم منه أن الجيش الإسرائيلي لم يكن يرغب في إجلاء الشهداء والجرحى إلى المستشفى".

** عجز المنظومة الطبية

في السياق، يقول فارس عفانة مدير الإسعاف في شمال قطاع غزة، إن "معظم المصابين في استهداف المدرسة هم بحالة حرجة، وبعض الشهداء وصلوا أشلاء".

ويضيف عفانة للأناضول: "نعاني من نقص في المعدات الطبية، وهو ما يحد من قدرتنا على التعامل مع أحداث كبرى كمجزرة مدرسة أبو حسين".

ويلفت إلى أن "نقص المعدات الطبية مع دخول الحصار الإسرائيلي يومه الـ13 يرشح أعداد الشهداء للزيادة، ويضطر الطواقم الطبية للتعامل مع الحالات المصابة على الأرض لعدم وجود أسرة".

ويصف المشهد بأنه "مجزرة، وهذا أقل وصف، لأن معظم الضحايا كانوا نساء وأطفالا يمكثون بأمان في مركز إيواء".

ويوضح أن "الاحتلال ماض في استهداف كل شيء، ولا يرحم صغيرا ولا كبيرا ويقصف أينما كان ووقتما أراد، متجاهلا كل المواثيق والأعراف الدولية، ومستغلا الصمت العالمي على جرائمه".

ومعبرا عن واقع المنظومة الصحية، يقول المسؤول الفلسطيني إن "الطواقم الطبية عاجزة عن التعامل مع جميع الحالات بفعل كثرة الإصابات وخطورتها، ونقص المعدات واللوازم الضرورية".

وبدعم أمريكي، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة، أكثر من 141 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.