الدول العربية, إسرائيل

منتقدا تجاهل الفلسطينيين.. كاتب إسرائيلي: عرائض "وقف حرب غزة جبانة"

ـ جدعون ليفي يعد من اليساريين المعروفين بمعارضتهم للحرب على غزة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 18.04.2025 - محدث : 18.04.2025
منتقدا تجاهل الفلسطينيين.. كاتب إسرائيلي: عرائض "وقف حرب غزة جبانة"

Quds

القدس / الأناضول

ـ جدعون ليفي يعد من اليساريين المعروفين بمعارضتهم للحرب على غزة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي
ـ اعتبر أن العرائض المطالبة باستعادة الأسرى الإسرائيليين على حساب وقف الحرب تظهر وكأنه لا يوجد من يعاني جريمة الحرب في القطاع الفلسطيني سواهم
- ليفي قال إن هذه العرائض تحمل "معنى ضمنيا مروعا وأخلاقا تعلي دماء الإسرائيليين وحريتهم فوق كل اعتبار"

انتقد الكاتب اليساري الإسرائيلي جدعون ليفي، الخميس، العرائض الموقعة من عسكريين ومدنيين للمطالبة بعودة الأسرى من قطاع غزة وإن كلف ذلك وقف حرب الإبادة على الفلسطينيين، ووصفها بأنها "جبانة ومتأخرة".

وقال في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إن تلك العرائض وإن استحقت التقدير فهي "جبانة ومتأخرة" وتظهر كأنه لا يوجد من يعانى جريمة الحرب في القطاع الفلسطيني سوى الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس".

ويعد ليفي من اليساريين الإسرائيليين المعروفين بمعارضتهم للحرب وسياسات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أنه بقراءة تلك العرائض الاحتجاجية "قد يستنتج المرء أن 59 شخصا فقط يعانون في قطاع غزة، ولا وجود لغيرهم" في إشارة لعدد الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.

والخميس، تجاوز عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض إعادة الأسرى من قطاع غزة ولو على حساب وقف الحرب، 120 ألفا مع ارتفاع عدد العرائض إلى 43.

وتتوزع العرائض المفتوحة للتوقيع ما بين صادرة عن عسكريين احتياط ومتقاعدين في وحدات عسكرية إسرائيلية مختلفة، وأخرى بادرت إليها مجموعات مدنية تدعم رسائل العسكريين.

لكن يتضح أن الغالبية العظمى من موقعي العرائض هم من المدنيين، حسب موقع "عودة إسرائيل" الذي ينشر العرائض لتوقيع الإسرائيليين.

وانتقادا لهذه العرائض، استنكر ليفي حصر ضحايا حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب في قطاع غزة في الرهائن الإسرائيليين.

وتابع: "وفقًا لهذه العرائض، فإن الرهائن هم ضحايا الحرب الوحيدون. كل من يقرأ هذه الوثائق، التي يفترض أنها شجاعة، يُواجه بقواعد أخلاقية مشوهة وانتقائية للمجتمع الإسرائيلي".

ورأى أنه من "الصعب علينا (اليساريون في إسرائيل) ألا نشعر بالفزع لأن أيا من هذه العرائض لم يُطالب بإنهاء الحرب في المقام الأول بسبب جرائمها ضد الإنسانية، وبدافع الكرامة الإنسانية".

وأردف: "كأن مجرد 59 رهينة إسرائيلية، أحياء وأمواتا، دماؤهم مقدسة وحريتهم تفوق كل شيء، دون النظر لـ 50 ألف جثة (ضحايا الحرب من الفلسطينيين) ولا عشرات الآلاف من الأطفال الأيتام أو المصابين بصدمات نفسية أو مشوهين، ولا مليونا فلسطيني مشردون ومعدمون".

واعتبر ليفي أن هذه العرائض تحمل "معنى ضمنيا مروعا وأخلاقا تعلي دماء الإسرائيليين وحريتهم فوق كل اعتبار"، على حد قوله.

وزاد: "إذا أُطلق سراح الرهائن فقط، وإذا أُقيل (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو من منصبه، فسيستمر حمام الدم في غزة دون عوائق، وفي النهاية، الحرب مبررة".

وبدأ هذا التحرك الإسرائيلي الداعي إلى استعادة الأسرى ولو على حساب وقف الحرب، بعريضة نشرها 970 من جنود الاحتياط والمتقاعدين في سلاح الجو.

** قص ونسخ

ورغم تأكيده "أحقية كل أمة في الاهتمام بمصالحها أولا"، أبرز ليفي أن "تجاهل الضحايا الآخرين (الفلسطينيين) حتى مع اتساع نطاق الجريمة، أمر محبط للغاية".

وقال الكاتب الإسرائيلي إنه "لا يمكن لأي شخص ذي ضمير حي أن يوقع مثل هذه العرائض".

وذكر أنه بعد توقيع جنود من الاحتياط والمتقاعدين بالجيش الإسرائيلي هذه العرائض، أقدم فنانون ومهندسون معماريون وأطباء على الأمر نفسه.

وعلق قائلا: "تقريبا جميعهم يستيقظون فجأة بعد أكثر من عام ونصف من الرعب والصمت"، منتقدا أيضا اعتمادهم أسلوب "القص والنسخ في كتابة رسائلهم".

واستدرك: "كتبوا جميعًا بنفس أسلوب النسخ واللصق، إنه شكل حذر ومدروس من الاحتجاج، احتجاج يتجنب حتى ذكر الرفض (رفض الخدمة بالجيش)".

وأضاف: "كاتبو العرائض يدركون تماما ما يفعلونه: لو وضعوا الضحايا الفلسطينيين في المقدمة، لانسحب العديد من الموقعين".

وأكمل: "الموقعون على حق: يجب أن تنتهي الحرب لإنقاذ الرهائن، لكن هذا لا يمكن أن يكون السبب الوحيد، أو حتى الرئيسي. يجب أن تنتهي الحرب، قبل كل شيء، بسبب ما تفعله بأكثر من مليوني فلسطيني، غالبيتهم العظمى من الأبرياء والعزل، لا داعي لتصنيف المعاناة".

واختتم ليفي مقاله بالقول إنه "هناك 59 أسيرا إسرائيليا في غزة يجب إطلاق سراحهم فورا. لكن خلافًا للرأي السائد في إسرائيل، ليسوا الوحيدين في غزة الذين يجب إنقاذهم فورا من عذابهم".

ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

ومنذ استئنافها الإبادة، قتلت إسرائيل 1691 فلسطينيا وأصابت 4464 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع صباح الخميس.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.