دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل

منصور عباس: العرب قادرون على تحديد هوية رئيس وزراء إسرائيل القادم (مقابلة حصرية)

مقابلة حصرية للأناضول مع النائب العربي بالكنيست الإسرائيلي منصور عباس.

24.10.2022 - محدث : 24.10.2022
منصور عباس: العرب قادرون على تحديد هوية رئيس وزراء إسرائيل القادم (مقابلة حصرية)

Quds

كفر كنا/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

- يفضل عباس تكرار تجربة عمل القائمة العربية الموحدة مع ائتلاف التغيير ودعم حكومة يائير لابيد
- هناك احتمالية ضئيلة لتواصل نتنياهو مع القائمة العربية في ظل بقائها جزءا من ائتلاف التغيير
- يرى أنه إذا لم يصوت الناخب العربي في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة فستحسم الانتخابات لصالح اليمين المتطرف

قال عضو الكنيست الإسرائيلي، منصور عباس، إن الناخب العربي (عرب 48) "قادر على تحديد هوية رئيس الحكومة الإسرائيلية القادم، إذا ما شارك بفاعلية في انتخابات الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".

وفي منتصف العام الماضي، أيدت القائمة العربية الموحدة، التي يتزعمها عباس، ولأول مرة حكومة إسرائيلية، ما أحدث جدلا واسعا بين المواطنين الإسرائيليين العرب (داخل الخط الأخضر، أراضي 1948) واليهود.

ويميل عباس، الذي تحدث للأناضول في مقابلة خاصة في مقر القائمة العربية الموحدة في بلدة كفر كنا، شمالي البلاد، إلى إعادة تجربة دعم الحكومة الحالية برئاسة يائير لابيد، ولكنه لم يغلق الباب بشكل كامل أمام دعم حكومة أخرى برئاسة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

وقال عباس: "قلناها بشكل واضح وصريح نحن جزء من ائتلاف التغيير، ونسعى إلى حصول الائتلاف على الأغلبية في انتخابات الكنيست القادمة، ونتصرف بهذا المنطق ونتعاون مع الأحزاب الموجودة من أجل رفع نسبة التصويت وتحصيل أفضل نتيجة ممكنة".

وأضاف: "لكن لا تزال فكرة أن يغير نتنياهو موقفه منا في المستقبل واردة، فهو لم يدخر جهدا في دعايته بالانتخابات السابقة في العام 2021 في مهاجمة القائمة العربية الموحدة ومهاجمتي شخصياً، ولكن بعد الانتخابات مباشرة كان هناك اتصال مباشر معه".

وأكد عباس أن نتنياهو "كلف أحد أقرب الشخصيات له بإدارة مفاوضات معنا على مدى 3 أشهر حتى تمكنا من تشكيل حكومة برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد، وبالتالي بقي نتنياهو حتى نصف الساعة الأخيرة على اتصال معنا".

وتمثل القائمة العربية الموحدة الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل، الذي يدعم المشاركة بانتخابات الكنيست، بخلاف الجناح الشمالي للحركة الذي حظرته إسرائيل نهاية العام 2015.

وتكاد تكون الانتخابات القادمة محصورة بين كتلة نتنياهو، التي تضم أحزاب يمينية، وكتلة التغيير، التي تمثل أحزاب الحكومة الحالية المكونة من أحزاب اليمين والوسط واليسار والمدعومة من القائمة العربية الموحدة.

** مناورة محتملة

بعد حل الكنيست الإسرائيلي في يونيو/حزيران الماضي، شن زعيم المعارضة نتنياهو حملة كبيرة على الحكومة بوصفها "مدعومة من حزب إسلامي"، لكنه سرعان ما أوقف حملته هذه خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ولم يتضح بعد ما إذا كان نتنياهو يهيئ لإمكانية اعتماده على القائمة العربية الموحدة، في حال عدم حصوله على 61 صوتا من أصل 120 كشرط لتشكيل الحكومة.

وعن احتمالية أن يعيد نتنياهو الكرة مجددا للتواصل مع القائمة العربية الموحدة، قال عباس إن الأمر "يرتبط بنتائج الانتخابات، فبعد الانتخابات سنكون أقدر على تشخيص وتقييم الموقف واتخاذ التوجهات التي تناسب مصلحة مجتمعنا العربي".

وأشار أن هناك "إمكانية ضئيلة جدا" لحدوث التواصل مع نتنياهو، منوها أن "القائمة جزء من ائتلاف التغيير الذي يسعى لتشكيل الحكومة مرة أخرى والاستمرار في المشوار الذي بدأناه منذ عام تقريبا"، وفق تعبيره.

وتشير استطلاعات الرأي العام في إسرائيل الى حصول القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد، فيما قد تحصد القائمة المشتركة (تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية للتغيير) على 4 مقاعد أيضا.

وحتى ما قبل انتخابات العام 2021، كانت القائمة المشتركة تضم 4 أحزاب عربية وهي القائمة العربية الموحدة والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية للتغيير والتجمع الوطني الديمقراطي، حيث حصلت جميعها على 15 مقعدا في انتخابات عام 2020.

وفي عام 2021، انفصلت القائمة العربية الموحدة عن القائمة المشتركة، فيما انفصل عنها أيضا التجمع الوطني الديمقراطي في العام الجاري.

** التفرقة بين العرب

وتظهر تقديرات إلى انخفاض مشاركة الإسرائيليين العرب في الانتخابات القادمة، والذين يمثلون 21 بالمئة من مواطني إسرائيل.

وقال عباس: "في المجتمع العربي هناك تقسيمات اجتماعية وسياسية وتيارات فكرية، تيار إسلامي وتيار قومي وشيوعي ووطني، بالتالي هناك انعكاس لهذا الأمر على الأحزاب العربية".

وأضاف: "من الطبيعي أن يكون هناك تعددية وأحزاب، ولكن اجتماع هذه الأحزاب في قائمة انتخابية واحدة هو الاستثناء. خضنا تجربة القائمة الموحدة لعلها تقوي ظهرنا السياسي، ولكن ثبت أنها تجربة فاشلة تماما".

وأرجع عباس سبب الفشل إلى "عدم اجتماع القائمة المشتركة التي جمعت 4 أحزاب عربية على رؤية وبرنامج عمل، وإنما لأجل الحصول على أكبر عدد من المقاعد، وهو ما حصل فعلا بفوز القائمة لأول مرة بـ15 مقعدا".

وأردف: "لكن في المحصلة لم يكن للأحزاب تأثيرا، ولم تكن جزءا من العملية السياسية في إسرائيل، ولم تتحقق أهدافها، فعادت لتنقسم من بعضها البعض".

** التصويت هو الحل

يرى عباس أنه "إذا عبر الناخب العربي عن حقه وشارك في التصويت، فسيكون قادرا على تحديد هوية رئيس الحكومة القادم".

وأضاف: "عمليا لن تشكل حكومة في إسرائيل إلا بدعم أو بشراكة مع القائمة العربية الموحدة، لأننا نريد أن نكرر هذه التجربة ونعززها ونزيد من قدرتنا على التأثير في المرحلة القادمة".

وتابع: "الأمر غير مرتبط الآن بقرار نتنياهو ولا لابيد ولا غانتس، من يتخذ هذا القرار هو الناخب العربي، فإذا ما خرج وصوت بكثافة عالية فسيحسم الانتخابات لصالحه، ما يعني أن يكون للعرب دور في الحكومة القادمة".

وأردف: "وإذا بقي الناخب العربي في البيت ولم يصوت، فستحسم الانتخابات أيضا ولكن لصالح اليمين المتطرف".

وكرر عباس دفاعه عن دعم قائمته للحكومة الإسرائيلية قائلا: "القائمة العربية الموحدة لها خط واضح وصريح ووجهة سياسية محددة تتمثل في ممارسة المواطنة وممارسة حقنا في الشراكة السياسية المؤثرة، ليس فقط في الكنيست وإنما أيضا في الائتلاف الحكومي، ونحن ماضون في هذه الطريق بعد تجربة العام الماضي".

وأضاف: "بطبيعة الحال هذه تجربة أولى، ولأول مرة نصبح شركاء في حكومة".

وأكد عباس أن القائمة "لم تدعم كل شيء تقوم به الحكومة، وإنما دعمنا الأمور التي تخدم مجتمعنا العربي، حيث كان هناك العديد من الإنجازات والقرارات التي صدرت لصالح مجتمعنا العربي، وبدأ فعلا تنفيذ هذه الخطط والقرارات".

** انتقادات فلسطينية

دعم عباس للحكومة الإسرائيلية تسبب له شخصيا ولقائمته بانتقادات من الأحزاب العربية الأخرى في إسرائيل، ومن الفصائل الفلسطينية عندما قبل وصف إسرائيل بأنها "دولة يهودية".

ودافع عباس عن موقفه قائلا: "لا يستطيع أحد أن يتعدى على حق الفلسطينيين في وطنهم وحقنا كفلسطينيين في وطننا، هكذا تأسست الدولة، ولسنا مسؤولين عن تعريف دولة إسرائيل في هذا الإطار، بالنسبة لنا فنحن نتمسك بحقوقنا الوطنية والقومية والدينية والإنسانية والسياسية ولا نتنازل عنها أبدا".

وأضاف: "نحن مع حق شعبنا الفلسطيني في قيام دولته الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشريف إلى جانب دولة إسرائيل، هذا هو المشروع السياسي الذي نؤمن به".

كما انتقدته أحزاب عربية وفلسطينيين لوجوده كحزب إسلامي في الحكومة الإسرائيلية، مع استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

ولكن عباس قال: "هناك الكثير من الأمور التي قمنا بها لصالح قضايانا السياسية والوطنية، بعضها نتحدث عنها والبعض الآخر لا نذكرها".

وأضاف: "المشهد السياسي معقد جدا ويتم استخدام أي قضية من أجل إضعاف هذا الائتلاف وهذه الحكومة، فأحيانا نفضل عدم الحديث عن انجاز معين لأجل أن يسير المركب".

ويرى عباس أنه تعرض للظلم ممن انتقدوه، مشيرا لوجود "عملية تشويه لشخصه، ومحاولة افتراء عليه في أكثر من قضية"، لكنه يعتقد أن ما يهمه في نهاية الأمر هو أن "الناس تعلم صدقه مع ربه وشعبه".

واختتم كلامه قائلا: "شعبنا يثق بنا ويعطينا القوة الأولى، ونحن في ازدياد".

ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الإسرائيلية العامة في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث يطمح لابيد بتشكيل حكومة مرة أخرى.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.